وصفت وكالة "أسوشيتد برس" لحظة اقتحام السجون في عام 2011 بأنها كانت لحظة مضطربة من لحظات الثورة المصرية، حيث تم شن هجمات على السجون في جميع أنحاء البلاد، وإخراج ما يزيد عن 20 ألف من السجناء، من بينهم نحو 40 عضوًا فى حركتي حماس وحزب الله، بالإضافة إلى أكثر من 30 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمن فيهم الرئيس الحالي، "محمد مرسي". وأضافت أن اقتحام السجون أطلق المجرمين في الشوارع، مما تسبب في موجة من الجريمة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا. ورأت أن عدم القطع بمن كان وراء عملية فتح السجون، جعل من القضية أزمة مستمرة بالنسبة للرئيس "مرسي"، وذكرت أن أحد القضاة حول قضية أحد الهاربين من السجون، والذي كان يحاكم بتهمة الهروب من السجن إلى أول تحقيق عام في اقتحام السجون، داعيًا المسئولين عن السجون لتقديم شهادتهم بشأن ما حدث. وألقى عدد من كبار رجال الشرطة والمسئولين بالسجون والاستخبارات باللوم على حماس، الحليف المقرب من جماعة الإخوان المسلمين، قائلين: إنها أرسلت مقاتلين من غزة للانضمام إلى بدو سيناء لاقتحام السجون، وتحرير أعضاء المجموعة المسجونين في مصر. وأوضحت أن "سعد الحسيني"، محافظ كفر الشيخ، بين من تم تحريرهم في تلك الهجمات، وصف اتهام حماس بتحرير السجناء بأنه محاولة لإضعاف "مرسي"، مؤكدا أن قوات الشرطة هي من فتحت السجون خلال فترة الاضطرابات التي أعقبت الثورة. وكان وزير الداخلية، "محمد إبراهيم"، الذي عينه "مرسي" حاول نفى تهمة هروب "مرسي" من السجن، وهي التهمة التي يعاقب عليها القانون بالسجن لعامين، قائلا إنه لم يعثر على ورق يثبت دخوله السجن. تبدو عملية الاقتحام وفقًا للشهود حتى الآن منظمة، فحسب ما قاله الجنرال "عصام القوصي"، أحد المسئولين الأمنيين بسجن وادي النطرون للوكالة: "كانت هناك العديد من السيارات، وبعض الرجال كان يرتدي ملابس تشبه ملابس البدو، فيما كان آخرون يرتدون ملابس عسكرية ويتحدثون العربية بلهجة تشبه لهجة أهالي سيناءوغزة"، وأضاف أن المهاجمين قاتلوا قوات الشرطة لمدة تزيد عن 90 دقيقة، حيث قتل نحو 14 قتيلا وتم فتح السجن. وكان العديد من المسئولين الأمنيين اتهموا حركة حماس علانية بالتورط فيقول "منصور العيسوي"، أول وزير داخلية بعد الثورة: "لقد لعبت حماس بالتأكيد دورًا مهمًا في اقتحام السجون، و تقارير الاستخبارات كافة تؤكد ذلك". ويؤكد مسئول بالاستخبارات العسكرية دخول مجموعات من المقاتلين من غزة في 27 يناير 2011، عبر الأنفاق ومعها ذخيرة ورشاشات وألغام، وفى نفس الوقت قام البدو بشن هجمات على مواقع الشرطة على مقربة من الحدود للتمويه. كان التعليق الوحيد للرئيس "مرسي" حول هروبه جاء بعد لحظات من خروجه من السجن في مكالمة هاتفية لقناة للجزيرة مباشر الفضائية، قائلا: "من خلال الضوضاء التي سمعناها، يبدو أن المساجين كانوا يحاولون الخروج من الزنازين، واقتحام ساحة السجن، وأن سلطات السجن كانت تحاول السيطرة على الموقف، فأطلقت القنابل المسيلة للدموع"، ولكن عندما خرجنا كان السجن خالٍ، ولم يكن هناك آثر لوقوع معركة. وينفي "علي عز"، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذي هرب مع مرسى في حوار ل"أسوشيتد برس" تورط مقاتلي حماس والبدو، وقال أحد كبار القيادات بالجناح العسكري بحركة حماس: إن المزاعم بتورط حركة حماس في فتح السجون محاولة لإضعاف مرسى وخلق حالة من كراهية حماس بين المصريين، مؤكدًا أن حركة حماس لم تكن تعلم ماذا يحدث داخل مصر، ومن ثم فإنها لا تستطيع المغامرة برجالها وإرسالهم دون حماية.