عقد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا اليوم، لعرض التقرير السنوى عن حقوق الإنسان فى العالم العربى، والذى جاء بعنوان "الآم المخاض" .. أفاق حقوق الإنسان بين الربيع العربى وخريف الإسلام السياسى. وقال بهى الدين حسن مدير المركز خلال افتتاحه المؤتمر، إن عنوان التقرير "الآم المخاض " ، يوضح أن الربيع العربى لم يولد حتى الآن، لكنه سيولد فى الأيام والشهور القادمة، والتقرير السنوى للمركز سيثبت ذلك خلال العامين القادمين، وسيحسم ذلك التفاعلات التى تحدث وهو أمر فى أيدى السياسين، وقد نكون فى النهاية أمام "حمل كاذب". أضاف بهى؛ أن التقرير يستعيد أحد الاستنتاجات الأساسية للتقرير السابق لمركز القاهرة، والذى كان يحمل تحديات أساسية هى، "كفاح بقايا النظام السابق، ومشروع الدولة الدينية، وموقف المجتمع الدولى الحائر بين دعم شرعية الصندوق أمام شرعية الثورة والشارع". يتناول التقرير حالة حقوق الإنسان فى مجموعة الدول التى شهدتها انتفاضات شعبية فى البحرين وتونس منذ 2010 وتواصلت فى 2011 فى مصر وليبيا، ويؤكد على قضايا نوعية وثيقة الصلة بالربيع العربى مثل انعاكسات على ديناميكية جامعة الدول العربية. وأوضح التقرير، أن المصريين يدفعون ثمنا فادحا؛ جراء تراجع فرصة بناء توافق وطنى حول إدارة المرحلة الانتقالية، كما أن ممارسات جماعة الإخوان المسلمين عمقت من حدة الانقسامات السياسية بعد حصول مرشحها على مقعد رئيس الجمهورية. لاحظ التقرير أن الممارسات القمعية للنظام الجديد لا تقتصر على توظيف أدوات النظام السابق "الشرطة – الملاحقات القضائية عبر النائب العام "، بل يجرى استخدام الجماعة وأنصارها فى ممارسات العنف بحق المتظاهرين والمعتصمين. وفى تونس، أشار التقرير أن آمال التحول الديمقراطى، قد أحيطت بقدر كبير من الإحباط ، حيث قام حزب النهضة الحاكم بتعطيل قوانين استهدفت تعزيز وحماية حرية الصحافة ومارس ضغوطا متزايدة على حرية التعبير من جانب الجماعات السلفية، فضلا عن استمرار ممارسة التعذيب وإساءة معاملة المحتجزين. وفى ليبيا، رصد التقرير استمرار وجود الميليشيات المسلحة، وتنامى التطرف الدينى وتواصل ممارسات ذات طابع انتقامى؛ تشمل القتل خارج القانون، رغم ممارسة حرية التعبير. وفى اليمن، ظلت السلطات الانتقالية تواجه تحديات كبرى فى استعادة الأمن فى ظل الانشقاقات داخل الجيش، واحتفاظ عائلة الرئيس السابق بإدراة أجهزة الأمن والأمن المركزى والحرس الجمهورى، واستمرار مراكز القوى المتصارعة على السلطة. أما العراق، فيرصد التقرير أن ساحة العنف الدامى مفتوحة للعنف، وأعمال الإرهاب التى حصدت أرواح 4400 شخص، وهو ما يؤشر لا ستمرار حالة الإخفاق المزمن فى إدارة العملية السياسية، والتى تكرس هيمنة الجماعات المذهبية والإثنية الكبرى. أكد التقرير أن استمرار تحصين إسرائيل من المحاسبة على جرائمها المتواصلة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، يمنحها ضوءًا أخضر؛ لارتكاب المزيد من الجرائم؛ كالتوسع الاستيطانى واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة للعام السادس. كما لاحظ التقرير أن الاستخدام المفرط للقوة فى قمع أشكال الاحتجاج السلمى، أدى إلى سقوط العشرات من القتلى فى مصر واليمن والسودان والبحرين والمملكة العربية السعودية.