خبراء: الربيع العربي يعيد إنتاج نظم أكثر ديكتاتورية ويطبق قمع الأغلبية

أجمع عدد من الخبراء والنشطاء الحقوقيين على أن دول الربيع العربي بعد ما يقرب من عامين من انهيار نظمها الحاكمة السابقة، تشهد عملية انتقال من ديكتاتوريات سابقة إلى ديكتاتوريات دينية أخرى، مؤكدين أن التيارات الإسلامية التي وصلت للسلطة بتلك الدول مارست اعتداء على الحريات الإعلامية، وأظهرت عداءً واضحًا ضد المعايير الدولية لحقوق الإنسان بشكل أكثر عن الحقب الماضية.
وأكد الخبراء، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن التقرير السنوي لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، عن حالة حقوق الإنسان في مصر والدول العربية، الخميس، أن التيارات السياسية الحاكمة بتلك الدول أصبحت تمارس ما يُعرف بطغيان الأغلبية، وتحاول إعادة هيكلة النظم القانونية والدستورية لتتلاءم مع أجندتها الأيديولوجية.
وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، «أحد مظاهر الربيع العربي هو صعود جماعات الإسلام السياسي في دولتين، ومرشح أن يكون في دول أخرى مثل سوريا»، لافتاً إلى أن هذا صاحبته انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان».
ونبه «حسن» إلى أن الربيع العربي يكافح بقايا النظم السابقة ومشروع الدولة الدينية وموقف المجتمع الدولي المشتت بين دعم شرعية الصندوق أم شرعية الشارع والثورة ومعايير حقوق الإنسان.
وأشار عصام الدين محمد حسن، الباحث الرئيسي بتقرير «آلام المخاض» عن أوضاع حقوق الإنسان بالدول العربية، إلى أن المنطقة العربية تبدو عصية على التحرير والتحول للديمقراطية، موضحًا أن ما يحدث في المنطقة العربية من إحباط ربيع الثورات العربية يدفع الدول الأخرى التي لم تشهد هذا النمط من الانتفاضات للهجوم المضاد على الحريات بصورة أوسع، كما يحدث بالبحرين على سبيل المثال التي قمعت فيها الانتفاضة الشعبية.
وقال معتز الفجيري، الباحث بالمركز، إن الديمقراطية في دول الربيع العربي بعد عامين من الانتفاضات بها ضد نظم الحكم، يتم إفراغها من محتواها بحيث تعمل ضد نفسها وتمارس ما يعرف ب«طغيان الأغلبية».
وأشار «الفجيري» إلى أن تيارات الإسلام السياسي تمارس عداءً مع المنظومة العالمية لحقوق الإنسان، وظهر هذا جليًا في معارك وثيقة العنف ضد المرأة في قضايا ازدراء الأديان، وإحالة مدرسين من أقليات دينية لمحاكمات ازدراء الأديان لاضطهاد الأقليات والحد من حقوق المواطنين.
يذكر أن المؤتمر شهد عرض فيلم قصير عن التقرير أعده فريق الإعلام بالمركز عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ودول عربية، حيث عرض جزءًا من ملاحقة الصحفيين في مصر في قضايا ازدراء الدين وإهانة الرئيس، ومقتل الصحفي المعارض الحسيني أبوضيف، وكذلك ملاحقة النشطاء في تونس، والحكم على صحفي سوري بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، بسبب مداخلة فيديو مع قناة الجزيرة، واستخدام العنف المفرط في مصر وتونس واليمن وسقوط قتلى في سوريا.