قال متحدث بإسم وزارة الدفاع الليبيّة إن “القذافي قائد للثورة الإنسانية وهو ملكيّة عامّة لكلّ الأحرار في العالم”, مؤكدا أن الجيش الليبي حقّق انتصارات على الأرض واستعاد عدة مواقع من أيدي الثوار الذين تقهقروا إلى شرق البلاد. ونفى المتحدث أن يكون الجيش الليبي قد وجّه أسلحته إلى صدور الليبيّين, واعتبر أن ما جرى في ليبيا “لا يمتّ إلى الاحتجاجات بصلة”. وزعم المتحدث أن بعض المحتجّين “تدرّب في الخارج أو كان مسجوناً اعتدى على حارسه ومنهم من كان معتقلاً في جوانتانامو”، وأن الجيش الليبي، يواجه “عصابات مسلّحة إرهابيّة هاجمت دور العبادة وخرّبت ودمّرت في راس لانوف” وعلى الصعيد الميداني, أفادت أنباء واردة من ليبيا بأن قوات النظام الليبي تتقدم إلى معقل الثورة في شرق ليبيا بعدما استعادت مدنا جديدة مستخدمة المدفعية والطيران. وأوضحت مصادر أن خط الجبهة تقدم باتجاه الشرق بينما تسقط مدينة تلو الأخرى بأيدي قوات نظام القذافي الذي أكد تصميمه على القضاء على الثورة على الرغم من الاحتجاجات والعقوبات الدولية. وبعد العقيلة على الطريق الساحلية، أصبحت قرية البشر شرقا تحت سيطرة الموالين للقذافي الذين كانوا يقصفون البريقة التي تبعد حوالى 240 كلم عن بنغازي مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم المعارضة. وانسحب عدد كبير من الثوار بآلياتهم اليوم من البريقة. وقال مراسل فرانس برس إن “عشرات الثوار ينسحبون من بوابة البريقة باتجاه أجدابيا في سيارات مكشوفة تحمل بطاريات مضادة للطيران وتنسحب الواحدة تلو الاخرى”. وعند بوابة البريقة، تجمع خمسة شبان في العشرينات من العمر عند نقطة تفتيش, وقال أحدهم ويدعى أحمد مختار أبو حجر إنه “غير مسلح”. لكنه أكد أنه يملك قنبلة يدوية وسيفجر نفسه إذا تم أسره. أما حسين بن رحيل الذي يبلغ من العمر 25 عاما فهو طالب في كلية طب الأسنان في بريطانيا وصل قبل ثلاثة أيام وتوجه إلى بوابة البريقة. وأوضح الثوار أن “خط المواجهة أصبح وراء قرية البشر” باتجاه الشرق بينما أكد أحدهم أن قصف قرية البشر أدى مساء السبت إلى جرح شخصين أحدهما طفل. وفي بنغازي, قطعت اتصالات الهواتف النقالة اليوم. ولم تكن الاتصالات في شركتي ليبيانا والمدار تعمل كما لم يعرف إلى متى سيستمر هذا القطع. وفي الطريق إلى أجدابيا سادت الفوضى عملية الانسحاب التي شملت سيارات تنقل مدنيين. وهرعت مئات السيارات المكشوفة المحملة بالأسلحة والشاحنات بسرعة فائقة لمغادرة المكان. وفي سياق مغاير, أكد اثنان من المعارضة الليبية المسلحة اليوم أن الهجوم على مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضة تأجل لليوم الثاني نتيجة تبادل إطلاق النار بين قوات الكتائب الامنية التابعة للقذافي التي من المفترض أن تشن الهجوم. وقال سكان إن القتال اندلع أمس بعد أن رفضت وحدات من القوة التي أرسلها الزعيم الليبي معمر القذافي مهاجمة مصراتة ثالث أكبر مدينة في ليبيا والمكان الوحيد بغرب البلاد الذي مازال يتحدى حكم القذافي صراحة. ولم يتسن التحقق من صحة التقارير بانشقاق الوحدات لأن السلطات الليبية تمنع دخول الصحفيين للمدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة. ونفى مسؤول حكومي في طرابلس هذه التقارير ووصفها بأنها شائعات. وقال محمد وهو من مقاتلي المعارضة المسلحة بالهاتف لرويترز اليوم “منذ الصباح الباكر يقاتلون (قوات الامن ) بعضهم البعض. نسمع صوت القتال.” وأضاف “هذا الانقسام بينهم جاءنا من عند الله. حين اعتقدنا أن النهاية قادمة حدث هذا. الآن نحن ننتظر لنرى ما سيحدث.” وقال سكان إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف من مطار عسكري إلى الجنوب من البلدة تمركزت فيه القوات الموالية للقذافي. وأضافوا أنه لم تجر اشتباكات بين المعارضين وقوات الأمن اليوم. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة كان في المدينة “الوضع في وسط البلدة هاديء جدا. ليس هناك قتال الآن. الناس في الشوارع لشراء ما يحتاجونه.” واستطرد قائلا “المشكلة على مشارف البلدة. هناك إطلاق نيران بين الكتائب.” وعلى الرغم من أن التقارير بحدوث تمرد في مصراتة غير مؤكدة فان ذلك يثير تساؤلات بشأن قدرة قوات القذافي على شن هجوم في شرق البلاد اكبر معقل للمعارضة المسلحة. كان سكان قد قالوا ان القوة الرئيسية التي تستعد لمهاجمة مصراتة هي الكتيبة 32 . ويقودها خميس ابن القذافي. وقال محللون عسكريون انها القوة الافضل من حيث التسليح والتدريب المتاحة للزعيم الليبي.