* ميزان القوة يميل للثوار.. والإحتجاجات تضرب قلب طرابلس.. والقذافي يرفض الاعتراف بها * الثوار يسقطون طائرة مقاتلة لميليشيا القذافي.. وقوى الغرب تحاصر ليبيا كتب – أشرف جهاد: فيما يبدو أنها مشاهد اللحظات الأخيرة للنظام الليبي, تراجعت حدة العنجهية والعنف في الخطاب الرسمي للديكتاتور معمر القذافي ونظامه, وبدأ القذافي في خطب ود الثوار عبر محاولة فتح حوار معهم وإرسال قافلة مساعدات إنسانية, لكنه قوبل برفض تام من قبل ثوار بنغازي, فغير القذافي الدفة بإتجاه الغرب ليتهمهم بلهجة اتسمت بالإستجداء على عكس كل حواراته السابقة بأنهم تخلوا عنه في حربه ضد الإرهابيين. وبعد سقوط الزاوية بيد المحتجين أمس واتساع رقعة المناطق المحررة من قبضة الديكتاتور, نجح المحتجون المناهضون للقذافي في صد هجوم لقوات موالية للحكومة قرب بلدة مصراتة وأسقطوا طائرة عسكرية, واحتجز المحتجون طاقمها. كما وصلت الإحتجاجات من جديد إلى العاصمة طرابلس, وتظاهر المئات في حي تاجوراء, قبل أن تطلت قوات الامن الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين . وردد المحتجون هتافات مناهضة للقذافي ولوحوا بالعلم ذي اللون الاخضر والاسود والاحمر والابيض الذي صار رمزا للثورة على حكم الزعيم الليبي الذي تجاوز اربعين عاما. القذافي الذي رفض الإعتراف بوجود احتجاجات في شوارع طرابلس, حاول بعد أن أيقن بتغير موازين القوة على الأرض وتفوق كفة الثوار إلى خطب ود الثوار, وبادر إلى تكليف رئيس المخابرات الخارجية الليبي بالتحدث إلى قيادة المنطقة الشرقية المحررة من قبضته. وفي مسعى آخر لكسب ود أهالي بنغازي, قال مسئول حكومي ليبي إن الحكومة الليبية ستوفد مساء اليوم مبعوثا إلى المدينة التي يسيطر عليها الثوار المناهضون للقذافي ومعه شحنة من المعونة الإنسانية تضم مساعدات طبية وغذائية. ولم يكتف النظام الليبي بعرض ذهب المعز فقد ألمح أيضاً إلى سيفه, وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم في مؤتمر صحفي اليوم ان ليبيا ستجرب الحوار مع المدن المتمردة قبل ان تلجأ الى استخدام القوة. واضاف انه اذا استنفدت كل محاولات وجهود الحوار فستستخدم قوة موجهة بدقة وفقا للقواعد الدولية. لكن محاولات القذافي قوبلت بصفعة مدوية, بعد أن رد متحدث باسم المجلس الوطني الليبي الذي مقره مدينة بنغازي على محاولة القذافي بالقول إنه لا يرى مجالا للتحدث مع الديكتاتور. وفي محاولة لإيجاد قوى أخرى لترجيح قوته على الأرض من جديد, خاطب القذافي الغرب مستجديا منهم العون تحت ذريعة مواجهة الإرهاب الذي حاول قبل قليل محاورته وإرسال معونة إنسانية له, ولربما تناسى كيف داوم بعنجهية على مهاجمة الغرب وأمريكا واتهامهم بتحريض الشعب الليبي عليه, بل وتحذير الليبيين من الاحتلال الغربي. وقال الديكتاتور الليبي في مقابلة مع شبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية “إنه مندهش من أنه بينما تتحالف ليبيا مع الغرب في الحرب ضد القاعدة فان الغرب قد تخلى عن ليبيا في حربها “ضد الارهابيين”. ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما بانه “رجل طيب” ولكن يبدو أنه جرى تضليله بشأن الوضع في ليبيا. وتابع قوله ان التصريحات التي سمعها من أوباما لابد أن تكون جاءت من اخرين..وقال ان الولاياتالمتحدة ليست الشرطة الدولية في العالم. لكن محاولة القذافي الجديدة تلقت ضربة ربما تسرع من إنهياره, بعد أن حركت دول غربية قواتها لفرض حصار وحظر جوي على ليبيا لمنع الديكتاتور من استخدام الطيران في ضرب الثوار. وقال مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إن الجيش الأمريكي نشر بعض قواته البحرية والجوية حول ليبيا لتسهيل القيام بأي تحرك بمجرد اتخاذ قرار سياسي. في سياق متصل, قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إن بريطانيا ستعمل مع حلفائها لوضع خطط لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا من أجل حماية الشعب الليبي من الهجمات العسكرية التي تشنها ميليشيات الديكتاتور الليبي معمر القذافي. ودعا كاميرون في خطابه أمام البرلمان القذافي إلى التنحي, قائلا إن جميع الإجراءات ينبغي أخذها في الاعتبار لزيادة الضغط عليه كي يرحل. وأضاف “نحن لا نستبعد بأي حال استخدام الموارد العسكرية, ولا ينبغي أن نتهاون مع هذا النظام الذي يستخدم القوة العسكرية ضد شعبه, مشيراً إلى أن لندن طلبت العمل مع حلفائها على وضع خطط لفرض منطقة لحظر الطيران.” الغرب لم ينس أن يفتح باباً للقذافي للهروب من المركب الغارقة في محاولة لتفادي صدام محتمل, واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن خروج القذافي من ليبيا للمنفى يعد أحد الخيارات المتاحة أمام الديكتاتور للامتثال للمطالب الدولية الخاصة بمغادرة السلطة. ولم يكشف كارني عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستسهل خروج القذافي إلى منفى, قائلاً إن هذا مجرد تصور لن يبحثه. رحيل القذافي لم يعد فقط مطلبا شعبيا عربيا ورسمياً غربياً وحسب بل ورسميا عربياً, فقد دعا رئيس الوزراء القطري القذافي إلى التنحي لتجنب إراقة مزيد من الدماء والدمار في ليبيا, لتصبح بذلك قطر أول دولة عربية تدعو القذافي بالتنحي. فهل تحسم الأيام القليلة القادمة مصير ديكتاتور حكم ليبيا لأكثر من 40 عاما؟