علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، على التعديل الوزاري المصري الأخير، قائلة: "التغير الوزاري الجديد لحكومة الرئيس "محمد مرسي" يعزز موقف الإخوان المسلمين في الوزارات الرئيسية، ويتجاهل شكاوى المعارضة من سيطرة الإخوان على البلاد". وأوضحت أن المعارضة طالبت الرئيس بتشكيل حكومة أكثر شمولية، لتضم ليبراليين ومعتدلين وأقباط ونساء، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة هذا العام، كما سعت إلى تغيير رئيس الوزراء هشام قنديل، الذي يفتقر للخبرة السياسية والكاريزما. وأشارت إلى أحتفاظ "قنديل" بمنصبه، والمساهمة في تشكيل حكومة جديدة تضم 10 مسئولين ينتمون لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وثمانية وزراء من الحكومة السابقة أعضاء في حزب الحرية والعدالة. وينظر للوزراء غير المنتمين للحزب، على أنهم متحالفين مع الرئيس وجماعة الإخوان. وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه رغم شكاوى المعارضة من احتكار الإخوان للسلطة، فإنه لم يتم تعيين أي وزير من المعارضة، وبينما تسبب كل من وزيري الداخلية والإعلام في الكثير من الجدل، فإنهم احتفظوا بمناصبهم. وأضافت أن التغير الوزاري شمل وزيرين غير منتمين لحزب الحرية والعدالة، وهم من تولوا المفاوضات مع بعثة صندوق النقد الدولي، لدعم الاقتصاد المتعثر. كما لفتت إلى بذل الوزارة السابقة جهودًا عديدة لصياغة إصلاحات، من شأنها أن ترضى صندوق النقد الدولي، غير أن أعضاء جماعته قاموا بعمل أي خطط لخفض دعم الوقود أو الطعام، خشية من الاضطرابات في الشارع، مما أسفر عن مزيد من استنزاف احتياطي العملة الأجنبية. ورأت الصحيفة، أن التغيرات الوزارية تعني أن مفاوضات صندوق النقد الدولي ستبدأ على أسس جديدة، مما يشير إلى قوة دفع جديدة للمحادثات، ووفقًا لتقرير صدر يوم أمس الثلاثاء، من قبل اقتصاديين في مؤسسة "كابيتال "الاقتصادية بلندن، فمصر لن تحصل على القرض دون توافق سياسي، لخفض الدعم وزيادة الضرائب، ودون ذلك فإن أي محاولات للحصول على القرض غير مجدية. وبذلك فالتعديل الوزاري يظهر قبضة الإخوان على الحكومة، خاصة بعد تعين أحمد سليمان العضو البارز في الحاكم، وزيرًا للعدل. واعتبرت أن تعين حاتم بجاتو، المشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية،وزيرًا لشئون المجالس النيابية، يأتي في وقت حرج وسط، مطالبة جماعة الإخوان وأنصار الرئيس بتطهير المؤسسة القضائية، وأضافت: "بالتالي فالرئيس يحاول كسب ولاء السلطة القضائية، فمن المعروف أن "بجاتو" من أشد المعارضين للرئيس وجماعة الإخوان". وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى عدم تعين أي وزيرة جديدة خلال خطوة التعديلات، مما أثار غضب العديد من الناشطات، فقالت الإعلامية بثينة كامل، أحد أشد منتقدي الحكومة: "هذا التعديل الوزاري سيشعل موجة جديدة من الثورة المصرية".