تساءل الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلاموني: لماذا يعترض الإخوان ويغلقون عرضًا عن الإرهاب في هذا التوقيت؟ معلقا على قرار إغلاق عرض "ديوانالبقر" لفرقة قصر ثقافة الغردقة عن نصه الشهير بنفس العنوان، وتهديدات بعضأفراد من التيارات الدينية بالغردقة بحرق قصر الثقافة الذي يقدم فيهالعرض. قال السلاموني: كتبت النص في بداية التسعينيات في ظرف تسيَّد فيه الإرهاب وتكررت العمليات الإرهابية التي كان من أبرزها مذبحة الأقصر، والنص مشغول بمناقشة محاولات هذه الجماعات المتطرفة لهدم أركان المجتمع ومحاولة السيطرة وفرض أفكارها المتطرفة عليه، وكانت هذه هي ظروف المجتمع عندما قدمت المسرحية عام 1994 على مسرح الهناجر بإخراج الراحل كرم مطاوع، والسؤال لمن أغلق العمل الآن هل يحاولون حماية الإرهاب الذي يهاجمه العمل؟ وأضاف كاتبنا أن النص مأخوذ من كتاب الأغاني للأصفهاني عن حادثة في بغداد تحكي عن أحد الفقهاء كان يجلس على قارعة الطريق يأكل، مر به أحد أصحابه وسأله: ألا تستحي أن تأكل علي قارعة الطريق؟ فقال له: انتظر وسأثبت لك أن أهل البلد بقر، ونادي في الناس أن من أخرج لسانه ولعق طرف أنفه لن يدخل النار، والمذهل أن الناس تبعوه وصدقوه، والمعنى أن الجماعات المتطرفة تستخدم الدين لأغراض سياسية وتستغل بساطة بعض العقليات ليجعلوا الناس في خدمة أغراضهم من خلال مقولات تتستر بالدين ويراد بها باطل. وأكد السلاموني أن دور الفن إنارة المجتمع، وتقديم رؤية لمواجهة مشاكل المجتمع، وهذه هي قوة المجتمع الناعمة التي نفخر بها فما تزال الثقافة هي قوة مصر الحقيقية ويبدو أن الوقت الآن أوان الهجوم عليها كجزء من طبيعة الجماعات التي تفكر بشكل متخلف وتسيء للمجتمع والحضارة والإنسانية، وإذا كانت الجماعات الجهادية التي قامت باغتيال الرئيس السادات عادت وراجعت أفكارها، ألم يحن الوقت لمختلف التيارات الدينية أن يراجعوا أنفسهم وأفكارهم ويكونوا على مستوى العصر وتحدياته.