خيط واحد يجمع بين أكثر من عمل فني ومسرحي نشاهدها خلال الفترة المقبلة، وهو مناقشتهم للقضايا المتعلقة بالمتطرفين ودعاة الدولة الدينية، وهي القضايا التي فرضت نفسها علي أجندة المجتمع المصري بجميع فئاته: باحثين ومفكرين وصحفيين وفنانين، وجاء ذلك كنتيجة طبيعية لتغلغلهم في قطاعات كبيرة من المجتمع وفي الجامعات والمدارس والنقابات. بخلاف مسلسل "الجماعة" ( يعرض في رمضان المقبل) الذي لقي صخبا كبيرا منذ شروع مؤلفه وحيد حامد في كتابة السطور الأولي منه، رغم تأكيدات حامد أنه لم يهدف إلي تشويه صورة الجماعة أو الإساءة إليها، هناك اكثر من ثلاثة اعمال أخري تناقش قضايا التطرف في اطر درامية متباينة أبرزها مسلسل سقوط الخلافة، الذي يتناول فترة الخلافة العثمانية ويقول مخرجه السوري باسل الخطيب: إن الهدف منه إلقاء الضوء علي تلك الحقبة بسلبياتها وإيجابياتها. يتعرض المسلسل لأوضاع العرب والمسلمين تحت الهيمنة العثمانية، والتحولات السياسية التي شهدتها العراق والشام ومصر بعد سقوط الخلافة، ويجري تصويره في مصر بين قصر محمد علي باشا بشبرا وقصر المنسترلي، كما سيتم التصوير الخارجي في الأردن وسوريا وتركيا. فيلم "الظواهري" الذي يقوم ببطولته الفنان احمد عز يعد أول عمل سينمائي مصري تدور قصته حول تنظيم القاعدة وشخصية أيمن الظواهري المصري الجنسية الرجل الثاني في التنظيم، ويقول احمد عز انه تلقي ردود فعل عنيفة بعد الإعلان عن فيلمه الجديد، لكنها لم تصل لدرجة التهديدات المباشرة، كما استقبل نصائح وتحذيرات من المقربين منه بعدم فتح باب المشاحنات مع المتطرفين والجماعات الإرهابية، وتابع: الفيلم يتعرض للإرهاب لكن بشكل غير مباشر، ويتضمن رسالة أساسية هي التأكيد علي أن مصر يمكن أن تنجب "أحمد زويل" كما يمكن أن تنجب "الظواهري" حسب الظروف التي تؤثر في مسار الإنسان وأفكاره، خاصة أن الظواهري كان طبيبا وينتمي إلي أسرة ميسورة الحال في المعادي. يستعرض الفيلم الذي يبدأ تصويره بعد أيام، الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل من الشخص الطبيعي متطرفا، وأكد المخرج احمد علاء ان الظروف التي تمر بها افغانستان الآن بسبب الحرب الأمريكية علي طالبان حالت دون التفكير في التصوير فيها. المخرج مجدي احمد علي قال انه يعد لعمل سينمائي يتناول تطرف الجماعات الإسلامية بداية من فترة السبعينات حتي حوادث العنف في التسعينيات وأضاف لروزاليوسف " دفعني لهذه المنطقة رفضي التام للتطرف الفكري والمذهبي، وأركز في هذا العمل بشدة علي حرية الرأي ومشكلة احتكار الحق عند الإسلاميين" وأضاف: كانت فكرة رواية بالأساس ولكن مع الوقت قررت أن أحولها لفيلم وعرضتها علي الفنان فتحي عبد الوهاب فوافق علي الفور، ولكننا مازلنا في مرحله التحضير. علي الصعيد المسرحي أفرج مؤخرا عن مسرحية الحادثة التي جرت في سبتمبر للكاتب محمد أبو العلا السلاموني التي كانت محل كثير من الجدل في فترة سابقة، بعد انتهاء مشكلة البروفات والعروض، وتصريح الرقابة بعرضها، عقب حذف بعض العبارات المسيئة.. المسرحية تعالج أحداث 11 سبتمبر وما أعقبها من تغييرات في خريطة العالم الاقتصادية والسياسية، حصلت أخيرا علي الضوء الأخضر من توفيق عبد الحميد رئيس البيت الفني للعرض علي مسرح الطليعة. تتناول النص انعكاس ما حدث في الولاياتالمتحدة بعد أحداث سبتمبر علي المجتمع العربي من خلال أسرة مصرية تعيش في الولاياتالمتحدة، ويعمل معيلها الذي تزوج من أمريكية وأنجب منها، أستاذاً في جامعة نيويورك لكنه يطرد من الجامعة، ويتهم وولداه بالإرهاب وتطالب زوجته الأمريكية بالطلاق، مما اضطره للعودة إلي مصر ليفاجأ بأنه في مأزق كبير مع الجماعات المتطرفة في قريته ولكنه تمكن في النهاية من الوصول بأسرته إلي بر الأمان، وأسندت البطولة إلي محمود مسعود والمطربة ريهام سليم. وحول هجوم بعض الإخوان عليه قال أبو العلا "نناقش من خلال المسرحية كل أشكال التطرف، جزء من هذه التنظيمات المتطرفة ونحن مستعدون لمواجهة هذا الهجوم لنصل للديمقراطية الحقيقية واحترام الرأي والرأي الآخر.