تناولت صحيفة "حمايت" التركية في افتتاحيتها اليوم محاولات الإدارة الأمريكية للسيطرة على العالم تحت ذريعة محاربتها لما يسمى بمحور الشر. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان "أوباما واستراتيجية محور الشر": في هذه الأيام تحولت التطورات في شبه الجزيرة الكورية إلى واحدة من أهم الأحداث العالمية، لاسيما وأن تزايد المخاوف من اندلاع حرب نووية بين كوريا الشمالية وأمريكا قد ألقت بظلالها الثقيلة على أفكار الرأي العام العالمي. وأشارت إلى وجود أبعاد مختلفة حول تشديد التوترات بين كوريا الشمالية وأمريكا، وأن كل دولة تحاول أن تحقق أهدافها الخاصة من خلال تصعيد التوتر. وأن هناك نقطة مهمة في السلوك الامريكي تجاه الأزمة وهي تتعلق بمكانة كوريا الشمالية في السياسات الامريكية. ولفتت الصحيفة إلى أن عبارة "محور الشر" ترددت أولا على لسان الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الابن، بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث وصف في "استراتيجية محور الشر" بعض الدول بأنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي. وتابعت الافتتاحية: يرى الكثيرون بأن فكرة بوش هذه هي التي قادته لبدء ما يسمى بالحرب على الارهاب حيث وصف كل من العراق وليبيا والسودان والصومال وسوريا وإيران وكوريا الشمالية بأنها محاور للشر، وفعلا في فترة رئاسة جورج بوش نفذت خطة احتلال العراق وأفغانستان، والتي كانت معدة أصلا قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وأضافت الافتتاحية أن خطة الهجوم على ليبيا وتقسيم السودان والتحرك على سوريا قد تمت المباشرة فيه في الدورة الرئاسية الأولى للرئيس اوباما. ونوهت صحيفة "حمايت" إلى أن المحاولات المتواصلة و "الخبيثة" التي بذلتها أمريكا من أجل جر إيران إلى المصيدة السورية باءت بالفشل. واستطردت الصحيفة إلى أن التطورات الراهنة في شبه الجزيرة الكورية يمكن وصفها بأنها محور جديد للتحرك الامريكي ضد مايسمى بمحور الشر، وأن التحركات الامريكية الأخيرة ضد كوريا الشمالية يمكن اعتبارها حلقة أخرى في مسلسل استراتيجيات أمريكا في العالم، وأن أمريكا تحاول استغلال عبارة الأمن النووي للوصول إلى مصالحها في المنطقة وفرض هيمنتها العسكرية على العالم عبر التشدق بالادعاءات الواهية المتمثلة بأنها المنقذة والناجية للانسانية والمحققة للسلام والاستقرار في العالم.