أظهرت دراسة جديدة أعدتها جامعة بروكسل أن اللغة العربية أصبحت تحتل حاليًا المركز الرابع من مجموع 102 من اللغات المستعملة في العاصمة البلجيكية عاصمة الاتحاد الأوروبي . وحسب الدراسة -التي أُعدت بناءً على طلب من حكومة منطقة الفلاندر شمال البلاد حول مقياس استخدام اللغات في بروكسل - فقد جاءت اللغة العربية بعد الفرنسية والإنجليزية والهولندية مع قفزة كبيرة منذ عام 2009 ، وورد في نتائج الدراسة أن حوالي 20% من سكان العاصمة الأوروبية يتحدثون اللغة العربية.وأشارت الدراسة إلى أنه ، وخلال ست سنوات فقط ، ارتفع عدد الذين يعلنون عن التحدث، بشكل رئيس ، بالعربية من 9.9% إلى 17.9% وفق الدراسة التي تؤكد أن ذلك يرجع إلى التركيبة السكانية لمدينة بروكسل.وفي تصريح للصحافة كرد فعل عن نتائج الدراسة، قال باسكال سميت الوزير المسؤول عن التعليم بمنطقة الفلاندر أن "الحديث بالعربية لا يشكل مشكلة لكنه يجب أن يقترن بالتمكن من لغة أخرى يمكن استخدامها من قبل الجميع فهذه هي الطريقة الوحيدة للعيش معًا في مجتمع متعدد الثقافات والتفكير بالمستقبل".وتستعمل في بروكسل حاليًا 102 لغات مقابل ۷۲ فقط عام ۲۰۰۰، وهو ما يعني أن التنوع اللغوي أصبح قاعدة بالعاصمة البلجيكية.وتقول الناشطة بمجال تعليم العربية للمهاجرين ماريا الربكاني إن "دروس العربية التي كان الأطفال يعتبرونها من قبل عقوبة، لأنها تمنح بالمراكز الثقافية والمساجد خلال أوقات الراحة وأيام العطل، وهو ما يعني أنها تمنعهم من التمتع بوقت أكبر للعب والراحة، أصبحت الآن تشكل جزءاً من البحث عن هوية مختلفة".وأضافت الربكاني "يبدو أن الأطفال يفتخرون حاليا بالحديث بلغة خاصة، لغة لا يعرفها سوى أقلية ويمكن التواصل عبرها مع الأصدقاء والعائلة".ويصل عدد أطفال الأسر المسلمة في بعض مدارس مدينة بروكسل إلى حوالي ۹۵%. وقد لوحظ أنه في بعض الأحيان يصل الأطفال إلى دور الحضانة بعد ثلاث سنوات لم يتعلموا خلالها مع عائلتهم سوى العربية، وهو ما قد يشكل عائقاً بالنسبة لمسيرتهم الدراسية وفق بعض الخبراء.وارتفاع عدد المتحدثين بالعربية يقلق الكثير من السياسيين، خاصة من اليمين واليمين المتطرف، الذين لا يترددون في إطلاق التصريحات بشأن تحول بروكسل إلى مدينة عربية أو إسلامية.فإحدى الدراسات التي صدرت عام ۲۰۰۸ أكدت أن الإسلام قد يصبح الدين الأول بالعاصمة الأوروبية بعد عشرين عاما.وبالفعل، فما يقرب من ثلث سكان بروكسل مسلمون، ونسب الولادة لدى هؤلاء المواطنين عالية وقد يصبحون أغلبية خلال العقد المقبل.وأظهرت الدراسة أيضا أن اسم "محمد" أصبح يحتل المرتبة الأولى منذ عام ۲۰۰۱ من بين الأسماء الممنوحة للأطفال المولودين ببروكسل.