كان الانفصاليون الفلامنك الفائز الاكبر في الانتخابات البلدية التي جرت الاحد في بلجيكا مع تقدم في جميع بلديات اقليم الفلاندر وفوز زعيمهم بارت دي فيفر ببلدية انفرس، اكبر مدن الفلاندر، ليدعو على الفور رئيس الوزراء اليو دي روبو الى التفاوض على دولة كونفدرالية. وعقب اعلان النتائج وحصول قائمة التحالف الفلامنكي الجديد على 37,7% من الاصوات و23 من مقاعد المجلس ال55 مقابل 28,6% و17 مقعدا لرئيس البلدية الحالي الاشتراكي باتريك يانسنس قال زعيم الحزب "انه يوم احد اصفر واسود" بلوني علم الفلاندر وحزبه متحدثا امام انصاره عن "يوم تاريخي". واضاف الزعيم الشعبوي "يجب ان يتمكن الفلامنك من ادارة الفلاندر كما يرغبون. وادعو اليو دي روبو والسياسيين الفرنكوفونيين: تحملوا مسؤوليتكم واعملوا معنا على الاعداد لاصلاح كونفدرالي" معتبرا انه "بهذه الطريقة يمكن ان نرسي الاسس لتضامن حقيقي في هذا البلد". الا ان دي روبو رفض الاستجابه لدعوة دي فيفير نافيا بشدة اي تفسير قومي لهذه الانتخابات وقال "اعترف بنجاح التحالف الفلامنكي الجديد"، مشددا على انه "لا توجد علاقة بين الانتخابات المحلية والانتخابات الفدرالية" المقررة في حزيران/يونيو 2014. ودافع رئيس الوزراء عن "حكومة الاصلاحات" المؤسسي والاقتصادي وقال انه "مقتنع بان مواطني الفلاندر وبروكسل ووالونيا سيعترفون بهذا العمل". وواكب نجاح دي فيفر في انفرس تقدم كبير لحزبه في جميع انحاء الفلاندر مع ما بين 20 و30% من الاصوات ما يدل على رسوخ اقدام يبشر بافاق جيدة في الانتخابات التشريعية التي ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد. وعلى الاثر قال رئيس الحزب الفدرالي الديموقراطي الفرنكوفوني (معارضة) اوليفييه مانغين معلقا "هذا شيء مؤسف لكنه كان متوقعا" معتبرا انه "يعد فشلا شخصيا لرئيس الوزراء ويدل على ان الحكومة الحالية لم تنجح في تهدئة الطموحات القومية للفلامنك". وتصدر نجاح الانفصاليين الفلامنذ الصفحات الاولى لصحف الاثنين. واكدت صحيفة هيت لاتستت نيوز الفلامنكية الشعبية انه "انتصار كبير" مع صورة لبارت دي فيفر وهو يبتسم ابتسامة عريضة بعد نجاح حزبه في انتزاع بلدية انفرس من الاشتراكيين الذين يسيطرون عليها منذ 60 عاما. وعنونت دي ستاندارد مع صورة لدي فيفر وهو يصعد درج مبنى البلدية على كامل صفحتها الاولى "لا شيء يمكن ان يوقفه. انه يتطلع الان الى بلجيكا" والانتخابات التشريعية لعام 2014. وكتبت صحيفة دي مورغن اليسارية ان التحالف الفلامنكي الجديد، الموحد خلف زعيمه، اصبح في بضع سنوات فقط "الحزب الشعبي الفلامنكي الجديد" الذي "يمثل خزانا كبيرا لاصوات المحافظين اليمينيين التي كانت تذهب حتى الان الى حزب فيلامس بيلانغ" اليميني المتطرف. من جانبها كتبت لو سوار الفرانكوفونية انها "خطوة الى ابعد (...) نحو بلجيكا اقل" مضيفة "يجب ان لا نخدع انفسنا! هذا الانتصار للتحالف الفلمنكي الجديد عنصر زعزعة استقرار كبير للبلاد" مضيفة ان "دي فيفير ربح الجولة الثانية من مسيرته نحو الكونفدرالية". واعتبرت لا ليبر بلجيكا ان "مد التحالف الفلمنكي الجديد يظهر ان هذا الحزب لم يعد حدثا عابرا او نوعا من الترفيه والتانق لناخبي انفرس، لقد بات الحزب الشعبي الكبير الذي حلمت كل الاحزاب السياسية الاخرى ان تكونه". ودعت الصحيفة الحكومة الائتلافية للاشتراكي دي روبو، ابن الجنوب الوالوني الفرنكوفوني، الى الاحتفاظ برباطة الجاش و"المضي حتى النهاية في تطبيق الاصلاحات التي طرحتها سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي او المؤسسي". وفي والونيا، لا يزال الحزب الاشتراكي محتفظا بتفوقه رغم تاثير اجراءات التقشف الحكومية مع استمرار سيطرته على مدينتي شارلروا ولياج. وتتكون العاصمة بروكسل من 19 دائرة مختلفة مع سياسات وائتلافات شديدة التنوع. ومنذ نهاية اطول ازمة سياسية في تاريخ بلجيكا في كانون الاول/ديسمبر 2011 يحكم البلاد على المستوى الفدرالي ائتلاف واسع من ستة احزاب (ثلاثة فلامنكية وثلاثة فرنكوفونية) من اليسار والوسط واليمين. وكان التحالف الفلامنكي الجديد من اكبر اسباب الازمة السياسية التي استمرت نحو عام ونصف. ورغم انه اصبح القوة السياسية الاولى في الفلاندر مع اكثر من 28% من الاصوات الا انه فضل البقاء في المعارضة في مواجهة الاحزاب التقليدية. وقد نجح بارت دي فيفير، الذي سيبلغ قريبا الثانية والاربعين من العمر، في فرض نفسه بقوة منذ ظهوره على الساحة السياسية قبل سبع سنوات فقط. وفي اخر خطاب في حملته حث الفلامنك على "توجيه رسالة واضحة" للحكومة "لقد فاض بنا الكيل من استخدامنا كبقرة حلوب. لم نعد نقبل الادارة الاقتصادية السيئة والجمود الفدرالي".