حول هموم الثقافة والمثقفين والكتاب ومستقبلهم فى مصر، وعن الأسباب التى أدت إلى تراجع الثقافة، وبحثًا عن حلول تقيل عثرة الثقافة المصرية... كان حوار "البديل" مع الدكتور حشمت قاسم - أستاذ علم المعلومات بقسم المكتبات والوثائق وتقنية المعلومات، بكلية الآداب - جامعة القاهرة. - كيف تنظر إلى مستقبل الثقافة فى مصر من خلال المشهد الحالي؟ ٭٭ كما يقولون: "المستقبل مرآة الحاضر". وإذا بقى الحال كما هو عليه الآن فلا مستقبل للثقافة المصرية، ولا لأي شئ فى هذا المجتمع، فقد بدأ يفقد مقوماته تدريجيا، وسوف يستمر فقدان المقومات ما لم يتغير الاتجاه، فلا مستقبل لأي شئ إيجابي فى هذا المجتمع وفق دقائق وتفصيلات الصورة الراهنة؛ وإذا أردت النهوض بالمجتمع فالبداية تكون باحترام الكتاب والمعلومات. - ماذا نحتاج للنهوض بالكتاب المصرى؟ ٭٭ لدينا مؤسسات وطنية ممثلة فى التربية والتعليم، وزارة الثقافة بكل أجهزتها، وزارة الحكم المحلى، الجامعات.. كل هذه تتبعها مكتبات، فلماذا لم تنشط تنمية هذه المكتبات؟ ولو أن هذه الجهات جميعا قامت بدورها نحو الكتاب المصرى فلن تكون هناك انتكاسة للكتاب كما هو حادث حاليًا، وسوف نضمن استثمار الكتاب على أحسن وجه من خلال المكتبات المدرسية والجامعية؛ ولا أنتظر أبدا من كل قارئ أن يدفع مقابل هذا الكتاب، فمهما بلغت إمكاناتي المادية فلن أقتنى سوى كتاب أو اثنين فى العام. - برأيك الخاص، من المسئول عن هذا الإهمال؟ ٭٭ أوجه كلامى إلى القيادة السياسية - إذا كانت هناك قيادة - أو إلى من بيده مقاليد الأمور.. كنت أتمنى أن يكون هناك مجلس نيابى يعتد به فى هذه المرحلة ليبحث قضايا الثقافة والتعليم والبحث العلمى بقراءة منهجية جادة بعيدا عن المهاترات والمزايدات. - ماذا تملك تقديمه من حلول لهذه المشكلة؟ ٭٭ الاهتمام أولا بالتعليم من جذوره، فأنا لا أقتنع بأي وزير أو مسئول يقول إننا طورنا الثانوية العامة، فما هى إلا مرحلة فارقة. ينبغى الاهتمام أولا بمخرجات الثانوية العامة، فالتعليم نظام متكامل له مدخلاته، وعلامات تجهيزه، وله مخرجاته؛ ومنذ ثلاثين عاما مضت كان هناك مدرسين أقوياء أصحاب رسالة، أين ذهبوا؟ أين الاهتمام بالكتب المدرسية؟ فالمراحل التي تسبق الثانوية العامة أهم بكثير ولا بد من الاهتمام بالتعليم من جذوره. - هل تقصد الاهتمام المادى بالنسبة للمدرس ؟ ٭٭ اهتمام ثقافي فى المقام الأول ينمى ويعيد الروح الإيجابية والانتماء للوطن، وتأكيد أن المعلم صاحب رسالة، "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا"، وأن يكون بشكل عملى وليس مجرد كلام، فالمادة ليست كل شئ، ففى زماننا كان هناك مدرسين معلوم عنهم أنهم يتلقون أقل المرتبات، ولكن كانوا يتفانون فى أداء رسالتهم، لقناعتهم بقيمة الرسالة وإحساسهم بثقل الأمانة.