بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين بمُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة Thinqi    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    رئيس قناة السويس: ندرس تنفيذ مشروع للتحول لمركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار وتقديم خدمات الإصلاح والصيانة السريعة    حماية العمالة غير المنتظمة.. "العمل": آلاف فرص العمل ل"الشباب السيناوي"    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    بالفيديو والصور- ردم حمام سباحة مخالف والتحفظ على مواد البناء في الإسكندرية    الاتصالات الفلسطينية: عودة خدمات الإنترنت بمناطق وسط وجنوب قطاع غزة    معلق مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    فانتازي يلا كورة.. جدول مباريات الجولة 35 "المزدوجة"    مصرع شخص في حادث تصادم ببني سويف    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    25 مليونًا في يوم واحد.. سقوط تجار العُملة في قبضة الداخلية    "المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية" ندوة بمكتبة الإسكندرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا    خبير دولي: مصر رفضت مخطط التهجير الخبيث منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    أسعار البيض والدواجن اليوم الجمعة.. البلدي ب 117 جنيهًا    المندوه: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة دريمز    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    11 مساء ومد ساعة بالإجازات.. اعرف المواعيد الصيفية لغلق المحلات اليوم    كاتب صحفي: الدولة المصرية غيرت شكل الحياة في سيناء بالكامل    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الأمريكي يلتقي مع الرئيس الصيني في بكين    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    شاهد البوسترات الدعائية لفيلم السرب قبل طرحه في السينمات (صور)    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    موضوع خطبة الجمعة اليوم: تطبيقات حسن الخلق    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة «فحص المقبلين على الزواج»    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم المعلم فى (حالة حوار) الجزء الثانى : مصر تستطيع أن تصبح دولة عظمى ثقافيا
نشر في الشروق الجديد يوم 05 - 02 - 2010

فى الجزء الثانى من برنامج حالة حوار للكاتب الصحفى عمرو عبدالسميع يكمل المهندس إبراهيم المعلم حديثه عن هموم الثقافة والنشر فى مصر مؤكدا أن مصر قادرة على أن تصبح دولة عظمى ثقافيا بما تملكه ثقافتها ومفكروها من مميزات، كما يناقش قضايا حقوق الملكية الفكرية كطريق لتقدم الدول، وأهمية الكتاب الإلكترونى كوسيلة للقضاء على كل سبل الرقابة، كما يتحدث عن سبل صناعة كتاب مدرسى قادر على جذب الطفل والنهوض بالتعليم فى مصر.
عمرو عبدالسميع: بعد المشكلات المتكررة التى تواجه معرض الكتاب نتيجة بيروقراطية الهيئة العامة للكتاب، هل تقترح أن نحول المعرض إلى شركة مثلا؟
المعلم:
تنظيم المعرض فى الحقيقة ليس وظيفة هيئة الكتاب، فهيئة الكتاب ناشر، بل وناشر مكبل بأعداد من الموظفين. وتنظيم المعارض وإدارتها والدعاية لها فن، وعمل يحتاج إلى منهجية، وبالتالى من الضرورى أن تتولى المعرض هيئة أو شركة مستقلة ومتحررة من قيود البيروقراطية والرغبة فى السيطرة والخوف من الاستقلال، وإذا كنت لا تريد أن تتحول أنشطة المعرض الثقافية إلى منبر للآراء المخالفة، وهو ما يتناقض مع حرية الرأى، تستطيع أن تترك البرنامج الثقافى لإشراف وزارة الثقافة على أن يظل البرنامج الاحترافى للمعرض مهمة اتحاد الناشرين وبالاشتراك أيضا مع وزارة الثقافة. وقد حاولنا النقاش كثيرا فى هذا الشأن غير أن هذه المحاولات لا تؤدى إلى شىء، والدليل ما حدث فى خطة تطوير وتنظيم المعرض التى نشرت ونالت استحسان السيد الرئيس منذ عام 2006، ولم يحدث فيها شىء حتى الآن.
اتحاد الناشرين ليس له مصلحة ولا رغبة فى أن يدخل فى صراع اختصاصات لا مع وزارة الثقافة ولا مع الهيئة العامة للكتاب ولا مع غيرهما، ومن مصلحة الاتحاد أن يتطور المعرض ويتجمل لأنه أهم حدث ثقافى سنوى، ومن ضمن وظائف هذا المعرض أنه لكى أصدر ثقافتى أدعو الناشرين من إندونيسيا ومن ماليزيا ومن نيجيريا.. وغيرها، لكى يروا كتبى وإبداعى وكى تصل إليهم ثقافتى.
ثم إنه حين تقدم بيانات ومعلومات للشعب المصرى لا بد من أن تكون صحيحة، فلا يصح أن أقول فى سنة من السنين إن عدد الدول المشاركة 97 دولة، بينما العدد الحقيقى هو 30 دولة فأنا بالشكل ده بخدع نفسى وبضحّك الناس علىّ، ومعرض القاهرة كبير ومهم وفى غنى عن هذا التجميل.
عبدالسميع: هذه فى الحقيقة نقطة مهمة لأنه فى كل القضايا التى تخص موضوع النشر لا تريحنى الأرقام ولا أجد رقما واحدا تكرر فى خطاب جهتين بنفس الطريقة، دائما هناك اختلافات، وعندما يقال مثلا إن القراءة تراجعت فى مصر وبنسبة كذا لا تكون عندى ثقة فى هذه الأرقام نظرا للتضارب فمن أين يأتون بهذه التعميمات؟
المعلم:
السنة الماضية قالت دار الكتب إن عدد الكتب التى صدرت فى مصر 22 ألف عنوان بينما جهاز التعبئة والإحصاء يقول 4 آلاف، فمن فيهم الصحيح دار الكتب أم جهاز التعبئة والإحصاء؟
عبدالسميع: هل تستطيع من خلال موقعك أن تحدد هذه البيانات؟
المعلم:
أستطيع أن أعطى تقديرات، وفى هذا الموقف كان العدد 20 ألف كتاب تشمل الكتب المدرسية وإعادة الطباعة والكتب الحكومية والثقافية وهى طريقة الإحصاء المتبعة فى العالم، أما الإحصائيات عن عدد القراء سواء تراجع أو زاد ما هى إلا أحاسيس أو مشاعر وليس لها أى علاقة بالواقع «ولا حد قاس ولا أحد أحصى».
عبدالسميع: وما المشكلة لو استعنتم بشركة عالمية متخصصة فى الإحصاءات لكى تكون هناك بيانات تخاطب بها الناس؟
المعلم:
اتحاد الناشرين الآن يتعاون مع مركز تحديث الصناعة الذى يقوم بدراسة متكاملة للقراءة فى مصر، وستظهر الدراسة قريبا معتمدة على طرق علمية حديثة نرجو أن تصل للحقائق، ولكنى أستطيع الزعم بأنه فى الثلاث سنوات الأخيرة كان هناك بداية إقبال على القراءة من أجيال جديدة من الشباب الجميل المشجع الذى يبعث على الأمل ويقرأ فى العديد من المجالات وينظم المقابلات ويزور المكتبات ويتبادل التعليقات على الكتب على المواقع الإلكترونية، وبالتالى هناك بداية نهضة ورواج بالإضافة إلى تفجر الموهبة الروائية عند عدد من الكتاب فى مصر مما يبعث على السعادة والأمل، وليس صحيحا أن القراءة كانت أكثر قديما، فقديما لم يقس أحد، وكيف نقول إن الناس كانوا يقرأون أكثر إذا كانت عدد العناوين الصادرة 600 أو 700 كتاب والآن تصل إلى 20 ألف.
عبدالسميع: فى أكتوبر 2008 ترشحت لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين وتوليت هذا المنصب من 2009، وبعد ذلك بدأنا نشهد حضورا إعلاميا وصحفيا أكثر إلحاحا لبعض القضايا ذات الاهتمام الكونى مثل حقوق الملكية الفكرية أو الكتاب الإلكترونى، ماذا عن هذه القضايا؟
المعلم:
أصبح لنا تواجد دولى بدليل حصولنا على جائزة بولونيا لكتب الأطفال 3 سنوات لثلاث مرات لمؤلفين وناشرين من مصر، حصلنا فيها مرتين على الجائزة الأولى ومرة جائزة تقدير، كما كانت الثقافة العربية هى ضيف شرف المعرض فى 2005، وكانت واحدة من أنجح المشاركات فى المعرض بشهادة القائمين عليه.
عبدالسميع: وصرحت وقتها بأن مشاركة الثقافة العربية كضيف شرف فى معرض فرانكفورت، نقطة الانطلاق وليست الوصول ونحن وقتها لم نر لا نقطة انطلاق ولا وصولا ولم نر تأثيرا من أى نوع؟
المعلم:
نعم قلت هذا الكلام، وذهبنا وعرفنا الناس واحتفوا بنا، وكان لا بد أن نكمل. نحن لم نذهب ببضاعة نبيعها وننتهى، وإنما ذهبنا لنخبرهم أن هذه هى ثقافتنا، وهؤلاء هم ناشرونا ومؤلفونا، وطالبناهم بأن يهتموا بنا ويعرفونا، ولكن ما حدث الحكومات العربية لم تكمل ذلك المشوار، ولم يستمر فى البناء على ما تحقق سوى عدد قليل من الناشرين والكتاب، وكانت نتيجة هذا النشاط المحدود اختيارنا كضيف شرف لمعرض لندن للكتاب بعدها بثلاث سنوات وكان من نجوم ذلك المعرض الأستاذ بهاء طاهر والأستاذ علاء الأسوانى والأستاذ خالد الخميسى فى أول كتبه والدكتورة رضوى عاشور. صحيح أنها لم تكن المشاركة العربية المثالية لكن كتابنا كانوا نجوما للمعرض ككل، وبعد الوصول لهذه النقطة ازدادت حركة ترجمة الأدب العربى للغات الأخرى، وبينما كان لدينا كاتبان فقط وصلت ترجماتهما إلى 40 لغة هما الأستاذ نجيب محفوظ والأستاذ محمد حسنين هيكل، فإن ما تحقق الآن أن علاء الأسوانى وبهاء طاهر وجمال الغيطانى وصلوا تقريبا لأكثر من عشرين لغة وأول كتاب لخالد الخميسى ترجم لعشر لغات. وترجمت أعمال الدكتورة رضوى عاشور أيضا لعدة لغات، ولم يتوقف الأمر عند دور النشر المخصصة لتشجيع الأدب الأفريقى مثلا، وإنما اهتم بنا وبترجمة أدبنا أكبر ناشرى العالم فى أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا.
عبدالسميع: وماذا عن التقدم الذى أحرزناه فى موضوع الحقوق الفكرية والكتاب الإلكترونى؟
المعلم:
بالنسبة لموضوع الحقوق الفكرية قمنا بتقدم كبير لكنه غير كاف، فاتحاد الناشرين الدولى أنشئ 1896 وهو تاريخ أول جمعية عمومية أما اتحاد الناشرين العرب فأنشئ فى صورته الفعالة الحالية فى سبتمبر 1995 يعنى بعدهما ب99 سنة وأول مرة كان لنا حضور فى اتحاد الناشرين الدولى كانت سنة 2000 يعنى بعد 104 سنوات، ومن أسباب إنشاء الاتحاد الناشرين العربى ازدياد القرصنة على حقوق الملكية الفكرية لدرجة تكاد تقضى على حركة التأليف وازدهارها وحركة النشر.
عبدالسميع: اشرح لنا حقوق الملكية الفكرية؟
المعلم:
أنت مثلا تؤلف كتابا فى التاريخ أو فى أى مجال وتحتاج للتفرغ ساعات سنة وساعات 10 سنين وبعد كل هذا التفرغ لابد من وجود الحق المادى الذى يوفر للشخص حياة كريمة، وإذا عملت هذا مرة دون مقابل فلن تقوم بها مرة أخرى وهل أنت تحب بعد أن تؤلف كتابك أن يوزع فى مصر وخارج مصر أو يتعرض للسرقة الأدبية والمادية وبالتالى ستلجأ لعمل آخر لكى تعيش، وإذا كان لدى أولاد فأريد أن يجدوا شيئا يرثوه، وإذا اشتغلت فى الفكر والثقافة والإبداع من دون عائد فسأضطر للبحث عن عمل آخر.
أما عن حقوق الملكية الفكرية فهى تدخل فى كل المجالات فاختراع دواء يعالج الأمراض ملكية فكرية، واكتشاف آلات للصناعات ملكية فكرية، وآخر يكتشف منظومات إدارية جديدة ويحسن الأداء، هى إضافة البشر للحياة وللموراد وتحقق التقدم وهى السبب فى التقدم والدول التى تحترم الملكية الفكرية وتحافظ على صاحب الفكرة والمؤلف والباحث والمخترع والمبتكر وعلى حقه المادى والأدبى دون احتكار هى التى تستطيع العيش والتقدم.
وفى العصر الحديث إذا استطعت أن أعيش حياة كريمة عن طريق الكتب سأتحرر وأستقل وأقول الحقيقة وأقول ما أؤمن به وأخدم شعبى وأستقل ولكن إذا لم يكن هناك حفظ لحقوق الملكية الفكرية سأعود لمنظومة الشاعر والسلطان بشكلها القديم، سوف أكتب ثم أذهب للخليفة الجديد وأقول له أعطنى جائزة أو وظيفة حتى أستطيع العيش.
عبدالسميع: ماذا عن الكتاب الإلكترونى؟
المعلم:
باب جديد يفتح فى العالم والتجارب مبشرة، وستكون طريقة ميسرة وستلغى الرقابة ويقوم المستفيد بالتحميل كما يريد ونحن فى عصر الفضائيات والإنترنت وستنقرض الرقابة شئنا أم أبينا، وستكون الكتب الإلكترونية وسيلة ميسرة للإطلاع، صحيح أن محبى الكتاب الورقى الذين اعتادوا تقليب الصفحات لا يزالون مصرين عليه، كما أن نقطة الحفاظ على الحقوق الإلكترونية لم تتضح بعد، ورغم ذلك هناك تفكير وتطوير للفكرة.
لقد طلب وزير الثقافة الفرنسى 740 مليون يورو لإتاحة نسخ رقمية من كنوز الكتب الفرنسية على الإنترنت، وقد صرفت له فورا، وهذا هو دور الحكومة التى احترمت حقوق الناشر والمؤلف، وقدمت مبادرة من أجل المستقبل، أما نحن فلدينا كنوز ثقافية قديمة وحديثة، ومصر ثقافيا ليست دولة عظمى لكنها تستطيع أن تكون دولة عظمى ثقافيا، حيث إن لدينا ميزة نسبية تستطيع أن تنافس الشرق والغرب، وتأثيرنا فى العالم العربى والإسلامى لا يستطيع أحد أن يكسبنا فيه، ولكن فقط إذا عرفنا قيمة أنفسنا الحقيقية وحافظنا على كنوزنا وعلى إبداعنا وعلى استقلالنا وعلى تنوعنا الفكرى دون أن يكون همنا أن نسيطر وألا نعزل ولا نفرق ولا نحابى البعض على حساب البعض الآخر.
عبدالسميع: تحتفل جريدة «الشروق» بعيد ميلادها الأول، كل سنة وحضرتك طيب، هل ما زالت الصحف أوعية للثقافة كما كانت فى الماضى أم أنها أصبحت أوعية لقلة الأدب والشرشحة؟
المعلم:
مازالت أوعية للثقافة وللتنوير وأنا شخصيا قدمت معنى رمزيا، فمبنى جريدة «الشروق» قاعدته ودوره الأرضى والأول مكتبة حتى تكون الثقافة هى الأساس رمزيا، وبالنسبة للجريدة فهناك نجوم كبار برئاسة الأستاذ سلامة أحمد سلامة فى المهنة والأخلاق، كما أن لدينا شبابا متميزا وجديدا منفتحا على العالم ونقول لهم دائما إن أهم شىء هو الدقة وندعوهم دائما للمصداقية وأن أهم شىء أن يعرف الإنسان ما يدور فى بلده وفى وطنه العربى كله وحتى فى الخارج، وقدمنا نموذجا لاحترام الملكية الفكرية، بحرصنا على متابعة ما يحدث فى العالم بعقد اتفاقيات لحقوق الملكية الفكرية وشراء حقوق نشر مواد من أهم الجرائد العالمية فى أمريكا وفى بريطانيا مثل «النيويورك تايمز» و «الفاينانشيال تايمز»، وكذلك مع كتاب كبار. ونحن لدينا مشكلة وهى انكفاؤنا على نفسنا حتى أصبحنا لا نعرف كيف يفكر العالم فى الاقتصاد وكيف يتطور، حتى البنك الدولى أصبح يغير من فكره الاقتصادى وكتاب كبار يكتبون أفكارهم ونحن نقوم بنقل هذه الأفكار وفقا لحقوق الملكية الفكرية، وحريصون على أن ننقل ما يحدث فى العالم كله.
عبدالسميع: مازال سؤالى حاضرا هل الصحافة أوعية للثقافة أم أوعية لقلة الأدب؟
المعلم:
الصحافة الآن بعضها أوعية للثقافة وبعضها أوعية للحقيقة وبعضها للأسف تبدو كأنها فضيحة، مثلا وجدنا مقالا لإحدى الصحف الأجنبية المتفقين معها منشورا فى إحدى الجرائد الأخرى بالمخالفة لذلك الاتفاق، وعندما اتصلنا بالجريدة الأجنبية قالت إنها لم تنشر هذا الكلام، والمشكلة هنا على القارئ، فالقارئ هو سيد الجريدة ولا بد أن تحترمه وأن تعطيه الحقيقة وأن تحترم حقوقه وإذا اكتشف القارئ عدم الاحترام وأن الجريدة لا تعطيه الحقيقة كاملة وجب عليه أن يتخذ موقفا.
عبدالسميع: هل الحالة الراهنة فى مصر ينطبق عليها المقولة التى ذكرتها لمصطفى أمين عن «وضع اليد على الفم، والتى بمجرد رفعها يبدأ السباب والشتائم»؟
المعلم:
أظن أن البعض هكذا والبعض الآخر يريد أن يعيد اليد على الفم مرة أخرى وهؤلاء خارج المنافسة وغير قادرين على أن يتخذوا القارئ هدفا وسيدا فيعملون على إرجاع اليد على الفم، ويعيقون عمل الآخرين، بالإضافة إلى هناك أمثلة موجودة فى مصر غير موجودة فى الخارج ففى الخارج لم يعد هناك صحيفة مستقلة ولا خاصة، فالصحافة هى الصحافة وتعنى الاستقلال والمهنية.
عبدالسميع: بقول واحد، كم نسبة حضور المهنية فى الصحافة المصرية على اختلاف أنواعها الآن؟
المعلم:
ما بين 40 و55% وهذه نسبة تقديرية.
انتهت أسئلة عمرو عبدالسميع وهنا بدأ عدد من الحضور فى توجيه الأسئلة إلى المهندس إبراهيم المعلم.
محمود على طالب بالأزهر وعضو أمانة الحزب الوطنى: كيف نستطيع دعم الثقافة العربية فى الدول العربية والعالمية؟
نورا حسين بكالوريوس سياحة وفنادق: أسمع كثيرا أن الدور الثقافى المصرى انتهى، فهل انتهى بالفعل؟
محمد عادل عضو أمانة شباب الحزب الوطنى وطالب بكلية التربية جامعة الأزهر: ما مدى تأثير الصحافة على الرأى العام المصرى، وكيف يكون لدور النشر تأثير على الثقافة العربية؟
محمد عبدالتواب محام: هل يجب أن تكون هناك لجنة دينية لمراقبة الناشرين لعدم تعرضهم للديانات؟
رباح عبدالمنعم: بالنسبة للصحافة، هل هناك صحافة بيضاء وصحافة سوداء وهل أصبحت الصحافة مهنة لكل الناس؟ بمعنى هل كل من يعمل بالصحافة هو من خريجى الإعلام؟
عبدالسميع: ومن قال إن الصحفى لابد أن يكون متخرجا من الإعلام، كبار صحفيينا مثل أحمد بهاء الدين، وإحسان عبدالقدوس والأستاذ هيكل، والأستاذ أنيس منصور ليسوا جميعا من خريجى الإعلام. شاهدت مع ضيفنا خلال الفاصل بعضا من مقتطفات الجرائد دعونا نعرف ماذا بها..
المعلم:
معى أمثلة لصحف نشرت بيانات خاطئة عن معرض القاهرة ونسب الحضور والمشاركة فى سنوات سابقة، فمثلا هذه صحيفة من أيام الدكتور فؤاد محيى الدين تقول إن عدد الناشرين 1117 وعدد العناوين 15 مليون كتاب، وأيام كمال حسن على قال 49 دولة و30 مليون كتاب و1200 ناشر، وهنا أعجوبة من الأعاجيب 2150 ناشرا من 71 دولة و45 مليون كتاب و750 مبدعا.
رشا محمود كلية إعلام القاهرة: هل الصحفى قادر على التعبير عن وجهة نظره بشكل سليم فعلا وهل أصبحت الصحافة «سبوبة» بالفعل؟
أحمد القصاص حزب الوفد: كيف ترى وضع الدولة بالنسبة للثقافة، هل هى مع الثقافة بالمطلق أم بشروط أو مع رفع الوعى على المستوى الاجتماعى فى ظل التركيبة الموجودة، وأنا رأيى أن الدولة تتعامل مع الثقافة بالقطعة، فمثلا كاتب رائع مثل علاء الأسوانى احتفت به معظم دول العالم فأين هو مثلا من النظم الإعلامية المحسوبة على النظام؟
سلامة طالب بكلية إعلام القاهرة: نريد توضيح دور الرقابة فى مصر فى الوقت الحالى وعلاقتها بالانتماء؟
عزة حسين «الشروق»: أسأل عن سوء سمعة الجوائز العربية بوجه عام ليس فقط الجوائز المصرية فالجوائز الرسمية قد تمنح للمقربين ولكن حتى الجوائز الأهلية يصحبها الجدل، وهل نطالب بضوابط على حرية الكتابة خاصة أنه فى ظل الحرية التى نعيشها أصبح بإمكان طالب فى ثانوى أن يكتب كتابا، وما هو دور اتحاد الناشرين فى حماية الكتاب الذين تتعرض أعمالهم للرقابة والمصادرة؟
عبدالسميع: أضم سؤالى لأسئلة المشاركين ونريد معرفة مستقبل تطوير الكتاب المدرسى لأنه من القضايا المزمنة التى لا نصل فيها إلى حلول واضحة؟
عبدالسميع: أنضم إلى أبنائى من الشباب، وأثير قضية شديدة الأهمية ولا نصل فيها أبدا لرؤى واضحة وهى قضية الكتاب المدرسى.
المعلم:
عندما نتحدث عن الثقافة والنشر والكتاب والقراء لا شك أن الأكثر تأثيرا والأوسع انتشارا هو الكتاب المدرسى فلدينا طبقا لوزارة التربية والتعليم من 18 ل20 مليون طالب، ومن ثلاثة إلى أربعة ملايين طالب فى المدارس ومن ثلاثة إلى أربعة ملايين طالب فى الجامعات، وكلهم يقرأون الكتاب المدرسى وكل طالب من خمسة إلى ستة أو سبعة مواد، والطفل بمجرد دخوله المدرسة يؤثر عليه الكتاب تأثيرا بالغ العمق والخطورة إما أن يكون الكتاب جميلا وميسرا ومشوقا عرضا وأسلوبا ومحتوى وإخراجا فى هذه الحالة فإننا سوف نغرس فى الطالب حب الكتاب والقراءة والمدرسة والمعلم، وليس أدل على ذلك أن من أكبر الأجنحة فى معرض بولونيا لكتاب الطفل والذى يتوسع سنة وراء سنة جناح الكتاب المدرسى وعندما تدخل هناك تذهل من روعة وجمال وجاذبية كتاب الطفل، لدرجة أن الطفل يكون سعيدا بروعة الكتاب، فالطفل يقرأ الكتاب من أجل أن يحصل على الاستمتاع واللعب والجمال والتفكير ويشعر بالحرية وبناء الشخصية، وأن يتذوق ولا يشعر بأنه يتم إكراهه على شىء وأنه لابد من أن يصم ويحفظ حتى لا يعاقب، وإذا كان الكتاب المدرسى ناجحا حسب المعايير الدولية فى كل شىء سيخرج جيل يحب القراءة ويستطيع القراءة، ولكن إذا كان الجيل الناشئ يكره القراءة فكيف سينافس فى السوق العالمية خاصة أنه أصبح مفتوحا للكل والقوة هى العلم والقدرة هى المعرفة والقدرة على أن يكون هناك استمرار وتجديد مستمر للنفس، فإذا دخل طفل مصرى مدرسة مصرية وقرأ الكتاب المدرسى المصرى ودخل قريبه أو جاره مدرسة أجنبية فى مصر وقرأ الكتاب الأجنبى فكأنك تقول للطفل المصرى إنك فى درجة أقل من باقى أطفال العالم وتستحق درجة أقل فى الكتاب وزميلك فى المدرسة الأجنبية لديه كتاب ألطف وأجمل وأسهل من كتابك وهو على درجة أعلى منك.
عبدالسميع: هل بحثتم هذا مع وزارة التربية والتعليم؟
المعلم:
تبحث وزارة التربية والتعليم هذا الموضوع وتقتله بحثا من سنوات والآن هناك وزير جديد ومتحمس لكن الحركة ليست بالسرعة اللازمة، فمواد الرياضيات والعلوم والطبيعة والأحياء هل تختلف باختلاف الجنسية إذا كنت مصرى ولا صينى ولا غانى ولا باكستانى فهو علم واحد، فلماذا أصر على الطريقة التى لها أكثر من 50 سنة لم تتغير، وهناك مسابقات لقياس استيعاب الطالب عالميا نحن تقريبا ليس لنا فيها ترتيب.
عبدالسميع: هل هناك مصالح تعوقنا للتحرك بالسرعة الواجبة؟
المعلم:
أنا سأحكى وأنت تحكم.. العالم كله يجرى مسابقات والناشرون يحشدون أحسن طاقات الأمة فى القدرة على التأليف والرسم والإخراج وأخصائيى التربية والتعليم بحيث إنك كوزارة تختار الكتب التى تقرر أنها صالحة للتدريس سواء كتاب واحد أو كما يحدث عالميا 5 أو 6 كتب، فحينما تعمل مسابقة تحدد مدة التأليف والإخراج والرسم والإعداد وفقا للمعايير القومية التى نتبعها بشكل أقل فى الزمن من المستوى العالمى..
وهنا ألا توجد شبهة أن يكون أحد المقربين منك يعرف عن المسابقة من 5 أو 6 شهور ويبدأ فى التأليف والتجهيز، أم لا؟ وحينما تقول إن الكتب التى فوق ال90% فيتساوى بذلك الحاصل على 90% والحاصل على 99%، فهل هذا مقبول بأى معيار، خاصة مع مراعاة أنك أنت الذى تعطى هذه الدرجات؟، وحينما تريد المفاضلة بين هؤلاء الناشرين تعتمد على من يطلب أقل مقابل لحقوق الملكية الفكرية، أى إن من يقول أنا أرغب «صفر» يكسب، فمعنى ذلك أنك تقول للناشرين ضعوا ملايين الجنيهات واستعينوا بأحسن العقول التى تؤلف أحسن مناهج فى العالم وتطور، أليس هذا معناه أن من يقول أنا أرغب فى «صفر» وسأستمر كل سنة آخذ «صفر» له مصلحة أخرى يمكنك معرفتها بسهولة؟ أم أنك تضحك على نفسك وعلى الناس، أو أنك تتعمد غلق باب المنافسة وتطرد الاستثمار البشرى والعلمى فى هذا المجال وتجعله قاصرا على ناس محددة منذ 50 سنة؟ لذلك وصل التعليم إلى ما هو عليه الآن، وتظل مشكلة مصر الأولى هى التعليم وتخريج شخص قادر على العمل بالمقاييس الدولية فى جميع المجالات.
عبدالسميع: الآن أترك المجال للمهندس إبراهيم المعلم حتى يرد على أسئلة الحضور.
المعلم:
الدولة والثقافة.. الدولة هى أنا وأنت والمؤيد والمعارض والمحامى والفلاح والمهندس والحكومة، والدولة المصرية والشعب المصرى يدركان قيمة الثقافة والتعليم، وأظن أن الشعب المصرى مهتم بقيمة التعليم وأهمية التعليم أكثر من الحكومة، ويضعه أولوية سواء فى حياته أو دخله أكثر من الحكومة، وهذا الاهتمام له جذور تاريخية منذ عصر الفراعنة، بدليل أن أمين مكتبة العاصمة كان الشخص الوحيد الذى له حق الجلوس فى غرفة الفرعون، وإجلالا للكتب كان أمين المكتبة قاضيا ومستشارا، كما أن من وصايا الملوك الفراعنة أن يقول الأب للابن يا بنى لكى تكون ناجحا وحاكما يجب أن تحب القراءة أكثر من حبك لى، فلا يوجد أب يقول لابنه كذلك.
أما الجهاز الإدارى فى الحكومة والوزارات فموقفهم مختلف فالبعض يريد تقدم الثقافة والتعليم، ويعرف أنه من أجل هذا التقدم لابد من توفير الحماية والاستقلال والرعاية، والبعض الآخر يشعر أن هذا يمثل خطرا يجب السيطرة عليه وتحجيمه، فالموقف فيه كل خيوط الطيف.
والسؤال الثانى هل انتهى الدور الثقافى لمصر؟ والحقيقة أن هذا الدور يرتفع وينخفض وفقا لحركة الازدهار والديمقراطية ومستوى التعليم، ولا يمكن أن ينتهى الدور الثقافى لمصر لأن مصر بلد لها دور ثقافى خالد منذ عصر الفراعنة وحتى الآن، وسيبقى هذا الدور، يمر أحيانا بأوقات ازدهار وانتعاش واعتبرت منارة للعالم العربى والإسلامى مثل المرحلة التى عاش فيها أم كلثوم وعبدالوهاب وعباس العقاد وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم والدكتور مصطفى مشرفة ويوسف وهبى، واستمر العالم العربى والإسلامى كله ينظر لهم ويتعلم منهم وعلى أيديهم، ولكن هذا لا يبقى دائما، وهذا فى العالم كله، فإنجلترا مثلا كان لديها فى وقت ما شكسبير، ولكن ليس كل عام أو حتى كل حقبة يوجد شكسبير آخر، انما دائما على مر التاريخ يخرج أدباء ومفكرون، ومصر دائما هى منارة ونقطة جذب، وكل العالم العربى والإسلامى يشعر أنها عاصمته، بشرط ألا تنعزل، فعندما تنعزل فكأنك تكره نفسك، وحينما تقول إنك تريد أن تصبح السيد يكون ذلك طريق الهبوط، لأن الصعود هو الإخلاص والإبداع وأن تحب محيطك فى بلدك وفى أمّتك وفى الإنسانية كلها، وألا تشعر أنك منعزل أو أنك تريد أن تتسيد.
أما عن الصحافة فى مصر فهى تؤثر فى النخبة أكثر من جموع الشعب، وأعتقد أن عدد قراء الصحف فى مصر ككل أقل من 10% من السكان وهى نسبة قليلة، خاصة أن النسب العالمية بعد أن قل دور الصحافة الورقية لا تقل عن 20%، لكن الإعلام التليفزيونى يؤثر، ورغم ذلك فإن للشعب المصرى خصائص تميزه، فالدعاية التى حدثت لطعم إنفلونزا الخنازير عندما وصلت مصر 8 ملايين جرعة منه وتحدث الجميع عن ذلك باعتباره إنجازا كبيرا، رغم كل تلك الدعاية لم يتلقّ الطعم أكثر من 1% من المواطنين المصريين، أى إن 99% تأثروا سلبيا بتلك الدعاية، وهو ما يعنى من ناحية أخرى أن شعبنا قادر على اتخاذ القرار.
وحول دور النشر والرقابة، فالرقابة بالغة الخطورة لأن المراقب لجان وموظفون، من مثلا القادر على الرقابة على نجيب محفوظ والذى يعتبر من أعظم أدباء العالم؟ وحينما كنت فى فرانكفورت قال لى رؤساء مجالس إدارة كبريات دور النشر، إنهم ليسوا فقط يقرأون نجيب محفوظ ويتعلمون من أدبه ولكن من إنسانيته أيضا.
وسأسألك سؤالا إذا قلت إن هذا الكتاب ممنوع ألن ينتشر ويتواجد أكثر على الإنترنت؟ بل وسيناقش أكثر سواء على تويتر أو فيس بوك أو غيرها من المواقع والمنتديات.
الرقابة المثلى هى ارتفاع مستوى تبادل الآراء والرد على الرأى بالرأى والفكر بالفكر، فالفكر أو الرأى الذى تحاول أن تسيطر عليه أو تحجمه سوف ينتشر أكثر بالضرورة.
وبالنسبة للصحافة البيضاء والسوداء والحمراء، فهذا كله كلام نسبى وكل شخص يقول ما يريد، ولكن هناك صحافة المهنية ومستقلة ولها مصداقية وصحافة أخرى ليست كذلك.. ومن بالغ الخطورة أن يتحول الصحفيون لموظفين نضع لهم شروطا مثل المؤهل الدراسى، فنجوم الصحافة فى العالم كله معظمهم ليسوا من خريجى الإعلام، فالصحافة تقوم على الرأى الحر والموهبة والدأب والعمل والتجديد والثقافة والوطنية، والصحفى الناجح المؤثر الذى يحظى باحترام القارئ هو الصحفى صاحب الموقف وصاحب الاستقلال الذى يحترم القارئ ويجتهد فى سبيله ولديه موهبة وهذا الصحفى هو الذى يحترمه القارئ سواء فى مصر أو غيرها.
عبدالسميع: وماذا عن الجوائز التى أثارها أكثر من سؤال؟
المعلم:
بالنسبة للكتاب الكبار فالجائزة الحقيقية هى جائزة القراء وطالما يسيطر على الجوائز نظم حكم أو حكومة فى الدول العربية فلا يمكن أن تكون موضوعية، ولن تكون لها مصداقية ولا احترام حيث يمنحها موظفون لأنفسهم وتتدخل فيها السياسة، بل إن الأمر يصل إلى أنه فى بعض النظم العربية فإن القائمين على الجوائز هم أنفسهم من يحصلون عليها.
لكن ماذا يقول التاريخ؟ أحمد شوقى مثلا لم تطلق عليه الحكومة لقب أمير الشعراء، ورغم ذلك هو بالنسبة لنا أمير الشعراء، هل يعرف أى منكم من كان رئيس الوزراء أو وزير الثقافة إذا كانت هناك وزارة ثقافة أصلا أيام أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم شاعر النيل وهل تم تقييم أم كلثوم بالجوائز أو بقلادة النيل التى حصلت عليها أم بانتظار الشعب المصرى والعربى كله لها عندما تغنى يوم الخميس الأول من كل شهر، كما كان العقاد ضد الحكومة وظل هو العقاد، ونجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل وهو أكبر من جائزة نوبل.
عبدالسميع: وما وظيفة اتحاد الناشرين التى سألتك عنها.
أما عن دور اتحادات الناشرين فلها وظيفتان هما حرية النشر والحق فى التعبير ولا يشمل ذلك حرية النشر فى البلد وإنما حرية انتقال الفكر والمعلومات تصديرا واستيرادا وتشمل أهم من ذلك سلامة المعبر عن فكره سواء كان مؤلفا أو ناشرا والدفاع عنه، وهنا يتعاون اتحاد الناشرين مع اتحاد الكتاب. وهل سمعنا قريبا أن هناك من ألف كتابا فى السنوات الأخيرة وتعرض للسجن أو الاضطهاد أو الحبس أو المصادرة؟ أستطيع القول إن ذلك لم يحدث وأى شىء يتحول للمحاكمة والقضاء عادل وجاد لم نر أى حكم صادر على أى كتاب أو مؤلف.
عبدالسميع: المهندس إبراهيم يعنى إيه كلمة وطن؟
الوطن هو عائلتك الكبيرة التى تحبها وتنتمى إليها وهى تحنو عليك وتحرص على كرامتك وعلى حياتك وعلى مستقبلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.