لن أكون جاحداً إذا قلت أن الأمس قد تأكد لي أن الثورة المصرية لم تنجح بعد , فبمجرد مشاهداتي للتغييرات التي قام بها السيد وزير الداخلية تأكدت أن النظام المصري لم يسقط و لكنه مازال يحكم , فماذا يعني تعيين اللواء هشام عبد الفتاح أبو غيدة رئيساً لجهاز مباحث أمن الدولة خلفاً للواء حسن عبد الرحمن , فالأمر يحمل معاني كثيرة و أولها أن جهاز فزع الدولة مستمر في أداء مهمته كما هو لم يتغير و لن يتغير و لن يحل , و ستسمر مصر في فقدان حريتها السياسية و من يتكلم من الإسلاميين أو غيرهم فمصيره معروف و حتى لو تم إلغاء حالة الطوارئ , وهي المظلة الوحيدة التي يعمل تحتها جهاز أمن الدولة , فمن سيعرف أين ذهب أبنه أو أبيه إذا جاء زوار الفجر و أخذوه , و من منا يستطيع أن يسأل عن إذن نيابة , أو حتى لو سأل من سيجيبه فمازالت أذكر أن أحد الآباء عندما حضر زبانية جهنم (أمن الدولة ) للقبض علي أبنه تجرأ و سألهم عن إذن النيابة فرد عليه بسخرية ( الإذن عند أم حسين ) , إن تعيين سيادة اللواء أبو غيدة و هو لمن لم يعرفه رئيس مباحث أمن الدولة بالقاهرة ( يعني لاظوغلي يعني التعذيب و القتل و السجن و المعتقل و المحاكمات الظالمة , يعني ضرب القضاة بالجزمة داخل أورقة أبشع مكان ممكن تتخيله في العالم , يعني العروسة و هي لمن لا يعرفها كرسي الكهرباء الذي يجعل تعترف بأنك أنت الذي وضعت السم لتوت عنخ أمون و أن أبائك هو الذي قتل جون كيندي , و إن أبنك هو الذي قتل الرئيس المخلوع مبارك رغم أنه لم يقتل , لاظوغلي يعني سجون المغول تفتح من جديد و أن القاهرة و معها باقي المحافظات تنام تحلم بزوار الفجر , و أن المعتقل في مصر أقرب إليك من الموت , و أن حبيب العادلي يحكم من جديد , و أن مصر عليها السلام و أن كل ما يحدث الآن مجرد تغيير وجوه , تعيين أبوغيدة , هو نهاية حلم الحرية الذي بدأ يوم 25 يناير و اسألوه عن بدور مقر وزارة الداخلية و ما كان يحدث فيه ) يا شباب ثورة يناير ثورتكم علي وشك الفشل , هل كان نظيف يحكم في العهد البائد لا كان حسن عبد الرحمن هو الذي يحكم و هو الذي يكتم أفواه تصرخ من أهوال الفساد , و من يتكلم سوف يجد أبواب السجون مفتوحة , و هذا الأمر الثاني و هو رحيل حسن عبد الرحمن و في رقبته تركة محملة بالقتلى و الجرحى في المظاهرات , و معتقلين و سجناء رأي من كل طوائف الشعب , و هو القائم و المسئول علي فساد كل رجال الأعمال و خاصة من كان في السلطة منهم , و هو المسئول عن تزوير إرادة الأمة في الانتخابات الأخيرة في 2010 و قبلها في انتخابات مجلس الشورى و هو المسئول عن تزوير انتخابات اتحادات الجامعات المصرية و هو مشارك في تزوير الانتخابات الرئاسية السابقة و هو المسئول عن قتل اشرف سعيد داخل مقار أمن الدولة بشبرا الخيمة و المعتقل علي خلفية أحداث الأزهر , و هو المسئول عن قتل المهندس الروبي في مقار أمن الدول بالفيوم , و هو المسئول عن قتل سيد بلال في أمن الدولة بالإسكندرية و المشتبه به في أحداث كنسية القديسين , إن القائمة لا تنتهي من الاتهامات و بمجرد صدور قرار تعيين غيره سوف يجلس في بيته و كأنه لم يفعل شيء, و أنا أناشد محامي مصر الشرفاء التقدم ببلاغ ضد واحد سوف يسجل التاريخ أنه كان من أشهر جلادي مصر . قد لا يمثل كثيراً بالنسبة لكل من يعرف حقيقية الأوضاع في مصر أن يرحل وجه شفيق و يأتي عصام شرف فتغير الوجوه لا يعني كثيراً و لكن تغيير السياسات هو الأهم , و تعيين أبوغيدة الرجل الذي اشرف علي قمع الحريات و اعتقال الصحفيين و مراقبة الصحف و تعيين رؤساء التحرير و رؤساء مجلس الإدارة الشركات و البنوك في القاهرة علي ألأقل لكفيل بجعل أي تغيير للأسماء هو مجرد تغيير شكلي . إن ما يفعله السيد اللواء محمود وجدي من دفع الصف الثاني في الوزارة , و هي نفس الشخصيات التي كانت تمارس وزارة الداخلية دورها في السابق من خلالهم , و نقل مديري الأمن بين المحافظات المختلفة لهو يعني أن وزارة الداخلية مستمرة في أداء مهامها الأمنية بنفس الطريقة الهمجية و الغير أدمية مثل السابق , إضافة إلي أن تعمد الوزارة الغياب عن الشارع إلي الآن لهو أكبر دليل علي المأزق الذي تريده الداخلية لجعل الشعب المصري يطلب رجوعها و لو بالنظام القديم و هو ما سينذر بثورة تأكل الأخضر و اليابس في مصر . أن النظام البائد مازال موجود و الحزب الوطني لم يرحل و يعمل من مقره بالجيزة بنفس الوجوه الكالحة من الصف الثاني علي الأقل , و لم نسمع عن تحويل أي من شخصيات الحزب و لا من ضباط أمن الدولة إلي المحاكمات العسكرية مما يعني أن النظام البائد سوف يعود بصورة جديدة و علي ذلك لابد من اعتصام مفتوح حتى سقوط فلول النظام القديم و القبض علي مبارك و رجاله و حل الحزب الوطني و المجلس القومي لحقوق الإنسان وحل و مصادرة ميزانية المجلس القومي للمرأة و القبض علي باقي رجال الرئيس السابق . و إلا اعتصام مفتوح حتى يسقط فلول النظام.