- غوار الطوشه : ألو نعم * الأب الشهيد : أنا المرحوم أبوك ! - غوار الطوشه: منين عم تحكي يا أبي * الأب الشهيد: الشهيد وين بيكون ؟ -: والله ما بعرف ياأبي شني ما استشهدت ولا مرة لسه ! *: من الجنة يا ولدي الله يطعمك أياها -:والسامعين ، يا أبي انت ليش استشهدت لك شو بدّك بهالصرعة ؟ لكان ... *: منشان الوطن، شو نسيت ؟ - :والله راح عن بالي الوطن يا أبي .. حلوة الجنة يا أبي ؟ *: ما في متل الجنة بس حتى الجنة ما بتغني عن الوطن يا ولدي، طمني شو صار فيكم؟ شو صار بالأشيا يلي استشهدنا من شانها ؟ - : اطمن يا أبي الحمدلله دمكم ما راح هدر أبداً *: الله يطمنك بالخير، بس بدي منك أجوبة محددة - : تكرم جروحاتك ياأبي اسأل *: شو أخبار الوحدة العربية ؟ - : أووووووو ما عدنا حكينا فيها *: يعني صرتو بلد وحدة ؟ - : لكان أنا اليوم فطرت ببغداد وتغديت بالخرطوم وعم أحكي معك من أبو ظبي ! *: قصدك ما ضلّ حدود ؟ - : الحدود ع الخريطة بس *: والحريّة ؟ - : بتبوس أيدك *: يعني ما صِفي (بقي) سجون ؟ - : للمجرمين فقط يا أبي *: وشو عملتوا بالمعتقلات ؟ -: المعتقلات كلها حوّلناها إلى مدارس ومستشفيات ياأبي *: برافووووو عليكم برافو ...... ما خبرتني عن العدالة ..؟ - : العدالة حدّث ولا حرج ... يعني شلون بدي شبهلك العدالة عنا ... يا أبي ... بتلاقي هالأجانب والسوّاح بييجوا من آخر الدنيا لعنا ليتفرجوا ع العدالة والنظام والقانون .. الله وكيلك يا أبي صرنا فرجة !!!! *: يعني ما عاد في ابن ستّ وابن جارية ؟ -: أبداً الخيرات مكومة بالطرقات على مين يشيل ببلاش *: لك يا ولدي في شغلة بدي اسألك عنها ومستحي بعد هالسنين الطويلة - : لا يا أبي لا تستحي اسأل *: فلسطين، أكيد رجعتوها لأهلها ؟ - : معك حق تستحي ، هاد سؤال بينسئل بعد 30 سنة نضال ؟! هاااااد ؟؟ *: برافوووووووووووو عليكم *: لك شو عم تشرب ؟ - : مي *: شو هالمي يللي فايحة ريحتها لعندي ؟ - مية قناني يا أبي *: خلاصتو يعني ما عاد في لاجيء برات بلده ؟ - : لا لاجئ ولا نازح ولا مهجّر، لك شو عم تخربط انت ؟ *: وهاليهود المساكين شو عملتوا فيهم ؟ -: صعبتلي الأسئلة كتير !!! والله نحنا حاطينهم بالمستودع عم نتفرج عليهم محتارين شو نسوي فيهم يا أبي *: خيروهم ، يللي بريد يضل عنا ويلتزم أدبه أهلا وسهلا ، واللي ما بدو رجعوه من محل ما إجى - : والله يا أبي نحنا كان فكرنا نرميهم بالبحر بس كرمالك هلأ رح نصير نعاملهم بالحسنى *: لأنوه يا ابني العرب من شيمهم التسامح والعفو عند المقدرة - : وإغاثة الملهوووووووووف ااااخ *: وهلأ بعد ما أطمنت بدي أطمن عليك وعلى أمك وأخواتك - : أطمن يا أبي الحمدلله أنا وأمي وأخواتي كليتنا بخير وبنقبل أياديك الطاهرة يا أبي الأب الشهيد : بس آآآخ فرحتي ما بتكتمل حتى شوفكم عندي غوار الطوشة : العما ... شلون بدك تشوفنا يا أبي ... طيرتلنا السَكْرة .... الأب الشهيد: بتيجوا لعندي ع الجنة ! غوار الطوشة : ليش حدا بيترك جنتة ع الأرض وبيجيوا لجنتكم؟ شو في عندكم انتو ؟ الأب الشهيد: سواقي عسل، أنهار لبن ، مروج خضرا ، أرواح طاهره ! غوار الطوشة : من العسل عنا 100 نوع نحنا ، من الجبنة عنا 200 نوع، في عندك لافاش كيري ... ؟ الأب الشهيد: لأ غوار الطوشة : عندك موز صومالي ؟ الأب الشهيد: لأ غوار الطوشة : عندك تلفزيون ملوّن ؟ الأب الشهيد: لأ غوار الطوشة : شو بدي اعدّلك لعدلك ؟ لكاااااان الأب الشهيد: خلاصتو يعني مو ناقصكم شي ؟ غوار الطوشة : أبدا، مو ناقصنا شيء الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا إلاّ شوية كرامة بس ! الأب الشهيد: لكااااااان كل شي خبرتني عنه كذب ؟؟؟؟؟؟ غوار الطوشة : أيه كله خرط بخرط ، أحمد الله اللي طلعلك قبر بهالوطن نقرا لك عليه الفاتحة بس ، اليمن صارت يمنين ولبنان أربعة والخير لقدام الأب الشهيد: وليش هيك ؟ غوار الطوشة : قال لحتى تصير أصواتنا كتيرة بهيئة الأممالمتحدة هههههههههه ... واسرائيل صارت قطر شقيق يا أبي الأب الشهيد: وأمك الصابرة شو صار فيها ؟ غوار الطوشة : عم تشتغل غسالة اوتوماتيك الأب الشهيد: وولادك؟ غوار الطوشة : بعتهم الأب الشهيد: الله لا يوفقكم في شي ما بعتوه بعد؟؟ لك ورايتنا وين ؟ غوار الطوشة : رايتكم صارت كرافات الأب الشهيد: وثمن دمنا ؟ غوار الطوشة : بالبنوك الأب الشهيد: لكاااااان شو بقي من القضية ؟ غوار الطوشة : والله يا أبي ما بقي من القضية غير هالشفّطة حنشفها ونخلص منها ( زجاجة الخمر ) الأب الشهيد: الله يخزيك .. هلأ موّتني . غوار الطوشة : يا أبي .. يا أبي... يا أبي ... يوب .. يووب في حدا بدو يضيقلي خلقي ويكرهني عيشتي لأرحل عن وطني ما بعرف منو هادا الحدا من برا من جوا والله ما بعرف بس مين من كان يكون هادا الحدا انا ما بقدر أرحل عن الوطن انا بدوخ بالطيارة يا أخي ثم لنفرض إني أنا بعدت عن الوطن ورحلت عنو لبعيد بس مشكلتي أنو الوطن ما بيبعد عني بيضل عايش فييي من جوا وين بدي أهرب منو.. وين؟ لذلك بضل عايش فيه غصبن عن اللي ما بدو طالما عم أقدر احكي اللي بدي ياه، ما رح ايأس وبدي ضل اصرخ للغلط غلط بعينك وبدي أعمل ثورة بالبطحة وأشرب كاسك يا وطني على رواء بدي اشرب كاس عزك ولسه بدي أكتب اسم بلادي ع الشمس ... اللي ما بتغيب .... وسط هذا الكم الهائل من هذه المسرحيات الإستعراضية التي نعيشها علي المستوي السياسي منذ أكثر من خمسين عاما اقتبست جزء من الحوار الهاتفي الذي أجراه الفنان "دريد لحام" مع والده " الشهيد " في مسرحية "كاسك يا وطن " العرض الأول كان في عام 1979 أي بعد ثلاث سنوات علي " يوم الأرض" و يوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون والعرب في 30 آذار - مارس من كلّ عام ، والذي تعود أحداثه لآذار - مارس 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل .. وماذا بعد ... ثلاثون عاماَ أو يزيد لا جديد مو ناقصنا شيء الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا إلاّ شوية كرامة بس !