واصل أكمل الدين إحسان أوغلى - الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي - جهوده إزاء حشد موقف دولي حول الوضع في ميانمار معربا اليوم الإثنين، عن تنديده الشديد لتوسع أعمال العنف التي تطال المسلمين على أيدي متطرفين بوذيين، مما بات يعتبر تطورا خطيرا يطال المسلمين خارج إقليم آراكان. وجاء في بيان للمنظمة اليوم الاثنين، أن أعمال العنف التي اندلعت شرارتها في إقليم آراكان، غربي ميانمار، لا تزال مستمرة من دون انقطاع منذ يونيو الصيف الماضي، ونوه البيان بأن العنف الذي يستهدف المسلمين، بدأ ينتشر في مدن ومناطق أخرى، خاصة مدينة ميكتيلا بمنطقة مندالاي وسط البلاد، كما أن أعمال العنف التي كانت تطال أبناء أقلية الروهينجيا المسلمين في السابق باتت تطال اليوم مسلمين من خارج هذه الأقلية، الأمر الذي يعكس تطورا يستدعي تحركا دوليا عاجلا لاحتواء تداعياته. ويأتي تنديد الأمين العام ل (التعاون الإسلامي) بعد يوم من رعايته حفل تدشين الذراع الإعلامي لاتحاد الروهينجيا في مقر المنظمة، والذي سيعمل خلال الفترة المقبلة على كشف التجاوزات والانتهاكات التي يمارسها بعض المتطرفين البوذيين ضد الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما سابقا). وأشار البيان إلى أن عشرات المسلمين سقطوا جراء هذا العنف، وتم إحراق منازلهم وممتلكاتهم، بالإضافة إلى إضرام النيران بثمانية مساجد وعدد من المدارس؛ فضلا عن فرار المئات من العائلات من منازلهم. وطالب إحسان أوغلى في هذا السياق بضرورة وقف هذا العنف، معربا عن قلقه إزاء فشل حكومة ميانمار في توفير الحماية لأرواح الأبرياء من المدنيين، مشددا على أنها مسؤولية السلطات هناك والتي تقتضي بمعالجة جذور القضية، وحماية الأرواح والممتلكات وذكّر إحسان أوغلى مجددا بالقرارات الصادرة عن قمتي مكة الاستثنائية والقاهرة في أغسطس 2012 وفبراير 2013، فضلا عن قرارات مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي في جيبوتي، والتي تدعو إلى البحث عن حل لإنهاء الاضطهاد ضد الأقلية المسلمة في ميانمار، مع الإشارة إلى حق المواطنة لأقلية الروهينجيا في إقليم آراكان. وشدد الأمين العام للمنظمة على أن ارتفاع وتيرة العنف في ميانمار أصبح يسلط الضوء على الحاجة الماسة لإيجاد الوسائل من أجل معالجة جذور القضية. وأعرب، في الوقت نفسه، عن تضامنه مع المجتمع الدولي في قلقه العميق إزاء وضع حقوق الإنسان في ميانمار، والذي انعكس مؤخرا في قرار تبناه مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف. ودعا إحسان أوغلى حكومة ميانمار إلى الاستجابة لقلق المجتمع الدولي، بما يتناسب مع ما جاء في قرارات الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وبخاصة الشق المتعلق بإعادة حقوق المواطنة لأقلية الروهينغيا، بالإضافة إلى توصيات المقرر الدولي الخاص بشأن ميانمار. وأكد الأمين العام ل (التعاون الإسلامي) أن وضع أقلية الروهينغيا المسلمة قد مثّل أولوية على قائمة جدول أعمال المنظمة، مؤكدا متابعته عبر المحافل الدولية لهذا الشأن، ومن خلال مجموعات المنظمة في جنيف ونيويورك وذلك بهدف تقديم كل المساعدات الممكنة من قبل المنظمة نحو تخفيف معاناة هذه الأقلية. وكرر إحسان أوغلى تصميم منظمته على تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المتضررين في إقليم آراكان من دون تمييز، داعيا السلطات في ميانمار إلى إزالة العقبات التي تحول دون وصول هذه المساعدات العاجلة إلى مستحقيها. وقال إن المنظمة مستعدة كذلك للتعاون والتنسيق مع منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية وغيرها من المنظمات الدولية من أجل العمل معا في هذه المنطقة. أخبار مصر - البديل