قال المفكر السياسي مصطفى الفقي: خلال ندوة "مستقبل النظام السياسي في إيران": إن مظاهر التشابه بين الشعبين المصري والإيراني عديدة، وعندما ألتقيت بمحمد علي أبطحي كان يتحدث عن كثير من مظاهر التشابه في عدد السكان، كذلك المصاهرة بين الشعبين، فالأميرة فوزية أخت الملك فاروق، تزوجت من شاه إيران محمد رضا بهلوي، وهناك عائلات كثيرة مختلطة ما بين إيران ومصر، وبيننا وبين إيران عنصر ثقة. جاء ذلك خلال ندوة عن مستقبل النظام السياسي في إيران. وشبَّه "الفقي" الوضع الداخلي لإيران بالصندوق المغلق، فهم يقدمون نموذجًا للديموقراطية ليس على النهج الغربي، فليس بالضرورة أن يكون كل تحديث على النهج الغربي، فالنموذج الديموقراطي في الهند مختلف كثيرًا عن النموذج الغربى، وفى إيران يسبقون دول أخرى تنقل نقل أعمى من الدول الغربية بشكل أضر ببلادهم، مؤكدًا أن الامتناع عن عودة العلاقات المصرية الإيرانية كان دائما خيارًا أمنيًّا، والتخوف من نشر التشيع فى مصر أمر غير صحيح. وعن سبب دعم أمريكا للإخوان المسلمين فى مصر قال الفقي: إن أمريكا كانت تبحث عن مركز ثقل إسلامي فوجدوا ضالتهم في جماعة الإخوان المسلمين فهم يتصورون أن جماعة الإخوان المسلمين الأم الأساس للحركات الإسلامية السنية في مصر، وأيضا الأم الشرعية لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وبالفعل تمكن الرئيس مرسي من وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. خلاصة القول لا يجب تناول العلاقات العربية الإيرانبية بالتهوين ولا التهويل، ولا يصح قيام حملة أزهرية على إيران غير ذكية أبدا ولم يجدر به ذلك. لا أدرى سببًا للمخاوف، ولا يمكن أن تصبح المحاذير الأمنية هي المحدد الأساس لعلاقات مصر الخارجية، ولا يجب النظر للقضية بالتعقيد الذي يروج له البعض فإقامة علاقة مع دولة لا يعني حب أو كره الدولة وإنما العلاقة للتشابك السياسي، الحديث عن أن إيران تريد أن تكون قائدة الشرق الأوسط غير حقيقي لا أنكر أن لدولة بحجم إيران طموحاتها فى المنطقة وعلينا أن نقيم أجندة لنا تعبر عن طموحاتنا فى المنطقة وتثبت الريادة المصرية في الشرق الأوسط، لكن السلبية وقطع العلاقات يعتبر نوع من "الهوس الانعزالي". ووافق السفير محمد العرابي كلام الدكتور مصطفى على أن السياسة الخارجية المصرية لا يجب أن تظل محصورة في حيزها الضيق، ويجب أن توسع علاقاتها الخارجية مع دول لها ثقل دولي مثل إيران وتركيا، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني فى إيران بدأ يأخذ منحى آخر. أما القضية الثالثة فتتمحور حول تطور آخر؛ بسبب زيارة أوباما لإسرائيل وظنون البعض أنه سيتحدث عن القضية الفلسطينية، ولكنها في الواقع تشير إلى وجود إيجابيات كبيرة في المفاوضات حول القضية الإيرانية تشير إلى أن دول الغرب أبدت استعدادًا في قبول البرنامج النووى الإيرانى، في مقابل أن تفتح إيران منشآتها النووية للتفتيش، وهذا ضد رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتينياهو، الذي كان يأمل في وعد الرئيس الأمريكي المباشر له باتخاذ الرادع العسكري إن لم تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم.