أزمة كبيرة يعيشها سكان غرب الإسكندرية والمناطق القريبة من ميناءى الإسكندرية والدخيلة، بعد أن أصابهم الخوف والهلع عقب مشاهدة كوبرى "بركة السبع" الذى انهار منذ عدة أيام؛ خوفًا على ما يمكن أن يحدث لكوبري "27"، والذي شهد حوادث كثيرة، حيث تخرج عربات النقل الثقيل المحملة بالبضائع المختلفة من ميناءي الإسكندرية والدخيلة؛ لتسير بالشوارع الرئيسية في المناطق الشعبية التى لا يتعدى عرضها عدة أمتار بحى غرب الإسكندرية، حتى تصل للطريق الساحلى أو الزراعى، وفى أثناء هذه الرحلة تحدث عدة حوادث وشلل مرورى بتلك المناطق وخاصة بمنطقة القبارى. بداية يقول محمد عز الدين متولى "بالمعاش" أحد أهالى القبارى "منذ ما يقرب من عشرين عامًا كنا نعانى من خطر كبير يتمثل فى مرور عربات النقل الثقيل والتريلات المحملة بالبضائع والأجولة بين شوارع القبارى بعد خروجها للميناء مباشرة، ورغم عدم اتساع الشوارع الرئيسية كانت عشرات السيارات تعبر يوميًّا، وتترك خلفها أعدادًا من القتلى والمصابين جراء الحوادث التى تنشأ بسببها أو بسقوط بعض البضاعة المحملة من السيارات من الخلف، فتتسبب فى تدمير بعض السيارات التى تسير خلفها وإصابة مستقليها". ويضيف "تقرر إنشاء كوبرى 27 العلوى بطول 2485 مترًا وبتكلفة وصلت إلى 95 مليون جنيه، وقد استغرق إنشاؤه عشر سنوات، وتم افتتاحه عام 2001 في عهد اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، وبعد افتتاحه بثلاث سنوات فقط بدأت العيوب الفنية للكوبرى الجديد تظهر وتمثل خطرًا أكبر على السيارات والمنطقة بأكملها، فقد حدث تمدد فى أحد فواصل الكوبرى الحديدية، ثم عقبها حدوث كسر ضخم بأحد الفواصل، والذى سبب ظهور الحديد وكتل الأسمنت الخرسانية من أسفل الكوبرى؛ ولهذا تم إغلاق الجسر بالاتجاه الخارج من ميناء الاسكندرية، وظل العمل بالاتجاه المقابل الداخل إلى الميناء، حتى سقط جزء من الكتل الخرسانية بالاتجاه الآخر، وتم إغلاق جسر 27 العلوى نهائيًّا، و"رجعت ريما لعادتها القديمة"، وتم فتح أبواب ميناء الإسكندرية والدخيلة على مصرعيها؛ لدخول وخروج الشاحنات الكبيرة؛ لتسير داخل الأحياء بغرب الإسكندرية مرة أخرى وسط كم هائل من الحوادث". ويضيف المهندس عبد الله الصاوى أحد سكان القبارى قائلاً "عندما سألنا السادة المسئولين عن كيفية إغلاق الكوبرى بعد افتتاحه بثلاث سنوات، خاصة أن شركة حسن علام وهى من أكبر شركات المقاولات هى من قامت بتفيذه، فكان ردهم أن الكوبرى صمم من أجل حمولات لا تزيد على 70 طنًّا فقط، ولكن هيئة الميناء لا تلتزم بهذه الأوزان". ويستنكر الصاوى هذا الرد قائلاً "كيف يتم تنفيذ كوبرى بهذه التكلفة دون الأخذ فى الاعتبار بإجراء التوسعات المستقبلية فى ميناءى الإسكندرية والدخيلة، خاصة وأنه توجد خطط طويلة المدى لتوسعات الميناء لدى السادة المسئولين، وهذا يعنى أن كميات السيارات والأوزان التى تتحملها ستفوق السبعين طنًّا عشرات المرات". فيما يؤكد محمد راشد من أهالى العجمى "نحن فقدنا الثقة بوعود الحكومة، فقد صرح الدكتور أسامة الفولى محافظ الإسكندرية الأسبق أنه تم بين هيئة الطرق والجسور وهيئة ميناء الإسكندرية الحصول على تمويل 17 مليون جنيه لترميم وصيانة الكوبرى، ولكن دون جدوى، ولم يتم تنفيذ ما صرح به الفولى، وبعد تولى الدكتور حسن البرنس نائبًا لمحافظ الإسكندرية تجددت الوعود والتصريحات الصحفية التى صفق لها الجميع بأنه تم تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه للتطوير ما بين هيئة الميناء والطرق والكبارى، ولكن لم يتم شيء حتى الآن على أرض الواقع، ونخشى أن يكون مصيرنا تحت الأنقاض إذا انهار الكوبرى مثلما انهار كوبرى بركة السبع منذ عدة أيام". ويضيف راشد قائلاً "إننا أهالى القبارى والعجمى نعلم جيدًا رفض هيئة الميناء الاشتراك فى تطوير وترميم الكوبرى؛ وذلك لأنها صرحت سابقًا بأنها غير مسئولة عن دفع أى أموال للصيانة، وأن المسئولية كاملة تقع على عاتق المحافظة التى لم تحرر عقد صيانة دورية للكوبرى من الشركة المنفذة، وأن كل ما هو خارج نطاق بوابة الميناء لا يقع تحت مسئولية هيئة المينا، وإنما يدخل ضمن اختصاصات المحافظة". الأهالى ننتظر الموت بسبب" كوبرى 27" الآيل للسقوط الكوبرى صمم لحمولات لا تزيد على 70 طنًّا.. وكميات السيارات والأوزان التى تمر عليه تفوق السبعين طنًّا عشرات المرات