حظيت ثورة البحرين على نصيب واسع من تغطية الصحف الانجليزية على العكس من الصحف العربية التي تجاهلت مطالبات الشعب البحريني الذي ثار مطاالبا بالإصلاح والديمقراطية. يبدو جليا أن مواقف الصحف البريطانية والأمريكية تباينت في تغطيتها للثورة البحرينية على الرغم من ان انتقاد كلتا الصحافتين لانتهاكات النظام البحريني كانت أقوى كثيرا من مواقف حكوماتهم و كانت الصحف البريطانية تحديدا أكثر جرأة من نظيرتها الأمريكية في كشفها ونقدها الصارخ لتلك الانتهاكات. الصحف البريطانية أكثر تعاطفا من ملكتها فصحيفة "الأندبندنت" البريطانية على سبيل المثال كثيرا ما طالبت حكومتها بتفضيل الدم البحريني عن النفط ومصالحها التجارية، منتقدة موقف حكومتها الذي وصفته بالمتخاذل اتجاه ما يجري في البحرين من انتهاكات لحقوق الانسان وقمع الحريات، ونقلت الصحيفة انتقاد الرئيس التنفيذي لمنظمة "إندكس أون سينسورشيب" كيرستي هيوز للحكومة البريطانية حيث وصفها غير متناسقة في تعاملها مع الانتفاضات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،لانها سمحت لمصالحها التجارية أن تطغى على الشواغل والقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان ولم تضع ما يكفي من الضغط على حكومة البحرين للإصلاح. اما صحيفة "الجارديان"فقد فلم تكن اقل حدة فقد تطرقت انتقدت الملكة اليزابيث الثانية علي خلفية دعوتها لملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة لحضور احتفالات في بريطانيا، كذلك تعرض ولي عهدها، الأمير تشارلز، لانتقادات بالقدر نفسه، وعرضت الصحيفة بالتزامن مع الزيارة صورلأاعتداءات الشرطة البحرينية علي المتظاهرين. اما مجلة "الإيكونوميست" فقد فضلت ان تقدم النصائح للنظام البحرينى كى يلبى مطالب المحتجين ، و لطالما اشارت إلى ان السلطات تتلقي دعم من الانظمة الغربية. الصحف الأمريكية.... تغطية متأرجحة تنوعت تغطية الصحف الأمريكية لثورة البحرين ،مقر الأسطول الخامس الأمريكي، ما بين الجرأة والانتقاد الحاد والتحفظ وأحيانا أخري الاكتفاء بتقديم النصائح. فصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية نشرت مقالا في يناير الماضي لأستاذ العلوم السياسية بجامعة ويليامز قال فيه أن العلاقات الأمريكية السعودية تواجه العديد من المشاكل بسبب غض أمريكا الطرف عن الجهود القوية للمملكة العربية السعودية لمنع التغيير في منطقة الخليج خاصة البحرين. في موقف آخر نجد مجلة الفورين بوليسي تعرض جزء من الحقائق لتكشف عن مغالطات الحكومة الأمريكية التى إدعت أن ايران متورطة فيما يجري من عنف في البحرين، حيث نفت المجلة في تقرير لها في نوفمبر الماضي تدخل ايران في البحرين علي النحو الذ ى تصوره الحكومة الامريكية. في ديسمبر الماضي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا كشفت فيه عن حقائق الوضع في البحرين وانتهاكات النظام لحقوق الانسان، مؤكدة علي ان البحرين حليف الولاياتالمتحدةالامريكية هي من اكثر الدول عداء للديمقراطية وحقوق الانسان. واعتبر كاتب المقال أن سياسة باراك أوباما "فاشلة" في معالجة الوضع في البحرين، مع أن الوضع في البلاد يزداد سوءا، و"الحكومة والمعارضة معا أصبحا أكثر عنفا وتطرفا". شهر ديسمبر جاء ليزيح الستار عن تهديد شبكة "سي إن إن" الامريكية لأحد مراسليها وتدعي امبر ليون بسبب اصرارها على عرض فيلم وثائقي يفضح انتهاكات النظام البحريني، وقالت المراسلة أن الشبكة الامريكية الإخبارية تتلقى أموالا من دول إسلامية قمعية، مثل البحرين حتى لا تكتب تقارير عن قمع النظام ضد مواطنيها. في ديسمبر سمحت النيو يورك تايمز للناشطة البحرينية "زينب الخواجة"ان تنشر مقالا لتفضح فيه تغطيات وسائل الاعلام الأمريكية للثورة البحرينية، حيث أكدت أن الولاياتالمتحدة تتبع سياسة الكيل بمكيالين تجاه انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تتحدث عن دعم حقوق الإنسان والديمقراطية، وفي الوقت ذاته ترسل السلاح للنظام البحريني الحاكم لقمع المتظاهرين. وأشارت أنه في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بادانة عنف الحكومة السورية، تغض الطرف عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها حليفتها البحرين. وأشارت الناشطة البحرينية البارزة إلى انه إذا كانت الولاياتالمتحدة جادة بشأن حماية حقوق الإنسان في العالم العربي، يجب أن توقف جميع مبيعات الأسلحة إلى حليفتها البحرين، وتسلط الضوء على انتهاكات النظام البحريني في مجلس الأمن للأمم المتحدة وتبدأ في الحديث عن احتمال فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية. الامر نفسه نلحظه في الصحافة الفرنسية فقد ذكرت لوموند ديبلوماتيك ان السلطة البحرينية عملت على تسجيل هذه الصراعات على انها مواجهات بين السنة والشيعة وليس بين الشعب والحكومة. كما عملت السعودية والامارات العربية على نشر هذه الفكرة، ففي الامارات صرحت السلطة ان تزايد مطالب الشيعة ما هي الا محاولة للانقلاب على الحكم. وفي مقال اخر لصحيفة " لوموند ديبلوماتيك": فان السلطات ترى من الاغلبية الشيعية اعداء للسنه وحلفاء لايران، واضاف الشيخ عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية البحرينية في لقاء له مع " الشرق الأوسط" " ان الشيعة لديهم مخطط للاستيلاء على الحكومة وتجهيز انقلاب". وذكرت الصحيفة ان العائلة المالكة قد تعاملت باسلوب وحشي مع المتظاهرين وقتلت الكثير منهم وهذا ما أجج الوضع في البحرين. وترى الصحيفة ان تحول الثورة في البحرين امام العالم الى صراع بين الشيعة والسنة يمثل تحول الثورات العربية عن اهدافها الديمقراطية وذلك بعد نجاح السلطة البحرينية والسعودية والامارتية في نشر هذه الثورة على انها مواجهات بين الشيعة والسنة وليست كثورة ذات اهداف ديمقراطية. ذكرت صحيفة لو موند ديبلوماتيك انه بالرغم من سياسية الشيخ حمد ال خليفة القمعية ، والتي تقوم على القتل والتعذيب وكذلك الاحكام الجائرة على رموز المعارضة بحجة انهم يسعون لقلب نظام الحكم ، الا ان سياسة ملك البحرين قد حظيت بتسامح او بمعنى اخر بتجاهل ثلاث دول عظمى ، وهي المملكة المتحدة التي زعمت انها متحمسة مع جهود ملك البحرين لتطبيق الديمقراطية. في حين ان باريس تغاضت تماما عن المظاهرات في البحرين وذلك لوجود العديد من الفرنسيين في الحرس الملكي البحريني وقوات الامن البحرينية. اما عن الولاياتالمتحدة فلم يظهر لها اتجاه واضح، الا انها صمتت في النهاية عن الوضع في البحرين حيث ان البحرين تكون مقر الاسطول الخامس الامريكي بالاضافة الى قاعدة جوية تابعة للولايات المتحدة. علاوة على ذلك صمتت امريكا عن دخول القوات السعودية في البحرين لان ذلك سيمنع ايران، عدو امريكا ، من التدخل في البحرين.وتأتي زيارة وزير الدفاع الامريكي روبرت جات للرياض في 6 ابريل 2011 تأكيدآ لميل الولايات التحدة الى تدخل السعودية في قمع المظاهرات الشيعية في البحرين. ذكرت صحيفة رافي ، في لقاء مع جان بول بوردي دكتور باحث في معهد العلوم السياسية في جرنوبل بخصوص التظاهرات في البحرين ذكر ان " اصبح الوضع معقد في البحرين، فكلما حاولت المعارضة الاحتشاد اصطدمت بقوات الأمن. من جانب اخر ، اشار بوردي ان الولاياتالمتحدةالامريكية لم تتحدث ولم تندد قمع المعارضة في البحرين وذلك لخوفها من نجاح الثورة ومنتمكن المعارضة من إقامة نظام موالي لأيران وحليف لها. موضحآ ان المعارضة البحرينية لم تحظي بأي تأييد من أي دولة سواء عربية او دولية مؤكدآ ان " انه من الواضح ان المعارضة التونسية تفتقد الدعم الخارجي. فعندما تذكر المعارضة البحرينية يتراى في الذهن الشيعة وبالتالي نتذكر ايران. فالمطالب الديمقراطية في البحرين يتم ربطها بعملية التشييع وكذلك بدور ايران في المنطقة، وهذا غير مثبت. الا ان هذه الفكرة ساهمت الى قلة الدعم العربي للمعارضة، وكذلك ادت الى احتراس اغلبية الدول الغربية وعلى راسه الولاياتالمتحدةالأمريكية". ومن جانب اخر اكد مارك فالري سياسي ومتخصص بالتحولات السياسية البحرينية في جامعة اكستر ان " بالنسبة لاغلبية الشيعية، لا تعتبر ايران نظامآ يحتذى به، بل هي ، من وجهة نظرهم، نظام ديكتاتوري. فالمعارضة في البحرين تسعى الى إقامة جمهورية او اسقاط الملكية. ولكن لا يسعوا الى اقامة جمهورية اسلامية مثل ايران. وبالتالي، اصبح موقف بريطانيا والولاياتالمتحدة صعب". وذكرت نفس الصحيفة ، انه بالرغم من تظاهر الكثير من البحرينيين ضد الحكومة مطالبين بتغيير الحكومة وتعيين حكومة منتخبة وعدم التفرقة المذهبية غير انه لم يتغير شيء حتى الأن ولم يتم تحقيق اي مطلب لهؤلاء الثوار. ومازالت الحكومة تمارس سياستها السابقة علاوة على ذالك ، مارست الحكومة سياسة التخلص من القادة المعارضة سواء بالاعدام او السجن. Comment *