بالمقارنة بما فعله الرئيس الامريكي السابق "جورج دبليو بوش" في افغانستان صرح العديد من المحللين ان مالي يمكن ان تكون افغانستان جديدة ولكن للرئيس الفرنسي هولاند. و ذكرت صحيفة "لو بوا" الفرنسية ان الكثير من المسئولين الفرنسيين والاخرين عبروا عن قلقهم من تصبح مالي افغانستان ثانية بمعنى قيام القوات الفرنسية بحرب عدو مجهول يعتبر جزء من الشعب المالي، ولكن لفتت الصحيفة الفرنسية ان هناك اختلافات كبيرة بين افغانستان ومالي . وعن اول هذه الاختلاف قالت هو الموقع الاقليمي لمالي : حيث يختلف الموقع الاقليمي لمالي عن مثيله لافغانستان التي تقع الى جوار باكستان الممول الرئيسي والحقيقي للجماعات الاسلامية بافغانستان والتي تمثل ايضآ لهم الحماية. وهذا يختلف تمامآ عن الجزائر المجاورة لمالي، ذكر فيليب هوجو الباحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان " الجزائر لا تمثل باكستان مالي " حتى وان كان للجزائر علاقات سرية مع الجماعات الاسلامية " الا ان الوضع يختلف تمامآ لان الجزائروباكستان لا يكونا على نفس المستوى في تدعيم المتمردين"، كما ان الحدود الجزائرية المالية مغلقة رسميآ بالاضافة الى ان الحكومة الجزائرية اعلنت تدعيمها للعملية العسكرية الفرنسية. وياتي التوزيع العرقي السبب الثاني الذي تذكرة الصحيفة الفرنسية لو بوا, فالحرب في مالي تعتمد على مطلب الماليين انفسهم بعدما طالب الطوارق بالاستقلال في شمال مالي بالرغم انهم لا يمثلون الاغلبية في هذه المناطق. كما ان الطوارق في مالي ليس لديهم هيمنة قوية بالمقارنة بحركة طالبان بافغانستان الذين يمثلون جماعة الباشتون. واوضح فراسيس سيمون الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان " السونغاي والبول هم الذين يمثلوا الاغلبية بشمال مالي". اما في افغانستان , فالمسئلة تختلف، اذ ان المشكلة الاساسية في الحرب في افغانستان تكمن، وفقآ لما ذكره كريم باكزاد باحث بنفس المعهد، في ان " الباشتون يمثلون الاغلبية كما انهم المؤسسين لدولة افغانستان بالاضافة الى ان هم الذين يتولون الحكم "، مضيفآ ان " لا يوجد اي جماعات في افغانستان لا تقبل سيطرة الباشتون (طالبان)". اما عن دعم السكان المحليين الذي يمثل السبب الثالث لتجعل الصراع في مالي مختلف عن مثيله في افغانستان، فان الباشتون بافغانستان يدعمون بشكل مستمر المتمردين. فيذكر باكزاد ان " طالبان لديها قاعدة اساسية. فهم لا يعانون من مشاكل التجنيد والدعم .فهم يستفيدوا من دعم 25 مليون من الباشتون الباكستانيين". على العكس في مالي، فان الشعب يعارض تزايد الجماعات الاسلامية في بلادهم. وهذا هو الاختلاف الرئيسي بين مالي وافغانستان. ووفقآ لما ذكره فيليب هوجو ان " المجاهدين في مالي في الاساس ليسوا ماليين. بالفعل يوجد بعض الدعم وبعض التحالف ولكن ليس بشكل كبير". ويتمثل السبب الاخير التي ذكرته صحيفة لو بوا الفرنسية في الوحدة بين الجماعات المقاتلة. ففي افغانستان تتحد كل الجماعات تحت لواء حركة طالبان. اما في مالي فان جماعة انصار الدين منقسمة الى كيانين بالاضافة الى الاختلاف بين مطالب الطوارق وطموحات الجماعات الاسلامية التي تحارب معهم تجعلهم في انشقاق. وهذا ما سوف يسهل العملية العسكرية الفرنسية في مالي. بالاضافة الى ان الحكومة الفرنسية قد وعدت بانها ستنسحب من مالي في شهر مارس المقبل. وهذا يختلف تمامأ عن موقف الرئيس الامريكي بشأن الصراع في افغانستان. Comment *