حضر مئات الأقباط إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في أول أربعاء للاجتماع الأسبوعي الأول الذى يترأسه البابا تواضروس الثانى ويتواصل فيه مع شعب الكنيسة. بدأ الاجتماع بصلاة العشية" التى تسبق القداس الإلهى لليوم التالى" وقراءة فصل من الإنجيل ثم تلاها تمجيد للقديس الأنبا انطونيوس مؤسس الرهبنة فى مصر والعالم وذلك لاحتفال الكنيسة بذكراه. كما علق عدد من النشطاء الأقباط على الفيس بوك على صورة تُظهر البابا فى الدقائق الأولى للعظة ممسكاً فى يده الأولى بالإنجيل وبيده الثانية" الاّى باد" الذى كان يستعين به لقراءة أجزاء من العظة، واعتبر النشطاء الصورة طريفة لأنها توضح شخصية البابا التى تجمع بين الروحانية ومواكبة التكنولوجيا. بدأ البابا كلمته بقراءة اّيات من الكتاب المقدس تتحدث عن "محبة الله للإنسان" ثم قال: "بداية نتذكر البابا مؤسس الاجتماع البابا شنوده الثالث الذى أسس هذا الاجتماع وخدمه على مدار سنين وقدم فيه خلاصة روحية ورهبانية تمتع بها الشعب فى مصر وخارج مصر. وتابع: "من المفارقات أننا نبدأ اجتماعنا فى يومه الأول فى تذكار نياحة الأنبا انطونيوس، الراهب المصرى مؤسس الرهبنة التى انطلقت بعده الى العالم، وهو نفس الاسم الذى حمله البابا شنوده فى فترة رهبانيته". وأضاف تواضروس: الرهبانية فى مجملها تجعلنا نتساءل "ماذا يدفع الإنسان أن يخصص حياته كلها لله... والإجابة تكون محبة الله انسكبت فى قلب هذا الإنسان مما يجعله يسمو فوق العالم ويقدم نفسه كقربان أو ذبيحة أمام الله" وأكد البابا أن الحديث عن محبة الله متصل ومستمر لا يمكن ان تكون له نهاية، فالله محبة ومحبته تجعلنا نقف أمامها صامتين عاجزين عن وصفها كمن يقف أمام صاحبه قائلاً له "محبتك مغرقانى" وهكذا أيضاً الله. وتابع قائلاً: انها محبة "شخصية" لذاتك فالله عندما أوجدك وخلقك كان لهدف ولخطة موضوعة وأوجدك كإنسان فريد لا مثيل لك، ولكى ما تكمل قصده فى حياتك، فهى شخصية لك باسمك، وبوجودك... وشرح قول الرب فى الكتاب المقدس: "ان نسيت الأم رضيعها فأنا لا أنساكم" أى كأنه يخاطب كل إنسان أنت لا تضيع وسط الزحام، ولا يوجد إنسان منسى أمام الله. وأوضح البابا أن إنسان اليوم جائع جداً لهذه المحبة لأنه مشغول بالعالم وبالأحداث إلا أن الله وسط هذه الرسائل يبعث نداءات متكررة لكل انسان لأن الجميع محبوب لديه حتى الخاطئ يكره خطيته ويحبه هو لشخصه. واستطرد تواضروس " ان الله محبته "باحثة" أيضاً عن كل انسان، ولأن أحب الناس الظلمة أكثر من النور فأصبحت عملية البحث عن الإنسان عملية شاقة كمن يبحث عن إبرة وسط كوم قش إلا أن الله لا يكل من البحث عن كل منا وندائه فى كل مراحل الحياة المختلفة دون ملل...ومثل بما فعل مع "اغسطينوس" الخاطئ حتى تحول لقديس يكتب عن مذكراته واختباره لمحبة الله. وتابع تواضروس انها محبة "مشجعة" مؤكداً أن عنصر التشجيع فى غاية الأهمية فهى ليست مجرد تعصبا،وهى أيضاً "دائمة" وغير متقطعة و"بلا حدود"، وقال: "الحب البشرى قد يدوم وقتا، قد يظل سنين وينتهى ولكن محبة الله لا تقف عند حدود .. والسيد المسيح يؤكد ان هذه المحبة فى صباحك ومساك، وتغمرك مثلما جاوب المرأة الخاطئة التى ضُبطت فى الخطية ووضعوها أمام المسيح ليتم تطبيق حكم الرجم عليها، وأمام هذا العار جلس السيد المسيح يهدئ من روع الجمهور وكتب على الأرض كلمات كأنها رسائل هادئة الى هؤلاء المنفعلين وامتدت رحمته وسألها: أما دانك أحد؟ فأجابته لا فقال لها: ولا أنا أدينك، اذهبى ولا تخطئي موضحاً أن محبته باقية، وعطاياه جديدة فى كل صباح وفى ختام عظته قال "باسم الكنيسة ننبذ كل عنف بكل صوره التي يظهر فيها شعب مصر وكأنه يتقاتل، ونصلي من أجل هذا السلام ونشارك بجهودنا من اجل السلام الاجتماعى واستقرار حالة البلاد وأضاف "غدا الكنيسة موجوده مع شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب لكى تقدم وثيقة الى المجتمع لنبذ العنف والدعوة الى حوار جاد وتدعو للبدء فى الانطلاق وأن نترك كل الخلافات والاختلافات الى حين.. ونعمل معا لكى نحفظ وطنا سالما". وأضاف أن الكنيسة تشارك بصلاتها من أجل البلاد، قائلا " نحن نؤمن بقوة الصلاة"، داعيا الجميع للصلاة من أجل مصر وسلامها، مؤكدا أنه يصلي من أجل كل المسئولين في مصر لكي يوفقهم الله لفعل الخير. وأضاف: "الكنيسة مؤسسة روحية ولكنها تخدم المجتمع لأنها على أرضه والأمور السياسية بعيدة عنها ولكنها لا تتخلى عن مسئوليتها ودورها إزاء كافة القضايا". Comment *