بعد السقوط الأخلاقي الذي مارسه الإخوان وحلفاؤهم من السلفيين ...صارت سمعة مصر الدولية في الحضيض ..فااتحاد الأوروبي أدان ممارسات رئيس الدولة ومواقفه من القضاء ...كذلك المفوضية الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ..وهي كلها منظمات دولية لها مصداقيتها . والأهم أن الصحافة الدولية ..جميعها..أدانت ما يحدث في مصر من اعتداء على القضاء والإعلام وإقصاء للمعارضة الديمقراطية والكنيسة من وضع دستور جديد للشعب المصري ..وهو أمر سيؤثر بشدة على صورة مصر كبلد سياحي ..فالمواطن الغربي يتأثر بما تكتبه صحافته ويقوله إعلامه عن بلد ما . ولقد راهن الإخوان على العلاقة الخاصة مع إدارة أوباما ..ولكن هذه الأخيرة بدأت في التخلي التدريجي عن الدعم غير المشروط لنظام الاخوان وحلفائهم ..خصوصاً وأن الجمهوريين بدأوا في تصعيد انتقاداتهم لإدارة أوباما ..ولعل أهمها ما قالته "إليانا روز -ليتنين " رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس من أن : " ...هذا الدستور الجديد لا يفشل فقط في حماية كثير من المصريين ،بل أنه يفشل أيضاً في الوفاء بالمعايير الدولية لحماية حقوق الإنسان الأساسية ..ولقد أستثنى مرسي ،في محاولته لتعزيز سلطاته ،أحزاب المعارضة وجماعات دينية وعرقية ..ونحن لا يمكن أن نحتفل باستبدال نظام سلطوي بديكتاتورية أسلامية ..ودستور مرسي يفتقر لمبادئ ديمقراطية أساسية ويسمح بقمع المعارضة التي تضم علمانيين ومسيحيين مصريين ويفشل في حماية حقوق الإنسان الأساسية. والنائبة " إليانا روز - ليتنين " هي من قامت بصياغة نص القرار 6657 بمجلس النواب والذي يحمل عنوان " قانون محاسبة مصر ودعم الديمقراطية " والذي يجعل المساعدات لمصر مشروطة بأن يشهد وزير الخارجية الأمريكي بأن مصر ليست تحت سيطرة ،أو خاضعة لنفوذ، أو تضم في حكومتها أشخاص على علاقة بمنظمات إرهابية أو أجنبية لها علاقة بالإرهاب " والمعروف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تصنف حركة حماس الفلسطينية ...وهو ما يسمح عند اللزوم بمعاقبة مصر !!! المهم في كل هذا ..هو التذكير بما قلناه مراراً ..وهو أن أمريكا سمحت بصعود الاخوان للحكم لأنها تعلم ..علم اليقين ..أن صعود الإسلام السياسي في مصر هو "الشفرة " المفقودة لعملية تقسيم مصر طائفياً ومذهبياً من خلال الإصرار على تطبيق مبهم للشريعة ووضع دستور لا يحمي الحريات الدينية والشخصية. ولم يقصر قادة الإخوان والسلفية في استخدام الورقة الطائفية بشكل ملحوظ ومتصاعد خلال الأزمة الأخيرة ..خصوصاً من اتهام الأقباط بالوقوف وراء تظاهرات الاتحادية .. ومن قيادات عليا للإخوان كخيرت الشاطر و محمد البلتاجي وعصام العريان. فضلاً عن اللغة الطائفية التي يستخدمها السلفيون كياسر البرهامي، عضو اللجنة التأسيسية،أو وجدي غنيم وغيرهم في إزدراء المسيحيين. في أحاديثهم المسجلة ..أو الإصرار على منعهم من الانتخاب ولقد ابتلع الإخوان والسلفيون الطعم الأمريكي ...فلن تلبث تصريحاتهم وممارساتهم أن تشكل ملفاً ضخماً على انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الطوائف غير المسلمة. وبعدها يبدأ العد التنازلي للتدخل في مصر على طريقة السودان والعراق وسوريا كل مرض له دواء ..إلا الحمق ..فقد أعيا من داواه!! Comment *