على مدى الأيام الماضية نجح المقر الدائم لرئاسة الجمهورية (قصر الاتحادية) في استقطاب الأضواء من ميدان التحرير ، والاستحواذ على مساحات إعلامية كبيرة في كافة القنوات الفضائية ، حيث شهدت (الاتحادية) أمس واليوم مظاهرات معارضة ومؤيدة للرئيس. وتقع الاتحادية (مقر الرئاسة حاليا) في محور رئيسي بضاحية مصر الجديدة مقابلة لكنيسة البازيليك (شارع الأهرام حاليا) ، وترجع تسميتها إلى أنها كانت مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية (مصر وسوريا وليبيا). وتصميمات المبنى وزخارفه اقتبست من أروع أمثلة الفن المعماري ، ويتكون من 400 غرفة وقاعة ، وتبلغ مساحة الغرفة الواحدة به أكثر من 400 متر مربع ، ويضم عددا من الردهات الكبيرة والفخمة ومنها الردهة الرئيسية التى تستخدم كقاعة استقبال تزينها 22 عمودا رخاميا نحتت بأجود أنواع الرخام الايطالي النادر وكسيت حوائطها بمرايا ضخمة ترتفع من أرضية القاعة إلى سقفها ، وتتوسط القاعة مدفأة رخامية ضخمة. كما يضم القصر أرضيات مكسوة برخام أبيض ، وبعض حوائط القاعة الكبيرة فيه مكسوة بالفسيفساء على الطراز المغربي ومزينة بلوحات فنية كبيرة وتعلو الردهة الرئيسية التى تبلغ مساحتها 189 مترا مربعا قبة ترتفع 55 مترا صممها المعماري الفرنسي الكسندر مارسيل وزينها المهندس جورج لوي كلود الفرنسي ، وتم تصنيع نجفتها في دمشق التى كانت تشتهر بصناعة النجف الشرقي آنذاك. والمقر الدائم لرئاسة الجمهورية بمصر الجديدة كان فندق "هليوبوليس بالاس" أحد المنشآت التى بدأ البارون أمبان بتنفيذها عند تفكيره في إنشاء ضاحية مصر الجديدة ، حيث أنشأ ذلك الفندق على طراز خاص يجمع بين عناصر العمارة الإسلامية والشرقية الأصيلة ، وقد تم بناؤه ليكون أكبر فندق في العالم آنذاك ومن أجمل فنادق الشرق. وفى عام 1971 ..صدر قرار جمهوري بتخصيص المبني ليكون مقرا لحكومة اتحاد الجمهوريات العربية ، وفى عام 1978 تم نقل ملكية المبنى إلى شركة (إيجوس) ونقل اتحاد الجمهوريات لمبنى المعهد العالي للدراسات الاشتراكية بمصر الجديدة. وفى عام 1979 صدر قرار جمهوري بتخصيص المبني لوزارة التعمير لاستخدامه في الأغراض الحكومية ، وتم تسليمه لرئاسة الجمهورية التى قامت بتجديدة وتجهيزه ليكون مقرا دائما لرئاسة الجمهورية. Comment *