»جراند اوتيل« هكذا كانت البداية عند افتتاحه في ديسمبر 1910 فقد أقامته شركة فرنسية كباكورة فنادقها الفاخرة في افريقيا.. وبعد التأميم شغلته بعض الادارات والوزارات.. ثم جعله السادات في يناير 1972 مقرا لما عُرف باتحاد الجمهوريات العربية والذي ضم مصر وسوريا وليبيا.. وفي الثمانينيات حوله "مبارك " مقرا لممارسة مهامه الرئاسية واستقبال الرؤساء والملوك تحت مسمي قصر الرئاسة او الاتحادية أو العروبة! »قصر العروبة« ليس القصر الوحيد الذي سيطر عليه مبارك ومن سبقاه.. فقد وجدت لجنة جرد القصور الرئاسية 13 قصراً و6 استراحات وفيلتين في القاهرة والإسكندرية ومطروح والإسماعيلية والقليوبية وجنوب سيناء مخصصة للرئيس السابق.. وبالطبع لعائلته .. وقصر الرئاسة بمصر الجديدة يحتوي علي 400 حجرة و55 شقة فندقية وقاعات بالغة الضخامة..وتم تأثيث حجراته عندما كان فندقا بأثاث فاخرمن طرازي لويس الرابع عشر و الخامس عشر من خشب الموهاجني والبلوط.. تم احضاره من لندن وباريس.. ووضع في قاعته الكبري "نجف" ضخم من الكريستال كان الاضخم في عصره. القاعة الرئيسية فوقها قبة ارتفاعها 55مترا.. ووضعت بها مرايا من الأرض إلي السقف و مدفأة ضخمة من الرخام.. وبها 22 عمودا ضخما من الرخام الايطالي.. وبجوارها قاعة طعام فاخرة تكفي 150 فردا.. وقاعة أخري بها3 طاولات بلياردو منها اثنتان كبيرتا الحجم.. وبالطابق السفلي أقاموا قطارا يسير بطول الفندق ويعبر مكاتب الإدارة والمطابخ والثلاجات والمخازن.. وكان "جراند اوتيل" لفخامته عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية و رجال الأعمال الأثرياء في الداخل والخارج.. ويقال ان مؤسس ومالك شركة هيرشي للشيكولاتة الأمريكية الشهيرة.. والملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا كانوا من رواده.. كما تحول في بعض الفترات اثناء الحربين العالميتين الاولي والثانية إلي مستشفي عسكري ومكان لتجمع الضباط الانجليز.. ورغم ان الرئيس السابق لم يكن يقيم في »قصر العروبة« لكن لجنة الجرد عثرت علي العاب اطفال في حديقة كبيرة.. ويرجح انها كانت خاصة بأحفاده!.. كما وجدت جناحا خاصا بالمؤتمرات الصحفية واستوديو تلفزيونيا!. هذه ليست فقط الكنوز التي كان يستمتع بها »مبارك« ومن سبقاه.. فقد وجد في قصر رأس التين بالإسكندرية مقتنيات الملك فاروق وفؤاد الأول من بينها سرير مطعم بالذهب.. وفي قصر رأس الطاهرة ثاني أكبر نجفة في العالم مطلية بماء الذهب و نظيرتها الأولي توجد في إنجلترا.. وباستراحة الإسماعيلية عثروا علي "أنتريه" مطلي بالذهب الخالص ولا يقدر بثمن.. هذا بخلاف العديد والعديد من الكنوز والتي كانت تتنقل بين القصور والاستراحات الرئاسية. العالم المتقدم يصنع من اللاشئ.. شئ.. فمنذ سنوات كنت في زيارة الي سويسرا واخذونا في جولة سياحية.. وعند مرورنا علي مبني قديم ذي شبابيك من الخشب عليها قطع من الصفيح قالوا لنا هذا المبني كان ايام الحرب سجنا وحولناه الي فندق ويلاقي إقبالا كبيرا.. سويسرا وغيرها لا يملكون ما نملكه من كنوز فكيف نترك قصورنا وكنوزنا تحت رحمة رئيس او وزارة ما.. ولا نستطيع الاستفادة منها.. فلماذا لا نحولها الي فنادق ومتاحف.. ويكفي رئيس الجمهورية بيتا للرئاسة يتركه واسرته بعد انتهاء ولايته.. فحتي الرئيس الامريكي يعيش في البيت الابيض وليس 13قصرا و6 استراحات وفيلتين وما خفي كان أعظم!