قال الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الذى عقد مساء أمس إن الفترة الماضية بعد ثورة يناير أظهرت وأوضحت مدى تطابق المواقف بين مصر وتركيا فى مختلف القضايا. وأضاف مرسي أنه ناقش مع أردوغان باستفاضة الموضوعات الثنائية، وأشاد بالدعم التركى لمصر فى هذه المرحلة الهامة لتحول مصر الاقتصادي، وهو الأمر الذي يعكس أهمية العلاقه بين مصر وتركيا, مشيرًا إلى أنه اليوم يتم التأسيس لعلاقة بناءة مما يحقق المصلحة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين. وتابع مرسي: "بالأصاله عن نفسى وبالنيابة عن الشعب المصري أشكر تركيا لدعمها مليارًا ونصفًا من أجل استثمارها هنا. إن تركيا تسعى لزيادة استثماراتها إلى 5 مليارات دولار خلال الأعوام القادمة من خلال التجارة الحرة". وأضاف: "يسر لى أن أعلن لكم أننا نشهد اليوم توقيع 27 اتفاقية فى مجالات كثيرة مجالات تشجيع التجارة والاستثمار والتعليم والصحة والبنية التحيتة والنقل, وكلها تتفق مع أولويات التنمية فى مصر، وخاصة فى المجالات الاقتصادية". واشار إلى أنه تم توقيع 7 منها في المراسم، ومن المقرر أن يتم توقيع باقى الاتفاقيات فى الصباح الباكر بين الوزراء المعنيين. وأضاف أن الاتفاقيات تمثل قطاعات مختلفة فى التعاون المشترك بين البلدين فى القطاع المالى والقطاع الصناعي والقطاع الزراعى وقطاع الخدمات وقطاع الطيران المدنى وقطاع النقل وقطاع التقنيات الحديثة وقطاع الأدوية وخدمات الرعاية الصحية الأولية وغيرها من القطاعات التى تمثل قطاعات هامة فى الاقتصاد بين البلدين. حضر من الجانب المصري اللواء عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وهشام زعزوع وزير السياحة ومحمد كامل عمرو وزير الخارجية وحاتم صالح وزيرالصناعة و التجارة, وممتاز السعيد وزير المالية, وأسامه ياسين وزير الشباب, ومحمد رفاعه الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية, وعصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي, وياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. ومن بين الحاضرين من الجانب التركي أحمد داود أوغلو وزير الخارجية. ولفت مرسي خلال المؤتمر إلى أنه تم بحث وسائل وسبل جهد الجانبين فى قضية العدوان على غزة, مشيرًا إلى أن أردوغان رحب بدعم مصر ودورها فى القضية الفلسطينية, مؤكدًا على أهمية إطلاع المجتمع الدولى على ما يحدث وإطلاعه على أهمية دوره. وتابع قائلاً: "لا بد أن يدرك الجميع أن الحرب لا يمكن أن تؤدى إلى استقرارا او سلام حقيقي", مؤكدًا أنه "تم بحث جهود القاهرة وأنقرة لوقف نزيف الدم فى سوريا والتوصل إلى حل للأزمة فى سوريا والأفكار المطروحة فى إطار المبادرة الرباعية والتى تشارك فيها مصر وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية, والجهود المبذولة التى لا تتوقف على المستوي العربى والدولى منذ إعلان ذلك فى رمضان الماضى فى مكة". وأضاف قائلاً: "نحاول الآن للخروج بمبادرة قابلة للتطبيق ليتم التشاور أثناء قمة الدول النامية الثمانية فى 22 نوفمبر الجارى بباكستان". وفى ختام كلمته أكد مرسي على حب وتقدير الشعب المصري بزيارة أردوغان، مبدًا أمنياته بأن تزداد قوة، ومقدرًا للجهود الكبيرة التى تبذلها القيادة التركية لتقوية العلاقات بين البلدين. من جانبه قال رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى إنه سيتم التوقيع من قبل الوزراء على 27 اتفاقية بين البلدين, وقد تم التوقيع قبل قليل على 7 اتفاقيات، على أن يتم التوقيع على الاتفاقيات المتبقية من قِبَل الوزراء فى الوقت الحالى. وقدم أردوغان التعازي إلى أهالى الضحايا والشعب المصري فى الحادث الذي وقع صباح اليوم بأسيوط قائلاً: "إن هذه الزيارة جاءت فى يوم حزين نشارككم حزنكم وأقدم التعازى إلى أهالى الضحايا والشعب المصري الشقيق فى وفاة أطفالنا جميعا". وأشار إلى أن 350 رجل أعمال تركى وحوالى 100 مستثمر تركى يقومون باستثمارات تقدر بحوالى مليار ونصف مليار, منوهًا إلى أن هدفهم هو الوصول باستثمارات بين البلدين إلى 5 مليار دولار، ومضيفًا: "ونريد أن نرفع حجم التبادل التجارى إلى 10 مليارات دولار". وفيما يخص العدوان "الإسرائيلى" على غزة قال أردوغان: "إن موضوع غزة له أهمية خاصة، وإن قنديل قام بالزيارة لغزة ولخص لنا المشهد هناك، كما أن الرئيس مرسي يبذل جهودًا كبيرة وواضحة فى هذا المجال عن طريق الاتصالات الهاتفية بشكل مكثف, وبعد هذه الزيارة سنواصل فى هذا المنوال, وإذا لم تتدخل القوى العظمى فى الوقوف ضد هذا فإن الإنسانية لن تنسى هذا أبدًا". وأضاف: "ولكن شهداء غزة تعدوا 30 شهيدًا، وعشنا مشهدًا مشابهًا له فى 2008، وكان الوقت قبيل الانتخابات أيضًا، حيث تم إزهاق ارواحهم بالقوى المفرطة لديهم، وهو أمر واضح. وتوفى إلى الآن 3 مواطنين "إسرائيليين"، والقوى العظمى تتحدث عنهم كأنهم 300 أو 3000". وعن القضية السورية قال أردوغان: "إن سوريا كارثة أخرى، ونحن دومًا نقف بجانب الشعب السورى وضد النظام الحالى وسنستمر بالوقوف بجانب الشعب السورى لأن فيها ظلمًا طاغيًا ومجزرة واضحة، فإلى الآن توفى أكثر من 50 ألف مواطن سورى، وهناك 2 مليون ونصف فرد مشرد، منهم 170 لاجئًا داخل تركيا، ومنهم 110 لاجئيين فى المخيمات، والباقون استأجروا بيوتًا". وأشار إلى أنه: "لم نسمع حتى الآن لمجلس الأمن أى مبادرات نريدها والأسد دائمًا يحارب أى مواطن، ولكن لا يمكن الإبقاء على الظلم, وأنا أومن أن على تركيا ومصر مسئوليات وواجبات فى هذا الصدد, وكذلك باقى الدول فى المنطقة مثل السعودية ودول الخليج والجامعة العربية تبذل جهودها من أجل القضية السورية ونحن نعلم جيدًا أن هذه الزيارة كانت مثمرة جدًّا من حيث الاستضافة". Comment *