في إطار مبادرة مؤسسة "المورد الثقافي " للتضامن مع اللاجئين السوريين، سافر وفد يضم 17 من المثقفين والفنانين العرب إلى تركيا الأسبوع الماضى، وزاروا مخيمات اللاجئين السوريين، ثم عقدوا مساء أمس الأربعاء ندوة حول مشاهداتهم لأوضاع هؤلاء اللاجئين، تم خلالها عرض لقطات ومشاهد كشف خلالها اللاجئون عن مآسيهم. في البداية تحدثت بسمة الحسيني عن المعاملة الجيدة التي لقوها من السلطات التركية، وقالت إن الوفد التقى ثلاثة أنواع من النازحين السوريين، أولهم الموجودون على الحدود في الحقول وفى العراء، وهم الأسوأ حالاً، والنوع الثانى هو النازحون في المخيمات الصغيرة والفقيرة، والثالث اللاجئون الذين يعيشون فى مخيمات أسعد حالاً، مثل مخيم "تكلس" الذى يتكون من كرافانات مساحتها تتراوح من 16 إلى 20 مترًا للأسرة الواحدة، ويوجد به مياه ساخنة وكهرباء متواضعة، كما يوجد به ثلاث مدارس ومستشفى ومركز تجاري. ولكل فرد سوري بطاقة يحملها للدخول والخروج من المخيم، بالإضافة إلى إعطائه 20 ليرة تركية؛ ليشتري ما يحتاج إليه. وتذكر الحسيني أنها كانت بسوبر ماركت تتحدث مع بعض السيدات السوريات عن التسامح الذي يمكنهم أن يتحلوا به أمام واقعهم هذا، ولكنها فوجئت بسيدة منهن تقول لها إن شقيقتها كان لديها 6 أبناء تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عامًا، وكانت تخاف عليهم جدًّا، وتمنعهم من العمل مع الجيش الحر، وذات يوم جاءت قوات بشار الأسد، وأوقفت أولادها جميعًا بجانب حائط المنزل، وقتلتهم أمام عينيها. سألتها: من أين إذًا يأتي هذا التسامح؟ وتؤكد بسمة أن حجم الإجرام والوحشية التي تمارسها قوات الأسد مع شعبه غير مسبوقة. وطالبت الناشطة مشيرة صالح بزيارة وفود العرب لداخل سوريا، رغم الخطورة والصعوبات التى تحيط بمثل هذه الزيارات؛ حتى يمكن التعرف على الوضع على الطبيعة، وقالت إنه في كل مطعم تركي دخلته كان يوجد طفل سوري غائب عن المدرسة يُضطَرُّ للعمل وهو فى هذه السن الصغيرة. ويقول الفنان السوري بطل فيلم "باب الشمس": لا تتخيلوا قيمة مصر والمصريين لدى السوريين. فسوريا تحتاج إلى"كلمتين" من مصر أكثر مما تحتاج إلى مساعدات ولو بملايين الجنيهات. وفي سؤال وجهه أحد الحضور: لماذا لم تسافر أسماء كبيرة من الفنانين لدعم قضية السوريين؟ قال المخرج السينمائى تامر سعيد إن مثل هذه المبادرات تستطيع أن تحرك العالم لمساعدة الشعب السورى فى الداخل وفى المنافى، مشيرًا إلى أنه كان هناك بالفعل اتفاق مع الفنانين خالد أبو النجا وغيره من النجوم للسفر ضمن الوفد، ولكن للأسف ظروف عملهم حالت دون مشاركتهم الوفد فى زيارته للمخيمات السورية فى تركيا. وأوضح أن أبو النجا كان في زيارة للولايات المتحدة وجاء إعصار ساندى ليعطل سفره. وقال الناقد المسرحى د. ياسر علام إن ميادين الشرف لا تغلق أبوابها على أحد، ويجب على كل فنان أن يشارك في إغاثة ودعم الشعب السوري، فيما رأت الصحفية علا الساكت أن مثل هذه المبادرة تعتبر خطوة أولى؛ لأن الشعب السوري ينتظر من مصر أكثر من ذلك بكثير، ومصر ليست عاجزة عن مساعدة الأشقاء فى سوريا. أما سندس شبايك المخرجة المسرحية فقد روت كيف كان الأطفال يقاومون فكرة التفاعل مع الأنشطة وسماع الموسيقى في البداية، وكيف تفاعلوا معها بعد ذلك في أقل من ساعة زمن، وعندما كان يُطلَب منهم رسم ما يحبونه، كانوا يرسمون مشاهد عن الحرب، إلا إذا طُلِب منهم شيء آخر. 17 مثقفًا وفنانًا يكشفون الأوضاع المأسوية للاجئين السوريين في تركيا