كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية صباح اليوم النقاب عن مباحثات سرية تمت بين إسرائيل وسوريا من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين،ونص هذا الاتفاق على أن تنسحب إسرائيل من هضبة الجولان كاملة مقابل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنه تم الكشف عن هذه المباحثات عن طريق وثائق أمريكية، والتي أكدت على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد أجريا مباحثات سرية غير مباشرة مع الحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق سلام يقوم على أساس الانسحاب الكامل من هضبة الجولان المحتلة. ومن جهة أخرى صرح مسئول أمريكي بارز أن هذه المباحثات توقفت مع بدء الصراعات الداخلية وأعمال العنف في سوريا العام الماضي وهو الأمر الذي منع استمرار هذه المفاوضات، وحسب الوثائق الأمريكية فإن هذه المفاوضات بدأت في خريف عام 2010 وتوقفت مع اندلاع أعمال العنف في سوريا، وأن هذه المفاوضات التي تمت بين الطرفين جاءت عبر مجهودات ووساطة أمريكية وشارك فيها أيهود باراك وبنيامين نتنياهو. وقالت الصحيفة أن الأمريكيين فوجئوا عندما رأوا استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانسحاب الكامل من هضبة الجولان المحتلة، وقال مسئول أمريكي وصفته الصحيفة بأنه شارك في هذه المفاوضات ،حيث إن أعمال العنف التي شهدتها سوريا منذ عام ونصف تقريبا قد منعت مواصلة إتمام هذه المفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي. ومن ناحبة أخرى قالت صحيفة "اروتس شيفاع" الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو أفاد إن هذا التقرير غير صحيح وأنه نشر في الوقت الحالي لأسباب سياسية عقب إعلان نتنياهو أنه سيتم إجراء انتخابات وطنية في يناير المقبل، مضيفاً انه كانت هناك خطة أمريكية تنطوي على الانسحاب الكامل من الجولان، ولكن نتنياهو لم يوافق قط على ذلك. وأفادت صحيفة "اروتس" إن المشاركين في المفاوضات السرية طالبوا الالتزام بالصمت التام في هذه المسألة ، حيث شارك السكرتير العسكري السابق لرئيس الخزانة "يوشنان" والعميد الاحتياطي "يتسحاق هرتسوج". ونقلت "اروتس " عن مصدر أمريكي أن الفريق الأمريكي المفاوض فوجئ باستعداد نتنياهو للتخلي عن الجولان مقابل السلام مشيراً إلى أن الرئيس السوري عرض انسحاباً كاملاً من شاطئ طبرية (بحر الجليل). Comment *