ظن البعض ، وبعض الظن من حسن الفطن ، أن فكرة التيار الشعبي المصري هي استنساخ لتجارب سابقة ، تستهدف انصهار التيارات السياسية المتعددة في بوتقة واحدة ، و هذا صحيحا إذا كنا نتحدث عن جبهة من القوى السياسية تنطلق من أهداف متوافق عليها و ليس صحيحا إذا كان الحديث عن التيار الشعبي المصري .. ففكرته ببساطة قائمة على مشروع وطني جامع ، وتحديدا هو مشروع المناضل حمدين صباحي والذي طرحه في إطار معركة الرئاسة . وفكرة التيار الشعبي لا تستهدف بالأساس النخبة السياسية أو الحزبية .. فهذا مجاله التحالف السياسي على مجموعة قضايا متوافق عليها ، أو تحالف انتخابي يستهدف أقصى درجات التنسيق حتى لا تتفتت الأصوات و تذهب إلى القوة الأكثر تنظيما وهي بالأساس الأقلية المنظمة ممثلة فى تيار الاسلام السياسي "الإخوان و السلفيين " . وظن هذا البعض ليس في محله تماما ، إذ أن فكرة التيار الشعبي منطلقة أساساً من وحده المؤمنين بالمشروع الوطني الجامع كمشروع سياسي وبفكرة الوطنية الجامعة كمنطلق ايديولوجي في ذاته وإن كان عابراً للايديولوجيات وبالتنظيم السياسي الشعبي المنفتح المنضبط على أداءات سياسية واجتماعية وخدمية وثقافية وأدبية وفنية ورياضية تستوعب كل طاقات أعضاءه و يعمل وسط شعبنا العظيم فى القرية و النجع و الكفر و العزبة و الحي . هذا هو الأساس الفكرى و السياسى و التنظيمى و الجماهيرى للتيار الشعبى المصرى كإطار جامع و منفتح لكل المؤمنين بالوطنية الجامعة كأيديولوجيا عابرة للايديولوجيات و لا يلغيها و بالتنظيم الشعبى الكبير العابر للأحزاب ولا ينكرها بل سيكون داعما لها و لحركتها . صحيح أيضا ما طرحه البعض من تجارب سابقة لم يكتب لها النجاح و بسبب رئيس هو تنافض المدارس الفكرية التى تحالفت او تجبهت او انخرطت فى أداه لم تنجح فى صهرها معا فى اطار مشروع وطنى جامع ..و هو تخوف مشروع من ان يلقى التيار الشعبى المصرى نفس المصير و لا يحقق نجاحا بسبب التناقضات و التباينات بين مكوناته . و لكن كما يقول مثلنا السيار .." على المرء أن يسعى و ليس عليه ادراك النتائج " ..فالحاجة الأن الى التيار الشعبى المصرى هو فرض عين و ليست فرض " كفايه " ..و كما كانت حركة " كفاية " فى وقتها بالتمام و الكمال فرض عين أيضا ، و حققت الكثير و على رأسه كسر حاجز الخوف و انتزاع حق نقد الرئيس و كذلك الحق فى التنظيم ..و حركت الراكد و كانت النقلة النوعية الكبيرة فى مسار حركة الوطنية المصرية من بعد انتفاضة شعبنا العظيم فى 18 و 19 يناير 1977 . و الملاحظة الجوهرية التى تطمئن المتخوفين من فشل فكرة التيار فى تحقيق أهدافها هى ان فكرته و مشروعه و رؤيته و تنظيمه و حركته و اساليب عمله و محاور أداءه تقوم على كلمة السر الرائعة ..الا و هى " الشعب " .." الشعب القائد و المعلم و الخالد أبدا " ..كلما كان الاعتماد بعد الله على شعبنا العظيم و ايماننا الحقيقى بعظمته و بقدرته و بوعيه و بسعينا اليه ليتقدم الصفوف. Comment *