في تطور مسلسل "الاعتداءات على الأماكن الثقافية"، تكشف البديل عن حلقة جديدة ضمن هذا المسلسل؛ حيث تجري محاولات تحويل "بيت ثقافة زنين" التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى مخزن تابع لإدارة المرور، على قدم وساق، من قبل إدارة حي بولاق الدكرور وقسم شرطة بولاق. تشير الأحداث، وحسب رواية عبده الرزاع مدير فرع ثقافة الجيزة، والتابع له "بيت الثقافة"، أن مدير بيت ثقافة زنين فوجئ بنائب رئيس الحي، ونائب مأمور قسم بولاق، وضابط برتبة لواء يقتحمون بيت الثقافة صباح أمس الاثنين، ضمن حملة إشغالات كبيرة، دون علم أو إذن دخول مسبق للمكان من قبل الوزارة، أو هيئة قصور الثقافة، أو الفرع الثقافي بالجيزة، وأمروا المدير بفتح حجرات البيت وقاموا بتصوير المبنى من الداخل، وتصوير المكان بالكامل، معلنين أنهم سيحولونه إلى مخزن للمرور. وأضاف الزراع: قام مدير البيت على الفور بإبلاغي فانتقلت على الفور إلى بيت الثقافة ولحقت بي رئيس الإقليم، واتصلت بالدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة، وأعلمته بالموقف، فوعدني بحل الموضوع، وهذا يعتبر انتهاكًا لحرمة الثقافة والمثقفين، وعدوانًا صارخًا على مواقع هيئة قصور الثقافة، حيث إن بيت الثقافة مخصص من المحافظة منذ عام 1996. وفي تصريحات خاصة للبديل، أوضح الزراع أنه التقى ظهر اليوم الثلاثاء بسكرتير عام محافظة الجيزة محمد الشيخ، ورئس حي بولاق ومدير عام أمن الجيزة، أنه الجهات الرسمية قامت بتصوير "بيت زنين" بناء على طلب اللجان الشعبية في المنطقة بتحويل البيت الثقافي إلى "مكان خدمي" نظرًا إلى كون المكان مهجورًا ولا توجد بها نشطة. مشيرًا إلى أن المشكلة الرئيسية دخول السلطات الأمنية وإدارة الحي "بيت الثقافة" دون استئذان قيادات الثقافة الجماهيرية. مضيفًا أن الاجتماع انتهى إلى رجوع الجهات الرسمية عن نيتها في تحويل بيت الثقافة إلى مخزن مرور، فيما قامت هيئة قصور الثقافة بإرسال لجنة من إدارة الشئون الهندسية لمعاينة المكان، والبدء الفوري في الترميم، وذلك بعد التنسيق مع وزير الثقافة. فيما حاولت البديل الاتصال برئيس الهيئة الشاعر سعد عبد الرحمن، للاستفسار عن رأيه، إلا أنه لم يقم بالرد علينا. من جهتها، حملت الجبهة المستقلة للرقابة على المؤسسات الثقافية، في بيان لها، مدير الفرع ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ومحافظ الجيزة مسئولية ما حدث، مشيرة إلى أنها تتحدث عن مشكلة "بيت ثقافة زنين" منذ أبريل 2011، ولم يستجب أحد. وأضافت الجبهة أنها كانت قد أصدرت بيانًا في أبريل من العام الماضي، اتهمت فيه كلا من محافظ الجيزة ووزير الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة، بتقاعسهم عن أداء دورهم، في الحفاظ على قصور الثقافة التي تتعرض للإهمال الشديد والسرقة، وتضمن البيان تقريرًا حول بيت ثقافة أوسيم، وبيت ثقافة كرداسة، وبيت ثقافة زنين، ومكتبة أحمد عرابي لثقافة الطفل، ومركز ثقافة الطفل بالمنيرة الغربية. وكانت قد أشارت إلى بيت ثقافة زنين على الرغم من اتساع مساحة الموقع، فإن المبنى متهالك وغير صالح للاستخدام، وقد قامت الهيئة بإغلاق الموقع لمدة تزيد عن السنة ونصف السنة، ثم عادت لتفتتحه شكلًا دون أية تجهيزات، وبمناضد وكراسي متهالكة ومكسرة، وموقع تسكنه الفئران والعناكب والزواحف. وتساءلت الجبهة: ما الذي استندت عليه الهيئة عند إغلاقها للموقع؟ وما الذي دعاها إلى افتتاحه دون تجهيزات حقيقية؟. كما أشارت الجبهة إلى الردود غير المسئولة لمدير عام فرع ثقافة الجيزة، عبده الزراع، إذ اعتاد أن يرد على الجبهة وأعضائها ب"هو أنا اللى هأحل، الموضوع أكبر مني، إذا كان رئيس الهيئة ما اهتمش بالموضوع هاهتم أنا"، فضلاً عن عدم المبالاة "قدامكو مكتب الوزير اعتصموا فيه"، أو التحجج بحجج واهية "الواحد عنده مشاكل كتير..الظرف مش مساعد". وجميعها يثبت فشل الهيئة وموظفيها في ممارسة دورهم في الدفاع عن المواقع الثقافية.