* التونسيون يسمون بن علي “تشاوشيسكو الكثبان الرملية” * صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”: سلطة بن علي لم تختلف عن دكتاتورية رومانيا الصلبة * راين نيكار تسايتونغ: كل التنازلات التي أُجبر عليها الحاكم المستبد جاءت متأخرة * تاغستسايتونغ: الآن يمكن لفناء أوربا أن ينعم بالهدوء إعداد – محمد كساب: ركزت الصحف الألمانية الصادرة اليوم السبت، على التطورات الجارية في تونس لاسيما بعد أن دفعت الاحتجاجات الدموية زين العابدين بن علي إلى مغادرة البلاد، مؤكدة أن هذه التغييرات تعد فرصة حقيقية لأوروبا لدعم المجتمع المدني في تونس. ومن جهتها قالت صحيفة “راين نيكار تسايتونغ” الصادرة في مدينة هايدلبيرغ، ” إن توق الحشود الواسعة للحرية والعدالة أنتصر مرة أخرى على قمع الدكتاتورية، وتحدى الشعب التونسي سلطة الأجهزة الأمنية وفاز في اختبار القوة على رئيسه بن علي، وكل التنازلات التي أُجبر عليها الحاكم المستبد في نهاية الأمر، جاءت متأخرة، لأن الاحتجاج كان يتوجه بشكل متزايد نحو شخص الحاكم، الذي كان يتحمل بشكل قطعي المسؤولية عن مشاكل هذا البلد .. ولم يستطع بن علي أن يجسد بداية جديدة جديرة بالتصديق ..”. وأضافت الصحيفة الألمانية “الآن سيتمتع التونسيون للمرة الأولى بطعم التغطية الإعلامية الخالية من الرقابة، وربما بطعم الانتخابات النزيهة الحرة أيضاً، لكن يبقى من غير الواضح تماماً بعد، كيف ستسير الأمور بعد ذلك، إذ لا تكاد توجد قوى معارضة في هذا البلد، كما لا يمكن لأي حكومة جديدة أن تقوم في ليلة وضحاها بالتغلب على المشاكل الاجتماعية في هذا البلد، التي أطلقت الشرارة الأولى لحركة الاحتجاجات “، مؤكدة أن “الأمر سيكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى صبر التونسيين على حدوث تغييرات” وأنه ما “علي المرء إلا أن يأمل في عدم انخداعهم بالوعود الكاذبة للجماعات الإسلاموية، التي يمكن أن تتزاحم على تونس بحجة المنقذ المفترض”. أما صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” فعلقت بالقول: “أصبح التونسيون يسمون الرئيس زين العابدين بن علي تندراً “تشاوتشيسكو الكثبان الرملية”، لأن سلطته بدت لا تختلف عن دكتاتورية رومانيا الصلبة التي كانت لا تتزعزع آنذاك .. تحدث بن علي بعد الاضطرابات الدامية عن “الديمقراطية”، كما تحدث عنها عند توليه منصبه قبل 23 عاماً، لكن بعد فترة قصيرة من الانفتاح جعل رجل المخابرات السابق من بلاده دولة بوليسية بكل المقاييس، ولطالما كرر بن علي القول: أن أعلم بكل شيء ومطلع على كل مجريات الأمور”، إلا أنه يبدو أنه لم يكن يعرف أن شعبه قد ضاق ذراعاً بنظامه”. بينما اعتبرت صحيفة “ميتل دويتشه تسايتونغ” الصادرة في مدينة هاله أن الوقت مازال مبكرً للاحتفال، وأن هناك أسئلة مهمة ما زالت من دون إجابة حتى الآن: كيف ستسير الأمور الآن؟”، متسائلة عن مدى إشراك المعارضة في حكومة انتقالية وإجراء انتخابات مبكرة وسيطرة الجنرالات والإصلاحات الديمقراطية، خاصة أن الرسالة التي وجهتها حركة الاحتجاجات التي نزلت إلى الشارع لا تقبل اللبس: الشعب لم يعد يثق بوعود الحكومة .. إنه يريد بعد 23 عاماً من دكتاتورية الحديد والنار أكثر من الكلمات الدافئة، إنه يريد تغييراً جذرياً للأوضاع”. صحيفة “تاغستسايتونغ” هي الأخرى أدلت بدلوها تجاه ما شهدته تونس، مشيرة إلى أن الطلاب والمثقفين والعمال والفنانين والأمهات والآباء هم من جعل النظام التونسي يتداعى. وتابعت: إن من ثار عليه هو المجتمع بأكمله، مجتمع أصيب بالضعف بسبب عقود من القمع، لكن أفراده يتمتعون بتعليم عال، مجتمع متنور ومطلع على الكثير من الأشياء بفضل وسائل الإعلام الجديدة. وأوضحت الصحيفة أن ما يلفت الانتباه كم صمت ساسة أوروبا والمفوضية الأوروبية على القمع في تونس ولم يهتم أحد في أوروبا بالوجه القبيح لهذه الدكتاتورية، حيث “جُمل هذا الوجه من أجل ضمان سير الصفقات والاستثمارات، لافتة إلي أنه إذا كانت فرنسا وإيطاليا وألمانيا تراعي علاقاتها الاقتصادية الجيدة بتونس، فإنه من الآن يجب على أوروبا أن تدعم المجتمع المدني، ليس من أجل إنصاف مبادئها المتعلقة بالديمقراطية والحرية فقط، بعيداً عن حرية التجارة، وإنما لأنه مكسب سياسي أيضاً، مختتمة تقريرها بقولها يمكن “لفناء أوروبا” أن ينعم بالهدوء، مثلما سيكون له تأثير دلالي في المنطقة بأكملها، من المغرب إلى سوريا. مواضيع ذات صلة 1. جنازات قتلى انتفاضة البطالة في تونس تشعل الاحتجاجات ضد النظام 2. حملة البرادعي تحيي “انتفاضة شعب تونس” .. وحملة حمدين تدعو لمظاهرة تضامنية الأحد 3. انتفاضة البطالة تتصاعد في تونس.. والشرطة تفتح النار على المتظاهرين وتقتل4 مواطنين 4. انتفاضة تونس في صحف السبت : المعارضة والمستقلة تتحدث عن “هروب بن علي”.. والقومية تتكلم عن الفوضى وتخلى الرئيس عن السلطة 5. سويس إنفو: العدالة الاقتصادية في المنطقة العربية “قاصرة” .. ومصر وسوريا ولبنان والأردن مرشحة لاحتجاجات مثل تونس