أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن قطر أصبحت لديها "فورة" من الصفقات في جميع أنحاء أوروبا، وتصدرت عناوين الصحف "الغربية" في الأشهر الأخيرة، وتقود أيضا مهمة استحواذ في الشرق الأوسط، حيث انتهت من أكبر عملية شراء في المنطقة حتى الآن. وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه بينما تراجع اهتمام الغرب بالاستحواذ في الشرق الأوسط بسبب الأزمة المالية والاضطرابات السياسية، جاءت قطر إلى المقدمة، واستثمار دولارات الغاز القطري في الاستفادة من فرص شراء جذابة. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد عمليات الاستحواذ في الشرق الأوسط من قبل الغرب ازدادت ولكن بمقدار أقل منها قبل انطلاق الأزمة في 2006 و 2007، مما يشير إلى تفتتها أكثر، ويهيء الأمور لبيئة أكثر صحية للصفقات الإقليمية. يقول مكرم عازار، نائب رئيس الاستثمار المصرفي العالمي في بنك باركليز، أن "نشاط الاندماج والاستحواذ ازداد هذا العام". وللمرة الأولى في التاريخ الحديث تكون الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط أكثر قيمة من استثمارات الشرق الأوسط خارج المنطقة، مما يعكس ميل قديم يرى أن الاستحواذات الخارجية من قبل الصناديق المالية ذات السيادة تقزمت أمام الصفقات الواردة. وبحسب الصحيفة, فإنه بعد بداية الربيع العربي، أعادت دول الخليج تقييم أولوياتها في خطط نفقاتها وأصبحت تركز بشكل كبير على الاستثمارات الداخلية، في محاولة لاسترضاء مواطنيها، قطر التي يبلغ تعداد سكانها 300000 مواطن، كانت مجالا أكبر لتواصل مشترياتها العالمية. ونقلت الصحيفة عن أشوك آرام، الرئيس التنفيذي لبنك دويتشه الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا "كل الأمور موضوعة في الاعتبار، المنطقة لاتزال تعرض توقعات نمو ثابت يدفعها عوامل تجارية وديموجرافية" وأضاف أن "العديد من اللاعبين الدوليين الذين يزالون يستثمرون في المنطقة يتطلعون إلى معالجة التوازن و نتوقع أن يستمر هذا الاتجاه" وقالت الصحيفة أن الصفقات في المنطقة تتجدد، بينما يتقلص حجم المعاملات عموما، ودعمت قطر هذا الاتجاه، فقطر تيليكوم اشترت "وطنية" في الكويت في أكبر صفقة اتصالات في منطقة الشرق الأوسط منذ سبتمبر 2009، في القطاع الذي تسيطر عليه أحجام الزيادة. وأشارت الصحيفة إلى صفقة أبرمتها قطر القابضة الذراع الاستثماري المباشر لصندوق الثروة السيادية القطري، أخذت حصصا في شركات من إجمالي إنتاج النفط إلى متاجر مجوهرات فاخرة للتجزئة تيفاني في أمريكا وإكستراتا، وشركة تعدين في وسط اقتراح اندماج مثير للجدل. باركليز الذي قدم المشورة حول استحواذ قطر القابضة على حصة 20 % في "بي إيه إيه"، مالك مطار هيثرو، وتقود استثمارات إقليمية مقدرة ب4.7 مليون دولار ، وتبعها جولدما ساكس بملغ 3.7 بليون دولار في 3.5 بليون دولار، وفقا لبيانات ديلوجيك، فقطر القابضة تملك حصصا في كل من بنك باركليز وكريدي سويس. وختمت الصحيفة بأن عمليات الاستحواذ في الشرق الأوسط – من بين العالم كله – تمثل 3.8 % من مجموع حجم الاستحواذ المستهدف في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ويصادف هذا العام المرة الثانية التي تسجل استهداف الشرق الأوسط وتعداها إلى أفريقيا. بعد بداية الربيع العربي ركزت دول الخليج في الاستثمارات الداخلية لاسترضاء مواطنيها