جاء استحواذ قطر القابضة على سلسلة هارودز البريطانية مقابل 1.5 مليار جنيه إسترلينى والتابعة لرجل الأعمال المصرى محمد الفايد، ليضيف مزيداً من تواجد استثمارات الإمارة القطرية فى إنجلترا. وتأسست قطر القابضة كذراع استثمارية للأسرة الحاكمة فى إمارة قطر فى العام 2005، لتقوية مركزها المالى. وتعتبر مجموعة قطر القابضة الفرع الرئيسى للصندوق السيادى القطرى، سلطة قطر للاستثمار، المكلفة باستثمار وإدارة الموارد الهائلة للنفط والغاز فى الدولة الخليجية الغنية الصغيرة وتنويع محفظتها. ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، عن محمد السيد، الرئيس التنفيذى لقطر القابضة، قوله إن الاستحواذ على هارودز يأتى ضمن خطة وضعتها الشركة لشراء كبرى الشركات العالمية. وقالت الصحيفة إنه منذ تولى محمد السيد رئاسة الشركة عام 2008، وهو يحاول الاستفادة من آثار الأزمة المالية العالمية بالاستحواذ على أسهم عدة شركات عالمية مثل باركليز وكريدى سويس وبورش وفولكس فاجن ومجموعة كنارى وارف، وسلسلة متاجر التجزئة سينسبرى وبورصة لندن. وعلق كين كوستا، رئيس لازارد العالمية، وسيط الصفقة، بأنه تم اختيار قطر القابضة من بين العروض المقدمة لأنها تمتلك الرؤية طويلة الأجل لتطوير السلسلة البريطانية، لتصبح بذلك خامس مالك للسلسلة منذ إنشائها عام 1840. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية البيع حققت عائداً جيداً للفايد الذى اشترى السلسلة عام 85 مقابل 615 مليون جنية استرلينى. من جانبها، ذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية أن مستثمرى الأسواق الناشئة فى الطريق إلى أوروبا لأنها تملك الفرص المهمة، حسب تصريحات ل«لوكا سولكا»، المحلل الاقتصادى بمركز ستانفورد. وقامت الصناديق السيادية فى كل من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا بزيادة أصولها بنسبة 19% خلال الشهور التسعة الأولى من 2009، وفق دراسات. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى الذى يشغل منصب وزير الخارجية أيضاً فى مارس أن الصندوق استثمر ثلاثين مليار دولار فى 2009، وينوى استثمار مبلغ مماثل فى2010. وتقدر موجودات قطر القابضة ب 65 مليار يورو، حسب معهد «إس دبليو إف».
مثير للجدل ووصفت صحيفة "التليجراف" البريطانية رجل الأعمال المصرى محمد الفايد بأنه شخصية لامعة استطاعت جذب الانتباه وإثارة الجدل لمدة 4 عقود فى المجتمع الإنجليزى، منذ هجرته إلى بريطانيا عام 1970. ورغم الإقامة الطويلة للفايد فى بريطانيا فإن طلباته المتعددة للحصول على الجنسية الإنجليزية تم رفضها. وأصبح الفايد محل الجدل عندما خاض العديد من المعارك الاقتصادية مع رجال الأعمال، والسياسية مع الأسرة المالكة فى بريطانيا التى وصف أفرادها بالنازيين «على خلفية مقتل نجله عماد والأميرة ديانا، أميرة ويلز، فى باريس». وردت الأسرة المالكة على الاتهام بسحب الشعار الملكى الذى ارتبط ب«هارودز» لعقود طويلة. وولد الفايد فى مدينة الإسكندرية، لأب يعمل مدرساً وبدأ حياته العملية كبائع للمشروبات فى الشوارع، وبائع لماكينات الخياطة، قبل أن ينتقل للعمل لدى رجل الأعمال العربى عدنان خاشقجى فى الاستيراد. وانتقل الفايد بعد ذلك للعمل كمستشار لسلطان بروناى «حسن بلقية»، أحد أغنياء العالم، قبل أن يهاجر إلى بريطانيا ويقدم على شراء فندق ريتز كارلتون فى باريس عام 1979، بالشراكة مع شقيقه «على».