من العاقل الذي يرضى أن يتم إفساد كل مادة إعلامية بوضع هذه الفواصل الإعلانية داخلها؟ .. من العاقل الذي يرضى أن يجري هلهلة كل فيلم مثلا بفواصل إعلانية تبلغ في بعض القنوات ضعف المدة المعروضة منه؟! من يوافق على أن يتم إفساد منتج إعلامي جرى إنتاجه ليشاهد كاملا بشكل خطي لا يقطعه أو يمزق أوصاله شيء؟!من العاقل الذي يرضى أن يمسك بالريموت كنترول في يده حتى يجري إلى أي قناة أخرى ريثما تنتهي فترة التعذيب المسماة بالفاصل الإعلاني .. والتي تعاد فيها الإعلانات خاصة إعلانات "بير السلم" رخيصة التكلفة بشكل يهدد كل مشاهد بانهيار عصبي؟! سوف يقول المتنطعون من ملاك القنوات: دي حتى أمريكا عندها فواصل إعلانية .. ونقول لهم وهل إعلامنا مثل إعلام أمريكا؟! .. وهل لو فعل الإعلام الأمريكي أي شئ فاسد .. سيكون هذا مسوغا لتقليده عندنا؟! .. ولماذا لا نقلد تجارب بعض البلدان المتقدمة الأخرى كفرنسا والسويد وفنلندا التي قننت فترات الإعلانات؟! إن هذا الكم من الإعلانات التي تقطع المواد الإعلامية هي وسيلة فاتت على هتلر أن يستخدمها في معسكرات الاعتقال النازية .. لأنه لم يوجد تليفزيون آنذاك .. وهي جريمة إعلامية يحق أن نبدأ بالدعوة إلى وقفها أو تقنينها (فاصلان فقط في الساعة مدة كل واحد دقيقتين .. والحلول كثيرة .. المهم الاقتناع أن ما يجرى هو مسخرة أو مهزلة لا بد أن تنتهي).هذه دعوة جادة كي نقول لملاك القنوات الفضائية المصرية والعربية .. كفى .. كفى استهتارا بالمشاهدين .. كفى تعذيبا لهم .. كفاية حرصا على مراكمة الإرباح دون أدني اعتبار للمسئولية الاجتماعية .. لا يملك أغلب المشاهدين القدرة الشرائية كي يذهبوا إلى (أو إس إن) أو أوربت شوتايم .. حتى يتمتعوا بأفلام كاملة غير مهلهلة أو ممزقة الأوصال .. وليس ذنب الفقير أن يجازى على فقره باستغفاله وتقديم مواد إعلامية ممزقة له .. حقيقي .. كفاية كده يا أحفاد أشعب .. !! الأستاذ المشارك بكلية الإعلام جامعة القاهرة Comment *