في أثناء عرض مسلسل (خاتم سليمان) علي إحدي القنوات الفضائية الخاصة وفي لحظات شجن عالية المشاعر توحد خلالها المشاهد مع أحداثه كانت المفاجأة عندما قطعت القناة مشهدين متلازمين في عرضهما معا بإعلانات وبروموهات لمسلسلات أخري في صورة صارخة تكشف. عدم احترامها له ولا لحالة التوحد التامة التي كان يعيشها مع الأحداث ولا لغضبه من الإستخفاف به من تلك القناة أو غيرها والذي يفتح ملف العلاقة المشاهد والقنوات التليفزيونية, والتي يقول عنها المخرج والكاتب السينمائي د.مدكور ثابت رئيس أكاديمية الفنون الأسبق إنها يجب أن تكون قائمة علي إحترام القنوات للمشاهد وهو ما لا يحدث في الفترة الحالية خاصة في شهر رمضان الذي تسعي خلاله كل قناة لتحقيق أعلي نسبة من المكاسب المالية عن طريق عرض الإعلانات بكثافة بين أحداث المسلسلات التي تجذب المشاهد غير مهتمة بحالة الضيق التي تصيبه أو رفضه لها ولا حتي لحالة الاحتجاج الدائمة من صناع الدراما علي ما تفعله تلك القنوات الفضائية ظنا من المسئولين عنها أن المشاهد عديم الحيلة مع قنواتهم, لذلك أدعوه إلي مقاطعتها كما أفعل و متابعة القنوات الأقل في عرض الإعلانات والأكثر احتراما للمشاهد أو التحول إلي القنوات المشفرة ذات الاشتراكات الرخيصة المتوافرة حاليا والتي لا تسقط في حالة تعمد (هلهلة) المسلسل وعرضه ممزقا من أجل مزيد من الإعلانات مع التضحية بالمشاهد نفسه. أما د.حسن عماد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة بالإنابة فيري أن الإعلانات تمثل مصدر دخل علي درجة عالية من الأهمية للقنوات الفضائية ولذلك تسعي لزيادتها بعيدا عن التفكير في جذب المشاهد الذي من المفترض أنه سوف يتابعها في حين أنه يهرب منها و من القناة ذاتها إذا زادت عن الحدود المقبولة لديه, و في ظل غياب ضوابط تنظم العمل الإعلامي في مصر حاليا تخترق الفواصل الكثيرة- بما تشمله من إعلانات وبروموهات- أحداث المسلسلات التي تعرضها تلك الفضائيات فتتحقق لها خسائر كبيرة نظرا لهروب المشاهد منها تصيبها بحالة من التخبط بسبب غياب المعايير التي تحكم أداءها مما يؤدي إلي الإنهيار الشامل في مستوي الإعلام الفضائي المصري بصفة عامة, لذلك أتمني أن يتم وضع ضوابط للإرتقاء بأداء الفضائيات المصرية الحكومية والخاصة من خلال ميثاق شرف تضعه لجنة عليا تعمل كل بنوده علي جذب المشاهد عن طريق شاشات تحترمه وتعرف تماما أنها بدونه لن يكون لها وجود.