تحدى الشاعر الكبير حلمي سالم مرضه بسرطان الرئة رغم تدهور حالته ونقله قبل يومين فقط لمستشفي القوات المسلحة, وأصر على حضور الأمسية الشعرية التي أقيمت للاحتفاء بديوانه الأخير "معجزة التنفس", رغم تحذير الأطباء له مما اضطره لكتابة إقرار بالمسئولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية, وعلق سالم على موقفه قائلا:" الشعر يشفي أفضل من ألف جلسة كيماوي". وقرأ سالم على الحضور ديوانه كاملا والذي يدور عن تجربته مع المرض, وقال الشاعر إن ديوانه يصف سرطان الرئة بالفأر الذي يقرض من مائدة, وسط جو ساخر من المرض, ومحكوم بالأمل -على حد وصفه-. ووصف سالم تجربة المرض بالامتحان الملون قائلا " ادخل امتحانك الملون كي تخرج أخ للياسمين"، مضيفا سأعتبر نفسي لصا وأنانيا إن مت على سريري الوثير بالمستشفي لأن غيري مات مسحولا في ميادين مصر، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية مرحلة الكرابيج, واصفا إياها بكرابيج الكاب والعمة. وعلق الناشط السياسي بهاء الدين شعبان على ديوان "معجزة التنفس" قائلا إن بوصلة الشاعر أكثر صدقا من بوصلة السياسي و سالم الشاعر هو قائدي السياسي, وأضاف شعبان أنه لابد من الدفاع عن قوة مصر الناعمة وهم المبدعين والأدباء والفنانين الذين يتعرضون لخطر جسيم من تيارات بعينها. وقال الناقد أحمد حسن إن سالم هو العدو الأول للوصاية بكل أشكالها, لأن شاعرية سالم تنبع من روحه المتمردة القلقة التي تؤكد ذاته المتحررة المتطلعة لعالم أكثر إنسانية. وأضاف حسن أن سالم في استحضاره للمرض استعان بنص بدر شاكر السياب "أيوب وديوان أمل دنقل" أوراق الغرفة 8" لتتقاطع هذه التجارب مع تجربته الذاتية لتخرج لنا ديوانا شعريا متميزا لتجربة إنسانية لمبدع مع أو ضد المرض, بالإضافة إلي أن أسلوب سالم يتميز بأنه السهل الممتنع الذي يمكنه أن يصل إلي ابسط الناس لأن لديه ثقافة موسوعية ضفرها مع الموروث الديني والشعبي . يذكر أن الأمسية الشعرية شهدت حضور عدد كبير من محبي الشاعر الكبير وأصدقائه المقربين أمثال الكاتبة فريدة النقاش, والشاعرة إيمان المرسال, والصحفية المقربة منه غادة نبيل وعدد كبير من النقاد المصريين والعرب. حلمي: اعتبر نفسي"لصا" و"أنانيا" إن مت على سرير وثير وغيري سحلوا في الميادين بهاء الدين شعبان: سالم الشاعر هو قائدي السياسي.. والناقد أحمد حسن: روحه المتمردة العدو الأول للوصاية