أسدل الستار علي الانتخابات الرئاسية , وفاز الدكتور محمد مرسي – بما له وبما عليه – بمنصب رئيس الجمهورية , وتحسست ثوره 25 يناير أولي نتائج نجاحها بعد إسقاط رئيس النظام السابق وبعض من رجالاته بان اختار الشعب المصري رئيسه بإرادته الحرة بعيدا عن أي تزيف أو تزوير كما هو معلن . لقد عاش المواطن المصري هذا المشهد الانتخابي لرئاسة الجمهورية – والذي استمر ما يربوا عن شهرين , وما سبقتها من انتخابات برلمانيه - في حاله من الاستقطاب والانقسام لم تراها البلاد علي مدار تاريخها الحديث. فقد مارس النظام السابق حاله من التجريف المتعمد للعقل المصري , وحاول جاهدا أن يقزم وعيه السياسي حتى أصبح الحديث في الشئون السياسية أو انتقاض عورات الحكم في البلاد في ذلك الوقت بمثابة احدي الكبائر السياسية الوطنية والتي تستوجب علي صاحبه أن يواجهه عقوبات رادعه من سجن وقمع وترويع !!! وكان لهذا المناخ من التخويف من ممارسه أي نشاط سياسي بل وحتى الحديث بالسلب عن الأوضاع السياسية السبب المباشر لعزوف غالبيه الشعب المصري عن المشهد السياسي عامه , واكتفوا بالانغماس في حياتهم المعيشية ومواجهه الصعوبات الحياتية والتي كان يضعها النظام الحاكم في حينها لهم حتى يظلوا مشغولون بأمورهم الخاصة عن حقوقهم السياسية والاجتماعية . الديمقراطية هي تعلم , والتعلم يأتي من الممارسة , وفي بداية أي ممارسه تحدث الأخطاء , ومن الأخطاء يزداد الوعي والإدراك . فمن العبث أن نحكم الآن علي تجربتنا الديمقراطية وعلي اختيارات الشعب المصري فنخن مازالتا في بداية الطريق ونتلمس أولي خطواتنا نحو الديمقراطية فاحتمال الخطاء وارد , ولكن علينا أن نتحمل مسئوليه اختياراتنا , وان نستوعب ونعي من أخطاءنا حتى نتجنب تلك الأخطاء في المستقبل . الشعب المصري اختار رئيسه لأول مره في تاريخه , حتى ولو كان فوز الرئيس بالمنصب بنسبه تجاوزت 50 في المئه بقليل , فعلينا جميعا الوقوف خلفه ومعاونته علي النضال السلمي من اجل انتزاع باقي صلاحياته المنزوعة من قبل المجلس العسكري , حتى نستطيع أن نحاسبه في المستقبل علي أي تقصير أو مواربة عن الطريق الصحيح . يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت " , ففي الفترة ألراهنه نحن نحتاج إلي التخلق بفضيلة الصمت , وان نعطي للرئيس المنتخب فرصه العمل في جو هادئ وملائم , وان نبتعد عن تصيد الأخطاء , وان نمهله فتره من ثلاث إلي ستة أشهر نبتعد فيها عن نقضه أو الضغط عليه , وان نراقبه بصمت وندرس أفعاله بتمعن ونحلل مواقفه بموضوعيه , ثم نواجهه بعد ذلك بعد أن يكون أخد فرصته كأمله , فننقض أفعاله وقراراته السلبية , ونشد علي يده ونشجعه علي أفعاله وقراراته الايجابية . نحن الآن نحتاج إلي فتره من النقاهة الاجتماعية نرمم فيها شقوق ملئت بنيانا الاجتماعي , نحتاج إلي اللحمة من جديد والي التوافق والتشارك , فإذا كنا أخطائنا بعض الشئ في ممارستنا لديمقراطيتنا الوليدة , فالآن علينا إصلاح أخطائنا , وان نرتدي جميعا ثوب الوطن ولا نقصي أحدا فجميعنا يعيش مشكلات هذه المجتمع ونتألم بآلامه ونفرح بفرحه . أما القوه الثورية فهم قلب الوطن النابض وهم بوصله المجتمع , فهم عليهم في المرحلة المقبلة دور الحارس للثورة ومبادئها , فبمدي قدرتهم علي الحشد الشعبي سيكون دورهم في الأيام القادمة , فهم سيكونوا الحائط الصد لأي محاوله لانحراف من قبل السلطة الحاكمة عن الطريق الذي رسمته الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعيه , فالميدان سيظل ميزان للأفعال , والثوار سيظلوا قلوب واعية مترقبة مقوضه لأي انحراف عن المسار , ومشجعه لأي خطوات حقيقية علي الطريق الصحيح . وفي النهاية أحب أن أقول لرئيس مصر المنتخب وأنت تدخل إلي قصر الرئاسة تذكر , كم قطره دم أسيلت , وكم مقلة عين صفيت , وكم قلب لوع لفقد ابن أو عزيز , وكم شاب ارتدي كفنه قبل أن يرتدي بدله عرسه حتى وصلت لهذا المكان وهذه المكانة , فهولاء جميعا أمانه في رقبتك وحقوقهم سوف تسال عليها أمام الله سبحانه وتعالي وأمام الناس , أقول أيضا أن هذا الشعب الذي قدم هذه التضحيات لن يسمح مره أخري بمن يزور إرادته , ويزيف وعيه ,ويهين كرامته , فلتكن رئيس لكل مصري حتى نرسم جميعا خريطة المستقبل , فلن نعبر هذه المرحلة الحرجة إلا بتكاتف جميع الأيادي , وتالف كل القلوب , وتقارب الأهداف والروئ . [email protected] Comment *