ألف مبروك لمحمد مرسي الرئيس الذي جاءت به التحالفات والغرف المغلقة واستغلال الدين تارة والثورة تارة أخرى ليمثل كل هذه النقائض المشوهة التي تفقد لكل شيء طعمه. الإخوان تلك الجماعة التي لا لون لها ولا رائحة ولا طعم، لا تعطيك الفرصة لتكرهها بحق أو تعشقها بحق، وقوفهم على الحياد واستخدامهم أكثر من لغة يجعلك لا تنحاز إليها وتتردد وأنت تنحاز عليها، خطاب مرسي كان متوقعا في خطوطه العريضة الإخوان من بداية الثورة شارك شبابها وامتنعت رسميا عن المشاركة في 25 يناير حتى 28 يناير، شبابها كانوا يسحلون ويقتلون وكبارها يجلسون مع عمر سليمان حتى ينالوا الشرعية منه، وبعد نجاح الثورة في إسقاط مبارك وضعوا أيديهم في أيدي العسكر ليس تماما فهم لم يتورطوا في أي من الدماء التي سالت – باستثناء صمتهم المشين – ولكنهم لم يدافعوا عنها، لذا كان لزاما على مرسي أن يشكر الجميع الجيش والشرطة من جهة والشباب من جهة أخرى. لم تغضب جماعة الإخوان أحدا اللهم إلا شباب الثورة الطيب المتسامح انبطحت للعسكر عندما شكروها على حمايتها للثورة في الليلة الأولى في افتتاح البرلمان، وانبطحت لأمريكا في زيارتها لها وهم يقدمون خالص الاعتذارات على إغلاق مكاتبهم في مصر، وانبطحوا للسعودية اعتذارا عما بدر من الثوار في الدفاع عن الجيزاوي التي تعاقبه السعودية على وقوفه ضدها ودفاعه عن ضحايا نظامها من أخوتنا المصريين، طبعا هم لم ينبطحوا للثوار لماذا ؟ المحلل النفسي آريك فروم في كتابه النفسي السياسي "الخوف من الحرية" يرى أن الشخصيات – أو الجماعات – المستبدة بداخلها لذة عندما تستبد بالآخرين وتؤلمهم "السادية"، هذه الجماعات تحمل في داخلها أيضا "المازوشية" التلذذ بإيذاء النفس من الغير، إن كثيرا من دولنا المستبدة تجعدها صاغرة أمام قوى أخرى تمارس عليها استبدادا أشد، وفي هذا السلوك مؤشر خطر لقد ألحقت الجماعة أذى نفسيا واستبدادا معنويا بالثوار فكثيرا ما اتهموهم في مجلس الوزراء على صفحات صحفها الرسمية بالعمالة والمخربين – خاصة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين – هذه النفس الضعيفة التي تتلذذ بإيلامنا هي ذاتها التي تتلذذ بإيلام السعودية وأمريكا والعسكري لها. رئيس مصر لا يمثلني لأنه ليس صاحب مبدأ أو على الأقل رؤية سياسية نستطيع أن ننتخبه أو لا على أساسها، حتى دعايته تتغير فعندما وقف أمام مرسي حمدين صباحي وأبو الفتوح رأينا دعاية دينية محافظة جدا لمرسي وعندما وقف أمام شفيق فإذا بالدعاية تخلع ثوب الدين لتلبس "تي شيرت" الثورة، ولا ندري أي زي سيرتديه مرسي وجماعته بعد توليه الرئاسة.- لعلهم سيلبسون الزيين حتى لا يغضبوا أحدا - رئيس مصر لا يمثلني لأن الثورة جاءت وأخذت معها كل ما يفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان إنها اللحظة التي تشعر بآدميتك وتتواصل مع إنسانية غيرك بعيدا عن تحيزات الدين والطائفة وغيرها، أما جماعة الإخوان فهي منذ الاستفتاء المشئوم وهي تلعب على وتر الدين والحشد الطائفي لقد كسرت جماعة الإخوان بانتهازيتها وعشقها للسلطة حالة من أجمل حالات ثورتنا لقد شعر لأول مرة مسيحيون ولادينيون وبهائيون أنهم مصريون ومصريون فقط، للدرجة التي فكر فيها عدد من الغير مسلمين الانضمام للجماعة – قبل الاستفتاء المشؤوم – إعجابا بنظامهم ووطنيتهم في الميدان، وتبخر كل ذلك من أجل كراسيهم. مرسي لا يمثلني لأن جماعة الإخوان تعير انتباها لأمريكا والعسكر والسعودية تتقرب إليهم وتخشى غضبهم في حين أنهم لم يتورعوا على إنزال لعناتهم علينا نحن شركاء الميدان وما حادث مجلس الوزراء ومحمد محمود ومذبحة الألتراس ببعيدة، الإخوان استبعدوا الشعب والثورة كمركز قوة وتهافتوا على مراكز القوى الأخرى. وأقول ألف مبروك لمرسي لأننا لم نكن لنقبل إطلاقا بشفيق الفاسد المتورط، ألف مبروك لأن هناك أصوات وثقت فيه واكتسب شرعيته منها، هذه الأصوات ستبقى بعد أن يزول مرسي وغيره وهي أساس الشرعية وجوهرها. ألف مبروك لمحمد مرسي رئيس مصر الذي لا يمثلني. Comment *