فرج فوده.. هو ذاك المفكر المصري الذي اتفقنا أو اختلفنا على أفكاره لا يحل لنا تأييد اغتياله وقتله، خاصة إن كان القتل مشفوعا باتهامه بالكفر، وهى التهمة التي بررها من أصدروا فتوى قتله بما تناولته كتبه من أفكار، ولكنك ستفاجأ حتما حين تعرف أن رد القاتل حول أسباب قتله هي أنه "كافر"، وحين يسأل عن أي كتبه أشعرته بأنه كافر فيجيب بأنه لم يقرأ كتبه لأنه أصلا لا يقرأ ولا يكتب، هنا يستغل الفقر والجهل لنصرة دين يمسه القتل أكثر مما تمسه الأفكار وإن شذ بعضها. فرج فوده كاتب ومفكر مصري من مواليد 1945، حصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، وتم اغتياله في 8 يونيو 1992، وأثارت كتابات فوده جدلا واسعا بين المثقفين ورجال الدين، وكان من بين المطالبين بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لا شأن لها بالدين، وانتقد التطرف الإسلامي، وعارض فكرة الدولة الإسلامية، وطالب بوقف سلطة رجال الدين على الدولة خاصة الشئون الدنيوية، وأكد في كتاباته على إسلامه وأن صراعه مع الإسلاميين صراع سياسي وليس صراع ديني. وكان من أشهر كتب فوده "الحقيقة الغائبة" و"زواج المتعة" و"حوارات حول الشريعة" و"الطائفية إلى أين" و"الملعوب" و"قبل السقوط" و"حوار حول العلمانية" و"الإرهاب" و"النذير" و"حتى لا يكون كلاما في الهواء" وغيرها. حاول فوده تأسيس حزب "المستقبل"، وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى المصري، بينما طالبت جبهة علماء الأزهر التي تأسست في 1946 ، وشنت هجوما كبيرا عليه لجنة شئون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه. وأصدرت جبهة علماء الأزهر في 1992 بيانا بجريدة النور يتهم فوده بالكفر ويوجب قتله، وهو ما حدث بالفعل في 8 يونيو من ذات العام حيث قام شخصان على دراجة بخارية بإطلاق النار عليه وعلى ابنه وصديقه من بندقية آلية أمام مكتبه، وبينما أصيب صديقه وابنه بإصابات طفيفة، أصيب فرج فوده بإصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة. وبعد أن تمكن سائق فوده وأحد أفراد الأمن في القبض على الجناة تبين أن الجريمة جاءت بفتوى من شيوخ جماعة الجهاد وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وقالت دوريات إعلامية في ذلك الوقت أن القاتل سؤل عن سبب قتله ل فوده ، فرد " لأنه كافر"، فسأله المحقق عن أي الكتب التي عرف منها أنه كافر، فرد بأنه لم يقرأ كتبه وأنه لا يقرأ ولا يكتب. وفي المحكمة كانت الصدمة عندما جاءت شهادة الشيخ الغزالي لتبرأ من نفذوا حكم القتل في فوده . في الذكرى العشرين لاغتيال فوده تعود لهجة التكفير والتحريم لتعلو من جديد ، بحيث أصبح انتخاب أحدهم كفرا وانتخاب أخر طريق إلى الجنة، وتبنى وجهة نظر كفرا والأخرى هي الإيمان دون أن يكون للأمر رابط بكفر أو إيمان.. اعتبروا من اغتيال فوده. ءسألوا قاتله حول أسباب قتله فقال "كافر".. وكانت المفاجأة أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب فتوى قتله تقاسمها جبهة علماء الأزهر وشيوخ الجهاد و الشيخ عمر عبد الرحمن .. والغزالي برأ من نفذ القتل