انتخب البرلمان الألماني، اليوم الثلاثاء 6 مايو، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس، مستشاراً جديداً لألمانيا، وذلك بعد جولة ثانية من التصويت، إثر فشله في الحصول على الأصوات اللازمة خلال الجولة الأولى. وحصل ميرتس في جولة التصويت الثانية التي أُجريت على عجل، على أصوات 325 مشرعاً، متجاوزاً عتبة ال316 صوتاً المطلوبة لتولي منصب المستشار، في حين قد حصل على 310 أصوات فقط في الجولة الأولى، مما أدى إلى فشله في الفوز من الجولة الأولى. وتُعد هذه المرة الأولى في تاريخ ألمانيا التي يخفق فيها مرشح لمنصب المستشار في تصويت البوندستاج، بعد نجاح حزبه في الانتخابات العامة وإتمام مفاوضات الائتلاف الحاكم بنجاح. يذكر أن التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اللذين من المخطط أن يشكلا الحكومة الألمانية الجديدة، يمتلكان معاً 328 مقعداً في البرلمان. وبتولي ميرتس ذو ال69 عاماً منصب المستشار، يصبح أكبر مستشار ألماني سناً منذ كونراد أديناور، أول مستشار للجمهورية الألمانية الجديدة، الذي تولى المنصب عام 1949 وكان عمره آنذاك 73 عاماً. وفي يوم الاثنين، قبل تصويت البرلمان، وقّع ميرتس مع قادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي على اتفاق الائتلاف الذي يحدد خططهم للسنوات الأربع المقبلة، متعهداً بالتحرك سريعاً نحو إصلاح أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال ميرتس في تصريحات له: "ستكون لديكم حكومة عازمة على دفع ألمانيا إلى الأمام من خلال الإصلاحات والاستثمارات"، مضيفاً: "سيكون صوت الحكومة الجديدة مسموعاً في أوروبا والعالم"، وذلك بعد أن أدى انهيار الائتلاف الثلاثي للمستشار أولاف شولتز المنتهية ولايته في نوفمبر، إلى فراغ سياسي في قلب أوروبا. ويتطلع الائتلاف الجديد إلى إنعاش نمو اقتصاد البلاد في ظل تهديدات حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما يخططان لزيادة الإنفاق الدفاعي وسط توترات في حلف شمال الأطلسي. وفي سياق متصل، أعلن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني يوم الاثنين أن بوريس بيستوريوس (65 عاماً) سيستمر في منصبه وزيراً للدفاع، وذلك ضمن إعلان الحزب لمرشحيه للائتلاف الجديد في مزيج من الوجوه الجديدة والمعروفة.