كثيرا ما اعتبر علماء الدين منذ قديم الازل ان الفلسفة هى العدو الطبيعى للدين و المحرض الاساسى على الكفر و الخروج من الملة و من اشهر حوادث التكفير فى تاريخنا الاسلامى العريق حادثة تكفير القاضى الاندلسى ابو الوليد ابن رشد و ذلك بسبب كتاباته فى الفلسفة و تجراءه على معارضة الامام الغزالى و اصدار كتاب مضاد لكتاب الغزالى " تهافت الفلاسفة " فرد عليه بكتاب " تهافت التهافت " الامر الذى اثار حفيظة العديد من رجال الدين فى الاندلس و اخذوا يتربصون به حتى اصداره كتاب " شروح ارسطو " الذى شرح فيه فلسفة ارسطو . و من عجائب القدر ان يكفر ابن رشد بسبب خلافة مع الغزالى و يكفر فرج فودة بسبب خلافة مع الامام محمد الغزالى ،وليس الغزالى وحدة من اصطدم بهم فودة بل اصطدم ايضا بالشيخ عبد الحميد كشك والشيخ عمر عبد الرحمن و الشيخ صلاح ابو اسماعيل " والد مرشح الرئاسة المستبعد حازم صلاح ابو اسماعيل " . فرج فوده كاتب ومفكر مصري. ولد في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر. وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس ،و لديه ولدين وإبنتين، تم اغتياله على يد جماعة إرهابية آنذاك في 8 يونيو 1992 في القاهرة. نادى فرج فودة طوال حياته بالدولة المدنية وخروجالسياسة من عباءة الدين كى يستطيع المجتمع الوصول لمصاف المجتمعات الراقية المثقفة الامر الذى لم يعجب الكثير من علماء الدين حتى وصل الامر الى ان اكثر الجماعات الدينية وسطية وهى جبهة علماء الازهر تشن عليه هجوما كبيرا وصل لحد تكفيره واهدار دمه و بناء عليه اطلقت خليه ارهابية النيران عليه هو وابنه الصغير و صديقه وهو خارجا من مقر الجمعية المصرية للتنوير بمدينة نصر فاصيب فرج فودة باصابات خطيرة فى الكبد والامعاء بينما اصيب ابنه وصديقه باصابات طفيفة ، وتمكن سائقة وبعض المارة من القاء القبض على الجناه ، وحاول الاطباء فى المستشفى اسعاف فودة ولكن هيهات فرصاصات الجهل والهمجية ذات مفعول قوى من الصعب ايقافه اسلم فرج فودة روحه فى 8 يونيو عام 1992 . الغريب فى الامر انه بسؤال قاتل فرج فودة عن سبب قتله اجاب ان فرج فودة كافر ، فسأله القاضى وايا من كتبه اوصلك الى تلك القناعة ؟ اجاب انه لم يقرأ لفرج فودة مطلقا ولن يقرأ له لانه لايجيد القراءة و الكتابة و لكنه سمع من شيخه ان فرج فودة كافر ومهدر دمه . فرج فودة الذى ناقش فى كتبه العديد من القضايا الشائكة مثل زواج المتعة فى كتاب حمل نفس الاسم وكتاب الملعوب الذى ناقش فيه خطورة توظيف الاموال الذى كان نهر السيولة المادية للجماعات الاسلامية فى ذلك الوقت كما ناقش فوائد الدولة المدنية و ناقش قضايا الاقتصاد المصرى ولكن اخر كتبه الذى يعد احد اهم اسباب اغتياله وهو قبل السقوط حيث ناقش فيه فودة خطوة سيطرة رجال الدين على المجريات السياسية فى المجتمع الممصرى متنبأً ان السقوط قادم اذا لم يفصل الدين عن السياسة . و حصيلة اعمال فرج فودة الفكرية التى تعد درة فريدة فى الفلسفة والنهوض بالمجتمع و الاقتصاد ايضا 16 مؤلفا وهم : (الحقيقة الغائبة. زواج المتعة. حوارات حول الشريعة. الطائفية إلى أين؟ الملعوب. نكون أو لا نكون. الوفد والمستقبل. حتى لا يكون كلاما في الهواء. النذير. الإرهاب. حوار حول العلمانية. قبل السقوط.).