** يقول علماء التاريخ: «أينما وجدت آثار أقدام إنسان ستجد بجوارها آثار حافر الحصان». وتلك الجملة تختصر العلاقة بين الإنسان وبين الحصان. إلا أن مسابقات الفروسية تجسد تلك العلاقة فى ذكر الفارس والفرس فكلاهما هو البطل فى قفز السدود والترويض أو اختراق الضاحية، وتعد منافسات الفروسية من أمتع مسابقات الألعاب الأولمبية، لاسيما فى الترويض؛ حيث يخضع الجواد لتدريب شاق وخاص لضبط خطواته وتحركاته. وإذا كان الجواد العربى هو جوهرة الجياد بجماله ورشاقته وسرعته، فإن حصان القفز يختلف عنه فى الحجم والقوة، ويعد قفز السدود من المسابقات الشاقة؛ حيث يرتبط فيها الزمن بعدم وقوع أخطاء فى تجاوز السدود. ** كان حفل افتتاح بطولة العالم العسكرية للفروسية بمشاركة 20 دولة، فى العاصمة الإدارية، جميلا وراقيا، وهو ما عبر نيلتون جوميز رئيس المجلس الدولى للرياضة العسكرية «السيزم»، بقوله فى كلمته الافتتاحية للبطولة: «إنه لشرف كبير وفخر عظيم أن أرحب بكم جميعًا فى هذه النسخة من البطولة فى العاصمة الإدارية الجديد التى تعد رمز التقدم والازدهار والتى تمثل نموذجًا للمدينة الذكية الخضراء؛ حيث تجتمع أحدث التكنولوجيا مع أعلى معايير الاستدامة البيئية فى منافسات بطولة تمثل القيم المشتركة وتعد ملتقى الثقافات». ** السيزم، وهو اختصار المجلس الدولى للرياضة العسكرية، مؤسسة رياضية عسكرية تنظم العديد من البطولات فى مختلف الألعاب، وضم 140 دولة وتأسس فى نيس فى 18 فبراير عام 1948، وكنت حضرت فعاليات بطولة العالم العسكرية للملاكمة فى فنزويلا وبطولة العالم العسكرية لكرة القدم فى قطر وكذلك بطولة العالم العسكرية لكرة السلة فى سوريا ضمن تجارب عمل فى بدايات ممارسة مهنة الصحافة الرياضية. ** وتجدر الإشارة إلى فوز منتخب مصر العسكرى لكرة القدم ببطولة العالم خمس مرات فى أعوام: 1993، 1999، 2001، 2005، 2007. وجاء ثانيًا فى أعوام 1951، 2003، 2011. وفى المركز الثالث (3): فى أعوام 1955، 1956، 1987. ** الهدف الأساسى للسيزم هو تعزيز المنافسة الرياضية والتربية البدنية بين القوات المسلحة لدول العالم كوسيلة لتعزيز السلام العالمى ويتجسد هذا الهدف فى شعار السيزم (الصداقة عبر الرياضة) وتهدف الأحداث الرياضية والاجتماعات التى يتم تنظيمها إلى التقاء الرياضيين من القوات المسلحة من كل أرجاء العالم للاحتفال بالسلام العالمى بروح الصداقة المميزة والتضامن الذى يجمع جميع الدول الأعضاء فى السيزم. وفى هذا السياق، ما يمكن أن تفعله الرياضة بين الشعوب، هو مشهد افتتاح وختام دورات الألعاب الأولمبية؛ حيث تلتقى دول الكوكب بمختلف ألوانها ودياناتها وأيديولوجياتها فى حفل رياضى يعد أكبر حركة سلام عرفتها البشرية. ** وفى هذا السياق أيضًا يذكر تاريخ الحرب العالمية الأولى واحدًا من أغرب مشاهد تأثير الرياضة وكرة القدم تحديدًا، ففى الأول من يناير عام 1914 شهد تاريخ اللعبة وتاريخ الحرب حدثًا فريدًا وعجيبًا، فقد كانت المدافع تدوى فى الجبهات المختلفة فى أوروبا، والجنود فى خنادقهم يحتمون بها، وجنازير الدبابات تصرخ وهى تتحرك نحو العدو، وكانت هناك مجموعة من الجنود البريطانيين والحلفاء تواجه فرقة ألمانية معادية فى خنادق تفصل بينها الجثث ووضع الجنود من الطرفين أسلحتهم وقرروا إقامة مباراة فى كرة القدم، وخاضوا واحدة من أشهر المباريات فى التاريخ وفاز الألمان 3\2 فهل هناك أغرب أو أعجب من ذلك؟