نشر موقع "بي بي سي" تقريرا اليوم عن تساؤلات الشارع المصري قبيل أيام من أول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك الذي حكم مصر على مدار 30 عاما، عمن ستكون السيدة الأولى لمصر، وكيف ستتصرف، لافتا فيه إلى أن سوزان ثابت زوجة المخلوع كانت أحد أسباب سخط المصريين على نظام مبارك لتدخلها الصارخ في الشئون العامة للدولة. "مصر ليست في حاجة إلى سوزان مبارك جديدة"، و" كلمة سيدة مصر الأولى اختراع فاسد".. كانت هذه بعض التصريحات التي أطلقها مرشحو رئاسة الجمهورية في مصر تعليقاً على ما يسمى "سيدة مصر الأولى، بحسب تقرير البي بي سي، وأجمع المرشحون على أن قريناتهم لن يرتدين عباءة سوزان ثابت قرينة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وتعهد معظم المرشحين بعدم ظهور قريناتهم في مؤتمراتهم الانتخابية وفي الحياة العامة حال انتخابهم لرئاسة الدولة ولكن بعضهم خرق هذا التعهد. "إذا ما فزت بالرئاسة، فلن يكون هناك دور لزوجتي في الحكم" – هكذا رد عمرو موسى المرشح الرئاسي في مصر في أحد البرامج التليفزيونية، متحدثاً عن زوجته ليلى بدوي التي نادراً ما تظهر في الإعلام. تجري انتخابات رئاسة الجمهورية في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من مايو الجاري ويتنافس فيها ثلاثة عشر مرشحاً، إلا أن المتنافسين الفعليين إثنا عشر بعد اعلان أحد المرشحين الانضمام الى آخر وتضامنه معه، ومن بين قرينات المرشحين هناك ربة منزل وطبيبة وكاتبة وناشطة حقوقية وغير ذلك، إلا أن جميعهن يجمعن على ألا يقتربن بأي حال من الأحوال من نموذج سوزان ثابت. وتقول نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "شبح زوجة الرئيس السابق التى كانت ترفل فى النعيم يطارد زوجات المرشحين الرئاسيين الحاليين فلجأن لتعريف أنفسهن بعكسه". وتضيف أن ثمة اتفاق بين كافة زوجات المرشحين من أقصى اليمين الى أقصى اليسار على عدم التدخل فى السياسة، مع أن بعضهن "سياسيات مخضرمات". عرف المصريون لقب "سيدة مصر الأولى" في الفترة ما بين 1970 و 1980 وهي فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات الذي ظهرت قرينته جيهان السادات برفقته في معظم الزيارات الخارجية وكان لها نشاط اجتماعي ملحوظ، ولكن ما قبل السادات، كانت تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نموذج للمرأة غير المسيسة التي تبتعد عن كل ما هو سياسي أو اجتماعي بل وتبعد أبناءها عن ذلك. يؤكد عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية، أن كلمة سيدة مصر الأولى "اختراع فاسد"، و أنه لا يوجد شىء بهذا المسمى، مشدداً على أن أعظم ما قدمته المرأة أنها بالرغم ما تعرضت له من ظلم وبالرغم ما تعرض له المجتمع كله من أفكار وأنماط غريبة عليه ظلت المرأة محافظة على كيان الأسرة. وقال أبو الفتوح في أحد مؤتمراته الانتخابية شاركته فيه زوجته: بناتى وأبنائى يحرصون على العمل، والنجاح فى مجالهم دون الاعتماد علىَّ وسيظلون كذلك. أما علياء خليل زوجة أبوالفتوح فقالت في المؤتمر نفسه: "في حالة فوز زوجى بمنصب الرئاسة سأقف بجواره كزوجة، لا باعتباري سيدة مصر الأولى"، وشددت على أنها ستكون بجانبه فى الحالات التى تستدعى وجودها بشكل رسمى. أما محمد مرسي المرشح الرئاسي فقد ظهرت زوجته نجلاء محمود في أحد مؤتمراته الانتخابية دون أن تدلي بأي كلمة أو تتعامل مع الإعلام، بيد أن مرسي أكد على أنه لن يكون لزوجته اي دور سياسي أو اجتماعي في المستقبل. بينما تقف سهام نجم قرينة حمدين صباحي وأماني العشماوي زوجة محمد سليم العوا وقرينات باقي المرشحين نفس الموقف من البعد عن الإعلام والبعد عن لعب دور في الحملات الرئاسية. وفي الشارع، يتساءل المصريون عمن ستكون سيدة القصر أو سيدة مصر الأولى، وفي أذهانهم صورة قرينة الرئيس السابق التي بدأت مشروعات اجتماعية وثقافية ورأست جمعيات ومجالس حكومية وغير حكومية. ربة منزل تطرح تساؤلا على بي بي سي: ماذا لو تزوج الرئيس بأخرى أيهما ستكون سيدة مصر الأولى؟ بي بي سي: تساؤلات في الشارع المصري عمن ستكون "السيدة الاولى" وكيف ستتصرف؟