تبدأ اليوم في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، قمة الأمن النووي 2012 وذلك بمشاركة ممثلين من 53 دولة يمثلون80% من عدد السكان في العالم و90 % من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ويعتبر مؤتمر القمة للأمن النووي أعلى مستوى لمنتدى أمني دولي. وكذلك يشارك به4 مؤسسات دولية على رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من بينهم الرؤساء الأمريكي باراك أوباما، والصيني هو جين تاو، والروسي ديمتري مدفيديف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، ورئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي. قمة الأمن النووي الأولى عقدت في واشنطن في عام 2010، والتي شارك بها ممثلين عن 47دولة، وذلك بناء على دعوة أطلقها أوباما في كلمة له في براج عام2009 تدعو إلى عالم بدون أسلحة نووية، وخرجت القمة الأولى بتوصيات للحد من مخاطر المخلفات النووية وضمان سلامة المنشآت وكذلك إتباع كافة السبل للحيلولة دون وصول مواد نووية إلى يد الإرهابيين، وقد نتج أيضا عن القمة جدول أعمال مداه 3سنوات شارك في وضعه الدول والهيئات المعنية ، وذلك لضمان تنفيذ التوصيات السابقة. ومن المتوقع أن يتم متابعة الخطة التي أقرت في 2010 بشأن منع وصول المواد النووية سواء الوقود النووي أو اليوارنيوم 235 أو البلوتنيوم239 المستخدم في صنع القنابل النووية، أو حتى النفايات النووية التي من الممكن أن يستخدمها الإرهابيين في صنع ما يسمى بالقنبلة القذرةDirty Bomb. أيضاً من المتوقع أن يتم نقاش التعاون النووي وتبادل الخبرات النووية بين 12دولة مشاركة قد وقعوا على إعلان غير ملزم في2010، وأيضاً تامين نقل المواد النووية بين الدول المختلفة. تعقد القمة الحالية2012 لمتابعة تنفيذ جدول الأعمال سالف الذكر، بالإضافة لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وكذلك الكوري الشمالي، بالإضافة لطرح مسألة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل والتي تتبناها عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن والأمارات والذين توافد ممثلي وبعثات هذه الدول إلى سيول على رأسها الوفد المصري الذي يترأسه وزير الخارجية محمد عمرو. يأتي على رأس جدول أعمال القمة هذا العام مسألة الأمن والسلامة النووية وهي النقطة التي طرحت بقوة عقب الكوارث النووية التي حدثت العام الماضي في اليابان على أثر زلزال مدمر نتج عنه تهدم المفاعل الرابع بمحطة فوكوشيما النووية والذي راح ضحيته عدة أشخاص نتيجة الإصابات الإشعاعية، وكذلك إخلاء عشرات الآلاف من السكان حول المفاعل النووي. وبدأت اليابان عقب هذه الكارثة بأتباع إستراتيجية جديدة لإنتاج وإدارة المفاعلات النووية، من حيث تنظيم استهلاك الوقود النووي، وكذلك مسألة الأمن والسلامة النووية، والتي تم إعادة النظر فيها بعد كارثة فوكوشيما، حيث أتضح أن معدلات الأمن والسلامة القصوى أدنى بكثير من احتمالات الكوارث التي حدثت، كذلك عمدت اليابان في خطة التأمين النووي إلى وضع خطط تأمينية خاصة بحوادث الطيران والأعمال الإرهابية، أيضا مسألة تأمين بنية المفاعلات النووية وذلك بخفض العمر الافتراضي لأنويه المفاعلات النووية، وتأمين نقل وتغير القضبان النووية ومسألة صيانتها الدورية، والتي تشرف عليها هيئة مكونة من علماء واستشاريين في هذا المجال، وبحسب صحيفة جارديان اليوم أن اليابان قامت بإغلاق وتفكيك مفاعل نووي للقيام بصيانته خارج البلاد وهو من ضمن54مفاعل على مستوى اليابان ككل. وقد قامت اليابان بمثل هذه العملية في وقت سابق من العام الماضي مع 6مفاعلات نووية أخرى. فيما توقع العديد من خبراء الطاقة أن الكثير من المناطق اليابانية ستعاني من جراء تنفيذ هذه الإجراءات من انقطاع التيار الكهربائي في الصيف القادم حيث يزادا استهلاك الطاقة عادة. أيضا عقب كارثة فوكوشيما بدأت عدة دول صناعية كبرى في طرح مسالة التخلي عن توليد الطاقة من المفاعلات النووية، وبالفعل أقرت الحكومة الألمانية برئاسة انيجلا ميركل خطة في مايو 2011، للاستغناء عن المفاعلات النووية واستبدالها بمصادر متجددة لنتاج الطاقة مثل الرياح أو الشمس بحلول عام 2022، وكانت ألمانيا أول الدول الصناعية الكبرى التي تتخذ مثل هذا القرار على الرغم من تأثيره على التقدم الصناعي لألمانيا، والتي تعتمد على المحطات النووية لتوليد22% من احتياجاتها من الطاقة. أيضاً على هامش جدول أعمال القمة هذا العام سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، وذلك للتباحث بشان تخفيض جديد للترسانة النووية لكل من البلدين، وذلك في إطار مسعى البلدين لخفض الأسلحة النووية وأخرها اتفاقية وقعت بين الدولتين في 2009 التي تأتي في إطار اتفاقية ستارت التي عقدت بين روسياوالولاياتالمتحدة في بداية التسعينات لمدة عشر سنوات لخفض الأسلحة النووية والتي جددت على هامش قمة الأمن النووي2010فيما سميت ب”نيوستارت” والتي تقضي بتخلص كل من الطرفين من 34 طن من البلتنيوم239 تكفي لصناعة 17 ألف سلاح نووي. وقد ذكر أوباما أن سيسعى جاهدا لخفض الأسلحة النووية مع الإبقاء على الحد الأدنى من القوة النووية الرادعة، وأنه سيعمل مع الرئيس المنتخب حديثاً فلاديمير بوتين انجاز هذا الهدف. الذي من المتوقع يجمعهما لقاء في مايو المقبل. مسألة البرنامج النووي لكوريا الشمالية والجدل الدائر بين القوى النووية الكبرى بشأنه، من المتوقع أن يشغل حيز كبير من مناقشات القمة النووية، فتوقعت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية السبت الماضي أن يخطف البرنامج النووي لكوريا الشمالية الأضواء خلال قمة الأمن النووي ، فيما دعا أوباما كوريا الشمالية إلى الحد من طموحاتها النووية وإلا واجهت مزيداً من العزلة الدولية وأضاف أن الولاياتالمتحدة ليس لها نوايا عدائية تجاه كوريا الشمالية إلا انه شدد على رفضه لما وصفه بالاستفزازات التي تقوم لها بيونج يانج .وذلك في معرض كلمته أمس في جامعة هانكوك الكورية الجنوبية. وتخطط كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ فضائي الشهر المقبل يحمل قمراً صناعياً وذلك احتفاء بالذكرى المائة لمولد زعيمها المؤسس كيم إل سون، فيما أعلنت مصادر عسكرية في كوريا الجنوبية أن بيونج يانج تعمل على نقل وتركيب أجزاء الصاروخ تمهيداً لإطلاقه منتصف الشهر القادم. ومن المتوقع أن يتسبب ذلك في تجدد الأزمة بين كوريا الشمالية والغرب، والتي عقدت معها الولاياتالمتحدة تفاهماً مفاده إيقاف التجارب النووية والصاروخية مقابل مساعدات غذائية. وكان الرئيس الصيني هو جين تاو قد أعلن هو جين تاو أن الصين لا تتمنى أن ترى تراجعا في الوضع المتحسن في شبه الجزيرة الكورية مطالباً خلال اجتماعه مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك جميع الإطراف إلى التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب تفاقم التوترات والبحث عن حل مناسب مضيفا” في الوقت الراهن، الوضع في شبه الجزيرة الكورية شديد التعقيد والحساسية. ولا نتمنى أن نرى تراجعا في قوة الدفع التي تحققت بصعوبة لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة”. ومن المتوقع أيضا مناقشة الملف النووي الإيراني وأخر التطورات في هذا الشأن حيث سيطرح الوفد الإسرائيلي المشارك في القمة أدلة جديدة تشير إلى أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي.