رئيس قناة السويس: ارتفاع العائدات 20%.. وتوقعات بقفزة 50% في 2026    وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تستضيف وفدًا من قيادات مجموعة ستاندرد بنك    جمعية الخبراء: إعفاء المصانع من الضريبة العقارية يشجع الاستثمار ويزيد الإنتاج    "نيويورك تايمز": مادورو يتنازل عن موارد فنزويلا لأمريكا لإبعاد شبح الحرب    غرق 4 وفقد آخرين في انقلاب قاربين يقلان مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل ليبيا    كواليس اجتماع أبوريدة مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب (صور)    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    طقس خريفي مستقر وتحذيرات من الشبورة الكثيفة صباحًا.. الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو الأحد 16 نوفمبر 2025    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    آدم صبري: "والدي قالي قبل الوفاة خلي بالك من إخواتك أنا مش هفضل عايش"    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    دعاية يتبناها الأذرع: "أوبزرفر" و"بي بي سي" و"فورين بوليسي" نماذج لإعلام "إخواني" يهاجم تدخل الإمارات في السودان!    طارق لطفي يحارب أمير كرارة في "رأس الأفعى"    مصرع رضيعة صعقا بالكهرباء أثناء لهوها في منزلها بالبحيرة    الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد لمحاكمة إمام الأقصى بتهمة التحريض على الإرهاب    ليفربول يحسم موقفه النهائي من بيع سوبوسلاي    آسر محمد صبري: والدي جعلني أعشق الزمالك.. وشيكابالا مثلي الأعلى    تريزيجيه: الأهلي سألني عن بنشرقي.. وهذا ما دار بيني وبين زيزو قبل مواجهة الزمالك    "ضد الإبادة".. ظهور حمدان والنبريص والدباغ في خسارة فلسطين أمام الباسك    البنك الأهلي المصري يقود تحالفاً مصرفياً لتمويل «مشارق للاستثمار العقاري» بمليار جنيه    إيران تحذر من تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي    الداخلية تضبط المتهمين بسرقة أبواب حديدية بإحدى المقابر بالشرقية    القبض على أبطال فيديو الاعتداء على شاب ب"الشوم" في المنيا    أسفرت عن إصابة 4 أشخاص.. حبس طرفي مشاجرة في كرداسة    بدون إصابات.. السيطرة على حريق في برج سكني بفيصل    الدفاع الروسية: إسقاط 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    نائب رئيس اتحاد الدواجن: انخفاض غير مسبوق في الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتي    قائمة أكبر المتاجر المشاركة في البلاك فرايداي وأسعار لا تُفوَّت    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    محمود حميدة عن إحراج الناس بردوده: مش قاصد    المستشار ضياء الغمرى يحتفل بحفل زفاف نجله محمد علي الدكتورة ندى    السفارة المصرية تضيء روما.. فعالية كبرى للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير.. صور    العرض العربي الأول لفيلم "كان ياما كان في غزة" فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    أهلي جدة يبدأ خطوات الحفاظ على ميندي وتجديد العقد    فيران توريس بعد دخوله نادي العظماء: الطموح لا يتوقف مع الماتادور    فوري تعلن نتائج مالية قياسية للأشهر التسعة الأولى من 2025    البنك الأهلي يقود تحالف مصرفي لتمويل المرحلة الأولى من مشروع "Zag East" بقيمة مليار جنيه    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    تساقط أمطار خفيفة وانتشار السحب المنخفضة بمنطقة كرموز في الإسكندرية    اختتام المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يعلن التوصيات ويحدد موعد النسخة الرابعة    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    حملة تموينية مكثفة بالقليوبية تضبط عجائن مجهولة المصدر وتحرر مخالفات بالمخابز    استشاري أمراض صدرية تحسم الجدل حول انتشار الفيروس المخلوي بين طلاب المدارس    وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية الوطنية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمة النووية لكوريا الشمالية .. بين الإنفراج و التصعيد ؟!
نشر في أخبار مصر يوم 28 - 06 - 2007

بعد أن لاحت بالأفق بارقة أمل فى انفراج الأزمة النووية لكوريا الشمالية حدث تطورغيرمتوقع، يشير لاستمرار طموحاتها النووية حيث أفادت وكالة أنباء كوريا الجنوبية " يونهاب " بأن كوريا الشمالية أجرت الأربعاء 27/6 تجربة بإطلاق صاروخ قصير المدى " 100 كيلو مترا " فى البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان من الساحل الشمالى الشرقى بمقاطعة ساوث هامبجيونج،وفيما تعد ثالث تجربة من نوعها خلال العام نفسه حيث أفادت تقارير إعلامية يابانية،بأن كوريا الشمالية أطلقت فى 25 مايو و 7 يونيو الماضيين صواريخ قصيرة المدى كما أطلقت فى 19 يونيو الجارى صاروخاً قصير المدى فى مياه بحراليابان فى اطار تدريبات عسكرية روتينية سنوية .
كما أن بيونج يانج قد أثارت انتقادات المجتمع الدولى فى يوليو الماضى عندما قامت باجراء تجربة لإطلاق صاروخ باليستى طويل المدى، وبعض الصواريخ متوسطة المدى فى مياه بحر اليابان ثم أعقبتها بإجراء أول اختبار نووى لها العام الماضى مما دفع مجلس الأمن الدولى لإصدار عقوبات اقتصادية ضدها،
وفيما يتعلق بردود الافعال الدولية ،ندد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالتجربة مشددا على أن حكومته ستسعى للتوصل إلى موقف دولي حازم إزاء هذا التطور الخطير.وأضاف "لا أرى أن هذا سيؤثر مباشرة على أمننا، لكنه بالتأكيد انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي" مشيرا إلى قرار مجلس الأمن الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول وأدان تجربة مماثلة لكوريا الشمالية .

من جهته أدان البيت الأبيض تجربة بيونج يانج الصاروخية، داعيا الأخيرة إلى التركيز على إغلاق مفاعلها النووي كما اتفق عليه في فبراير/شباط الماضي.


يأتى هذا التطور فى الوقت الذى أعلنت فيه المتحدثة بإسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينج الخميس أنه من المقرر أن توافق الوكالة على إجراءات المراقبة الخاصة بإغلاق المفاعل النووى الكورى الشمالى فى أوائل شهر يوليو القادم ،وإرسال وفد من مفتشيها فى غضون عدة أيام بعد إصدار القرارحيث قالت المتحدثة إن اجتماع المجلس الخاص سيعقد فى التاسع من يوليو المقبل للموافقة على الإجراءات الخاصة بالمراقبة والتأكد من إغلاق المفاعل النووى وذلك بناءً على تقريرمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين حاليا فى كوريا الشمالية وأضافت أنه فى غضون عدة أيام من موافقة المجلس سيتم إرسال وفد مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كوريا الشمالية لإعداد إجراءات مفصلة يتم اتخاذها فى المستقبل.

وذكرت وكالة /يونهاب/ الكورية الجنوبية أن المنشآت التى سيتم إغلاقها بواسطة الوكالة الدولية - ستشمل المفاعل النووى الوحيد الذى يجرى تشغيله الآن فى يونجبيون وهو مفاعل معدل يعمل بالجرافيت بسعة 5 ميجاوات (معمل كيميائى إشعاعى ينتج البلوتونيوم) ومصنع لتركيب قضبان الطاقة المستنفدة.كما أوضح وزير خارجية سيول الذي سيغادر إلى واشنطن للقاء نظيرته كوندوليزا رايس أن إغلاق المفاعل هو مسألة "تقنية" حاليا، ولن يكون عرضة ل "قرار سياسي" من قبل كوريا.


وفى سياق المساعى الدولية الرامية للتعجيل بحسم هذه القضية، زارفريق مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس 28 يونيه مفاعل يونجبيون لأول مرة منذ خمس سنوات لبحث خطة إغلاقه الذى يشكل المرحلة الأولى لاتفاق متعدد الأطراف وقع يوم 13 فبراير/شباط المنصرم في العاصمة الصينية وتعهدت كوريا الشمالية بموجبه بنزع أسلحتها وبرامجها النووية مقابل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية .
وفى الاطار نفسه ،سيقوم الجيش الأمريكى بشكل مستقل باتخاذ خطوات للتحقق من إغلاق هذا المفاعل وبحث احتمالات نقل النشاط النووى لكوريا الشمالية إلى أماكن أخرى.

وكان فريق الوكالة الدولية وصل الى بيونج يانج الثلاثاء الموافق 26 يونيه للتفاوض على شروط يؤكدون بموجبها إغلاق المفاعل النووي لبيونج يانج. الى جانب مناقشة اغلاقه ووضع الاختام ومراقبة منشأة يونجبيون النووية في أول خطوة من نوعها منذ خمس سنوات عندما طردت بيونج يانج المتعاونين مع الوكالة عام 2002 بعدما اتهمتها الولايات المتحدة بتطوير برنامج سري لتخصيب اليورانيوم وانسحبت من معاهدة الامم المتحدة لحظر الانتشار النووي فى 2003.

وكانت كوريا الشمالية وراء دعوة مفتشي الوكالة الدولية لزيارتها لبحث خطة إغلاق مفاعل يونجبيون الواقع في شمال البلاد والذي ينتج البلوتونيوم الذى يستخدم فى صناعة الاسلحة النووية .وعلى صعيد متصل ،عبرت الولايات المتحدة عن أملها باستئناف المحادثات الدولية بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية خلال الشهر المقبل. وبهذا الصدد ، أعلن كريستوفر هيل كبير المفاوضين الأمريكيين بشأن الملف النووي لبيونج يانج،أن مفاعل يونجبيون سيتم إغلاقه بحلول نهاية العام الحالي.

وأضاف هيل بمؤتمر صحفي في أعقاب زيارته المفاجئة لبيونج يانج التي بدأها الأسبوع الماضي أن تفاؤله مبني على افتراض أن كوريا الشمالية جادة بشأن تخليها عن برنامجها النووي، مؤكدا أن إغلاق مفاعل يونج بيون سيشكل نقطة البداية التي تقود إلى مناقشة قضايا أوسع مع كوريا الشمالية، مثل المساعدات الاقتصادية وقضية التسوية السلمية في المنطقة. حيث تأمل واشنطن بأن تتطرّق الجولة التالية من المفاوضات مع بيونج يانج لملفات أخرى غيرتلك المتعلقة بعمليات التفتيش والمبلّغ المجمّد.كما توقع أيضا أن يُعقد لقاء آخر يضم كلا من وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، ونظيرها الكوري الشمالي أواخر الصيف الحالي بهذا الشأن .

وأعرب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون شرق آسيا والباسيفيكي كريستوفرهيل عن تفاؤله إزاء قيام كوريا الشمالية بإغلاق أول منشآتها النووية وأكبرها في "يونجبيون" خلال الأيام القادمة وتفكيكها تماما بنهاية هذا العام على أن يتم ذلك بحيث لا يمكن إعادتها للعمل بدون تحمل تكاليف باهظة.


ورفض كريستوفر هيل نفي أو تأكيد عرض الولايات المتحدة شراء اليورانيوم المخصب والمعدات النووية الموجودة في حوزة كوريا الشمالية. وأعرب عن أمله في أن يتم إطلاق عملية السلام على شبه الجزيرة الكورية على أن يكون هذا بين الأطراف الأربعة (كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة) وأن تكون هناك آلية للسلام.

وذكرهيل أن أجندة عام 2008 ستتضمن التعامل مع القضايا النهائية المتمثلة في إخلاء شبه الجزيرة الكورية من جميع الأسلحة النووية وذلك بالتخلص من المواد الانشطارية وأجهزة التفجير التي أنتجتها كوريا الشمالية بالفعل بما يفضي في النهاية إلى تطبيع العلاقات في المنطقة.

وألمح إلى أن التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية فوق بحر اليابان كانت بمثابة "تدريبات عسكرية" لا تنطوي على أهداف سياسية مطالبا بالتمييز بينها وبين تجربة الصواريخ بعيدة المدى التي أجرتها كوريا الشمالية في 4 يوليو من العام الماضي.

وأكد هيل أن كوريا وافقت على إغلاق برنامجها النووي بما يتسق والمعايير والأهداف الموضحة في اتفاق سبتمبر 2005 بما في ذلك التخلي عن كافة الأسلحة النووية والعودة إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.
وتقضي الاتفاقية بأن تحصل كوريا الشمالية مقابل إغلاق مفاعلها النووي على مساعدات في شكل محروقات ومواد غذائية ومكاسب أخرى تشمل خطوات لرفع العقوبات التجارية عنها وشطب اسمها من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للارهاب.

وفي غضون ذلك،أعلنت كوريا الجنوبية الثلاثاء أنها سوف تستأنف إرسال مساعدات الأرز إلى كوريا الشمالية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان بيونج يانج عزمها تطبيق الاتفاق الخاص بنزع سلاحها النووي. ومن المقرر أن تبدأ شحنات الأرز في الوصول إلى كوريا الشمالية، التي تعاني من شح في المواد الغذائية، في الثلاثين من يونيه الجاري.

وقد أوقفت سيول مساعداتها الغذائية إلى بيونج يانج عندما أحاطت الشكوك بإمكانية تطبيق الاتفاق الذي أسفرت عنه المحادثات السداسية التي عقدت في بكين في 13 فبراير الماضى، وضمت الكوريتين والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا.

حل الخلاف المالي

من جهة أخرى، أعلنت بيونج يانج عن التوصل إلى حل لخلافها المصرفي مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي كان قد أعاق تطبيق كوريا الشمالية لتعهداتها بشأن نزع أسلحتها النووية بعدما جُمِّدت نحو 25 مليون دولار من قبل واشنطن في أحد بنوك جزيرة ماكاو الصينية عام 2005 للاشتباه بصلتها بعمليات غسيل وتزوير أموال.

ومن المقرر أن تبدأ كوريا الشمالية بإقفال مفاعلها لإنتاج البلوتونيوم في غضون ثلاثة أسابيع، استناداً إلى تقييم الخبراء نظرا لأن إغلاق المفاعل سيستغرق تقنياً شهراً واحداً، وبهذه الطريقة يتوقع إغلاقه وختمه،وفق الاتفاقيات التي توصلت لها المباحثات السداسية، في النصف الثاني من شهر يوليو عام 2007.

وكان هيل،مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وكبير المفاوضين النوويين للولايات المتحدة قد وصل الخميس21 يونيه إلى بيونج يانج، لمناقشة الخطوات التالية بمقتضى اتفاق تم التوصل إليه في فبراير لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية .

وكانت المفاوضات السداسية التي تشارك فيها كل من الكوريتين إلى جانب اليابان والصين وروسيا والولايات المتحدة قد أثمرت في فبراير الماضي، عن اتفاق مبدئي ينص على بدء بيونج يانج تفكيك برنامجها النووي مقابل مساعدات مالية وامدادات بالطاقة يقدر حجمها ب300 مليون دولار. وبموجب الاتفاقية،وافقت كوريا الشمالية على إغلاق مفاعل "يونجبيون" في 14 إبريل الماضي والسماح بعودة المفتشين الدوليين لإكمال إجراءات إغلاقه رسمياً، على أن تتلقى في المقابل مساعدات من الوقود،ولم تلتزم بيونج يانج بإغلاق المفاعل في الموعد المحدد بسبب خلاف حول أرصدة النظام المجمدة في مصرف بماكاو.

ثم جاءت زيارة هيل لبيونج يانج بعد عدة أيام من الإفراج عن 25 مليون دولار لبيونج يانج مجمدة في مصرف في ماكاو منذ قرابة عامين، وبدء تحويلها إلى حساب كوري شمالي في مصرف روسي، وهي مسألة شكلت عائقا في دفع المفاوضات التي انطلقت منذ عام 2002.
وحسب ما اوردته وكالة كيودو اليابانية للانباء، فإن الاتفاق المبدئي يتضمن تزويد كوريا الشمالية بمليون طن من زيت الغاز لقاء تعطيلها لمنشآتها النووية. واوردت كيودو ايضا ان الاتفاق يتضمن ايضا وعودا بتزويد بيونج يانج بخمسين الف طن اخرى من زيت الغاز في حال اغلاقها لتلك المنشآت والسماح بتفتيشها من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفقا للصحافة اليابانية، فقد طلبت كوريا الشمالية مليوني طن من النفط، وهذا يمثل أربعة أضعاف ما عرض عليها في إطار صفقة تم التوصل إليها عام 1994.
يذكر أن المفاوضات السداسية، التي صممت بالأصل لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن برنامجها النووي، كانت تشهد تعثراً تلو الاخر. وقد أصبحت القضية أكثر إلحاحا بالنسبة للمجتمع الدولي منذ أن نجحت كوريا الشمالية في إجراء تجربة نووية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

النشاط النووى لكوريا الشمالية :

اتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية باجراء تجارب سرية لتخصيب اليورانيوم منذ قطع علاقتها بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ،وبعد نجاحها فى اجراء أول تجربة كوريا الشمالية النووية فى اكتوبر 2006، صوت مجلس الامن بالاجماع السبت على القرار 1718 الذي اقترحته الولايات المتحدة

وجاء القرار بعد ساعات من المفاوضات المكثفة بشأن قلق الصين وروسيا اللتان ابديتا رفضهما لفرض عقوبات مالية وتسليحية قاسية على كوريا الشمالية.

و طالب القرار 1718:

بأن تفكك كوريا الشمالية ترسانتها النووية واسلحتها للدمار الشامل وكل الصواريخ البالستية .

ويطالب كل الدول بالحيلولة دون اقتناء بيونج يانج اية مواد تدخل في صناعة اسلحة غير تقليدية أو اسلحة ثقيلة كالدبابات والمروحيات .

ويطالب المجتمع الدولي بتجميد اموال كل الاشخاص الماديين أو المعنويين المرتبطين ببرامج كوريا الشمالية التسلحية.

ويسمح لكل الدول بمراقبة الشحنات الواردة على كوريا الشمالية "عند الحاجة"، بحثا عن أي مواد قد تستخدم لصناعة اسلحة غير تقليدية

يحظر على كوريا الشمالية استيراد اية سلع كمالية .

ويدعو بيونجيانج للعودة دون شروط مسبقة الى طاولة المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي .

ولكن القرار خلا من اي اشارة الى احتمال اللجوء الى استخدام القوة ضد بيونجيانج نظرا للمعارضة القوية التي ابدتها كل من الصين وروسيا.


أهم الأحداث التي مرت بها كوريا الشمالية منذ بدء نشاطها النووى:

منذ الستينيات شهدت كوريا الشمالية نموا صناعيا هائلا ً وفي العام 1992 وافقت كوريا الشمالية على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها لكنها تراجعت عن ذلك بعد عامين رافضة دخول المفتشين الى مواقع يشتبه في انتاجها اسلحة نووية .

في العام 1994 توفي كيم ايل سونج رئيس كوريا الشمالية وخلفه ابنه كيم يونج ايل زعيما للبلاد دون ان يحمل لقبا رئاسيا. وفي العام نفسه وافقت كوريا الشمالية على تجميد برنامجها النووي مقابل الحصول على وقود مجاني ومفاعلين نوويين بقيمة خمسة مليارات دولار.

في عام 1995 وافقت الولايات المتحدة رسميا على المساعدة في امداد كوريا الشمالية بمفاعلين نووين متطورين مصممين لانتاج بلوتونيوم منخفض الدرجة لايرقى لصنع سلاح نووي.

في عام 1996 ضربت كوريا الشمالية مجاعة شديدة في اعقاب الفيضانات الكاسحة التي شهدتها. واعلنت بيونج يانج انها لم تعد ملتزمة بالهدنة التي انهت الحرب في شبة الجزيرة الكورية. كما قامت بارسال قوات الى المنطقة المنزوعة السلاح وجنحت احدى غواصاتها في مياه كوريا الجنوبية .

في العام 1998 أْعلن المتوفى كيم ايل سونج زعيما خالدا بينما توسعت سلطات ابنه لتشمل رئاسة الدولة ايضا. وتلقت البلاد مساعدات كبيرة من الامم المتحدة لدرء المجاعة .

وفي ذًلك العام ايضا اطلقت كوريا الشمالية صاروخا طار فوق اليابان وسقط في المحيط الهادىء ولكن بيونج يانج اصرت على ان ما اطلقته كان قمرا صناعيا وليس صاروخا. واحتجزت قوات كوريا الجنوبية غواصة شمالية صغيرة في مياهها الاقليمية وتبين ان بداخلها تسعة بحارة وقد فارقوا الحياة.

وفي العام 2000 عُقدت قمة في بيونج يانج بين الرئيس الشمالي كيم يونج ايل والجنوبي كيم داي يونج وعلى اثرها اوقفت الشمالية حملاتها الاعلامية ضد جارتها الجنوبية. وزار صحفيون من الجنوب كوريا الشمالية لدعْم الاتصالات بين الجانبين. كما جٌرى اعادة افتتاح مكاتب الاتصال في قرية بان مونيوم التي وقعت فيها الهدنة في المنطقة الحدودية عالية لتسليح.

وفي ذلك العام ايضا اصدرت كوريا الجنوبية عفوا عن ثلاثة الاف وخمسمائة ممن لديها من سجناء كوريا الشمالية . والتقى مائة من الكوريين الشماليين اقاربهم في الجنوب في توحد عائلي مؤثر.

في العام 2001 زار وفد اوروبي رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء السويدي كوريا الشمالية لدعم جهود المصالحة بين الكوريتين.

في العام 2001 وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج ايل الى موسكو في اول زيارة له عبر رحلة بالقطار استغرقت تسعة ايام.

في العام 2002 وصف الرئيس الامريكي جورج بوش كوريا الشمالية بأنها جزء من محور الشر. مع دول مثل العراق وايران. وردت الشمالية بقولها ان تصريح بوش يكاد يكون بمثابة اعلان حرب عليها.

في العام ذاته وقعت معركة حامية الوطيس في البحر الاصفر بين سفن حربية في اسوأ اشتباك بين الكوريتين الجارتين خلال ثلاث سنوات. مما أدى الى مقتل ثلاثين بحارا من كوريا الشمالية اضافة الى اربعة من الجنوبية.

في العام ذاته ايضا زار رئيس الوزراء الياباني كويزومي بيونج يانج في اول زيارة من نوعها لرئيس وزراء ياباني وخلال اللقاء اعتذر كيم يونج ايل عن اختطاف مواطنين يابانيين في السبيعينيات والثمانينيات .

شهد العام ذاته تصاعدا في التوتر النووي مع تصريح الولايات المتحدة بأن بيونج يانج اعترفت بامتلاكها برنامج تسلح سريا . فعلى اثر ذلك قررت واشنطن وقف شحنات النفط الى الشمالية وقامت كوريا الشمالية باعادة تشغيل مفاعل بيونج بيون وطردت المفتشين الدوليين.

في العام 2003 انسحبت الشمالية من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية . واعلنت انها انتجت كمية كافية من البلوتونيوم لبدء انتاج قنابل نووية. كما اعلنت الانتهاء من معالجة ثمانية الاف طن من قضبان الوقود النووي وبالتالي حصولها على مواد كافية لانتاج ما يقرب من ست قنابل نووية . وفي عام الفين وثلاثة ايضا فشلت المحادثات السداسية التي جرت في بكين لسد الهوة بين واشنطن وبيونج يانج.

وفي عام 2004 انسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية

في عام 2005 أعلنت بيونج يانج انها تمكنت من انتاج اسلحة نووية للدفاع عن نفسها .

وعلى النقيض من ذلك في العام نفسه اعلنت الشمالية موافقتها على التخلي عن اسلحتها مقابل مساعدات وضمانات امنية لكنها طالبت في وقت لاحق بالحصول على مفاعل لاغراض سلمية.

في العام 2006 اجرت كوريا الشمالية تجربة على صاروخ طويل المدى وبعض الصواريخ متوسطة المدى وسط ادانة عالمية . وعلى الرغم مما زْعم من امكانية وصول صواريخ كوريا الشمالية لضرب الولايات المتحدة ،فان صواريخ تايبودونج 2 سقطت وتحطمت بعد اطلاقها بمدة قصيرة على حد قول مسؤولين امريكيين.

وفي التاسع من اكتوبر تشرين الاول 2006 اعلنت كوريا الشمالية انها اجرت بنجاح تجربة نووية تحت الارض في تحد لنداءات دولية كثيرة بعدم الاقدام على هذه الخطوة.

فى 13 فبراير 2007 ، وافقت كوريا الشمالية على نزع أسلحتها النووية مقابل الافراج عن أرصدتها المالية المجمدة و الحصول على مساعدات اقتصادية وامدادات بالطاقة لاستخدامها فى الاغراض السلمية .

ختاما لاتزال الازمة النووية لكوريا الشمالية تتأرجح ما بين الانفراج و التصعيد ،حتى تكشف الايام القادمة مصيرها النهائى ؟؟!.
28/6/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.