أعلن مسئول كوري جنوبي أن كوريا الشمالية أجرت يوم الإثنين تجربة لإطلاق خمسة صواريخ قصيرة المدى قبالة ساحلها الشرقي. وأكد المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه معلومات أوردتها سابقا وكالة يونهاب للأنباء التي قالت إن إطلاق الصواريخ تم من قاعدة موسودان ري على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية. ولم تدل هيئة الأركان الكورية الجنوبية بأي تعليق ، فيما أوضحت وكالة يونهاب أن السلطات الكورية الشمالية حظرت الملاحة البحرية من 10 الى 20 أكتوبر على طول السواحل الشرقية والغربية للبلاد. وقالت الوكالة نقلا عن خبراء عسكريين إن إطلاق الصواريخ يدخل في إطار تمارين عسكرية منتظمة بدون استبعاد احتمال أن تكون بيونج يانج تريد القيام بعرض قوة لأسباب سياسية. وتعد تلك التجربة أول تجربة صاروخية كورية شمالية منذ يوليو الماضي ، عندما أطلق نظام بيونج يانج سلسلة صواريخ تزامنا مع احتفالات اليوم الوطني الأمريكي. وبحسب وكالة يونهاب فإن كوريا الشمالية أطلقت خمسة صواريخ من نوع "كي ان-02" التي يبلغ مداها 120 كلم، اثنان صباحا وثلاثة بعد الظهر. وصاروخ "كي ان-02" هو نسخة معدلة عن الصاروخ السوفييتي الصنع "اس اس-21". وتجري كوريا الشمالية - التي تخوض صراع قوة مع قسم من المجموعة الدولية التي تحثها على التخلي عن طموحاتها في المجال النووي- بانتظام تدريبات وتجارب لإطلاق صواريخ في إطار "حقها في الدفاع عن النفس" كما تقول. وتقوم بذلك عادة حين يكون النظام الكوري الشمالي يسعى إلى التعبير عن استيائه أو للتأثير على نتيجة محادثات جارية. ويأتي إطلاق الصاروخين يوم الاثنين فيما وافقت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي بشروط على العودة إلى مائدة المفاوضات حول نزع أسلحتها النووية التي انطلقت عام 2003 وتضم إلى جانب بيونج يانج ، كوريا الجنوبية والولايات المتحدةوروسيا والصين واليابان. من جهة أخرى أعربت روسيا عن "أسفها" لإطلاق كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى في وقت تبدي فيه بيونج يانج استعدادها لاستئناف المفاوضات حول نزع سلاحها النووي، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية. وقال هذا المصدر كما نقلت عنه وكالتا انترفاكس وايتار تاس، أن "هذا القرار من جانب السلطات الكورية الشمالية يثير الأسف والريبة". وأضاف أن "هذه التجارب ليست في محلها خصوصا في هذه المرحلة، فيما يبذل جهد للعودة إلى آلية المفاوضات السداسية". ومن جانبها ، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الإثنين في بلفاست أن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ صباح اليوم لن يؤثر في مسار المفاوضات حول نزع السلاح النووي لبيونج يانج. وردا على سؤال حول عملية إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية صباحا ، قالت كلينتون إن "المشاورات مع شركائنا وحلفائنا تتواصل ولن يوثر فيها سلوك كوريا الشمالية". وأضافت الوزيرة التي تقوم بجولة في أوروبا منذ يوم السبت "لم تتغير أهدافنا ، ننوي العمل من أجل شبه جزيرة كورية غير نووية". وقال مسئول كوري جنوبي رفض كشف هويته أن السلطات قامت بإطلاق خمسة صواريخ قصيرة المدى قبالة الساحل الشرقي للبلاد. وهذه العملية هي الأولى منذ يوليو حين أطلق النظام سلسلة صواريخ في يوم العيد الوطني الأمريكي. وتابعت هيلاري "حققنا تقدما كبيرا مع الأعضاء الآخرين في مجموعة الست الذين انضموا إلينا في إطار عقوبات شديدة جدا فرضت على كوريا الشمالية ، وعملوا معنا لإحياء عملية تفاوضية مع بيونج يانج". وشددت قائلة "إننا مستمرون لتحقيق هذا الهدف كما أننا مستمرون لتحقيق كل أهدافنا فيما يتعلق بأمننا القومي ، في شكل يتجاوز المعوقات ويواجه التحديات". واعتبرت هيلاري أن سياسة مماثلة "تشكل طريقة مهمة جدا بالنسبة إلينا لبناء تحالف وإيجاد فضاء تشاوري في محاولة للقول بوضوح لكوريا الشمالية أن المجتمع الدولي لن يقبل برنامجها النووي".