فيما يكسب عملية المصالحة الأفغانية زخماً جديداً، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية جنان موسى زاي لوكالة “رويترز” اليوم السبت أن وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول سيقوم بزيارة قطر خلال أقل من عشرة ايام للإجتماع مع المسئولين الحكوميين لبحث المصالحة مع حركة “طالبان”. وكانت حركة “طالبانط قد أعلنت في يناير الماضي أنها ستفتح مكتباً سياسياً لها في قطر، مشيرة إلى إستعدادها للمشاركة في مفاوضات جدية مع الحكومة الأفغانية قد تمنحها مقاعد وزارية أو سيطرة رسمية على مناطق جنوبي أفغانستان. وكانت الحكومة الأفغانية قد أبدت فتوراً شديداً حيال المحادثات التي أجريت من قبل في الدوحة ما بين “طالبان” ومسئولين أمريكيين في الدوحة، وقرر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي سحب سفيره من قطر قائلاً “أنه لم تجر معه مشاورات بشكل ملائم، أو أن الأمر سبب قلقاً لحكومته من أنها قد تستبعد من المحادثات”. وتعهد المسئولون الأفغان بعد ذلك بدعم جهود قطر للمصالحة وإعادة السفير مرة آخرى، ولكنهم يريدون أيضا أن تسهل السعودية وتركيا المحادثات لكي تصبح العملية أكثر شمولاً. هذا وتأمل الولاياتالمتحدة في جذب “طالبان” إلى طاولة المفاوضات حتى يمكن تحقيق الإستقرار في أفغانستان قبل انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة بحلول نهاية 2014. من جانب آخر يعد مؤشراً على تحقيق هذا التقدم المنتظر في عملية المصالحة زار وفد من الحكومة الأفغانية يضم إبراهيم سبين زادة كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس الأفغاني كرزاي، المعتقل العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو الأسبوع الماضي للحصول على موافقة خمسة معتقلين من طالبان ربما ينقلون قريبا إلى قطر. ومن بين السجناء الخمسة الذين قد ينقلون إلى قطر محمد فضل وهو معتقل “شديد الخطورة” يزعم انه مسئول عن قتل الآلاف من الأقلية الشيعية في الفترة بين عامي 1998 و2001. ومن بينهم أيضا نور الله نوري وهو قائد عسكري كبير سابق، وعبد الحق واثق نائب وزير الاستخبارات الأسبق، وخير الله خير خوا وهو وزير داخلية سابق. وطالبت حكومة كرزاي بأن يعطي الأعضاء الخمسة البارزين في حكومة طالبان السابقة موافقتهم قبل نقلهم ليصبحوا رهن الإحتجاز في قطر. يأتي نقلهم ضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف إظهار حسن النية بحيث إذا تمكن دبلوماسيون أمريكيون من التغلب على العقبات المتبقية لبدء أول مفاوضات سياسية جوهرية بشأن الصراع في أفغانستان منذ الإطاحة بحكومة طالبان في عام 2001 على آثر الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وبعد عام من الكشف عن مبادرة حكومة الرئيس باراك اوباما للسلام فإنها ربما تطرح قريبا للولايات المتحدة فرصة للوساطة في نهاية للصراع الذي بدأ رداً على هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 .واستمرت الحرب لمدة عقد بتكاليف مالية وبشرية باهظة.