* الصين ترسل مبعوثا جديدا للمنطقة لمنع تكرار السيناريو الليبي.. وامريكا تطالب نظام الأسد بوقف العنف البديل – وكالات : اكدت روسيا الجمعة رفضها مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لانه “غير متوازن” كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف، بينما اعلنت الصين ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح موقفها من الازمة السورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء، “لا يمكننا الموافقة على مشروع القرار بالصيغة التي طرح بها اليوم. نص القرار الجارية مناقشته غير متوازن”. واضاف ان “المشكلة الرئيسية فيه تكمن في عدم مطالبته في آن معا كل الاطراف اخذ خطوات عملية لوقف اطلاق النار”. واوضح المسؤول الروسي ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين. ودعا جاتيلوف الدول الكبرى الى عدم التسرع في احالة مشروع القرار الى التصويت، علما انه سبق لروسيا ان استخدمت مع الصين حقهما في النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان نظام بشار الاسد. وقال “ليس مقبولا ان يتم ربط إقرار اي نص بمهلة محددة. ان عامل الوقت ليس العامل الاهم”. واضاف “اهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى ايجاد تسوية دائمة”. وبحسب نسخة من مشروع القرار المطروح حصلت عليها وكالة فرانس برس، “يطالب” مجلس الامن الدولي الحكومة السورية بان توقف “فورا” كل اعمال العنف و”يدعو” مجموعات المعارضة الى “الامتناع عن كل اشكال العنف” ما ان تتحقق هذه الشروط. كما يتضمن النص فقرة مفادها ان مجلس الامن الدولي “يطالب” كذلك “السلطات السورية بان تسمح فورا بدخول المساعدات الانسانية” الى كل مناطق البلاد. وبحسب القاموس الدبلوماسي فان كلمة “يطالب” هي اقوى من كلمة “يدعو”، وهو ما لا توافق عليه روسيا التي تدعو الى التعامل مع طرفي الازمة بالمساواة. واكد جاتيلوف ان بلاده ما زالت تريد التعاون مع الغرب للتوصل الى تسوية مقبولة من الجميع. وقال “الهدف هو نفسه: التوصل الى نص يتضمن مطالبات متساوية لكلا الطرفين”. ولكنه اضاف في بيان منفصل نشره على صفحته على موقع تويتر ان روسيا ستعارض اي مشروع قرار “يتضمن اي ذريعة لعمل عسكري ضد هذا البلد”. وكان الغرب اعرب عن امله في ان تغير روسيا موقفها من الازمة السورية بعدما انتهت الانتخابات الرئاسية وفاز بها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي سبق له وان حكم الكرميلن لولايتين متتاليتين استمرتا من العام 2000 الى 2008. ولكن ما ان انتهت الانتخابات حتى اكد بوتين الاربعاء انه ينبغي عدم توقع “تغيرات معينة” من موسكو، مشيرا الى ان المسائل المتعلقة بسوريا وايضا بايران تعالج بقرار اجماعي على اعلى مستوى الدولة. وكانت وزارة الخارجية الروسية نبهت الثلاثاء الغربيين من “ان لا ياخذوا رغباتهم على انها حقائق. فالموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لم يكن يوما مرتبطا باحداث ظرفية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين”. وجاء ذلك التنبيه قبل اجتماع حول سوريا السبت في القاهرة حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظراءه في دول الجامعة العربية الذين انتقد بعضهم موقف موسكو من الازمة في سوريا حيث اسفر قمع النظام للمعارضة عن سقوط حوالى 8500 قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية في مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان لافروف اعتبر ان لقاء القاهرة السبت قد يكون “فرصة هامة لاجراء دراسة معمقة للوضع” وعرض “افكار مهمة يمكن طرحها فيما بعد في اطار دولي اوسع”. من جهتها اعلنت الصين الجمعة عن ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال ليو وايمين الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان تشانغ مينغ الدبلوماسي الرفيع المستوى سيقوم بجولة تستغرق سبعة ايام يستهلها في السعودية ثم مصر على ان يزور فرنسا من 14 الى 16 اذار/مارس الجاري. وتبذل الصين جهودا للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها عدة دول لانها استخدمت حق النقض مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الامن يدينان القمع في سوريا. واوفدت الصين عدة مبعوثين في الاسابيع الماضية الى سوريا ودول عربية اخرى. وقد اعدت خطة من ست نقاط تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا واجراء مفاوضات بين اطراف النزاع لكنها رفضت اي تدخل اجنبي في البلاد. كما ابدت بكين استعدادها لارسال مساعدة انسانية تحت اشراف الاممالمتحدة او منظمة “حيادية” بشرط ان يتم الحفاظ على السيادة السورية. واكد المتحدث الصيني الجمعة ان بكين “تدعم الدور البناء” الذي يقوم به مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان والذي سيصل دمشق السبت. وتكرر بكين معارضتها “للتدخل” الاجنبي في سوريا خشية تكرار السيناريو الليبي.