علمت " المشهد " أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أجل زيارة - لم يكن معلنًا عنها - إلى موسكو؛ لساعات أو أيام، و ذلك بغية ترتيب لقاء مع فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي. و كانت وكالة الأنباء الروسية "إيتار- تاس" قد نقلت صباح اليوم عن مصدر روسي مطلع أن الشرع وصل إلى موسكو لبحث آفاق التسوية السلمية للأزمة في سوريا مع " سيرغي لافروف " وزير الخارجية الروسي، و عدد من المسؤولين الروس الآخرين. و تأتي الزيارة المتوقعة إلى العاصمة الروسية في نفس الوقت الذي قدمت فيه موسكو مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدين أعمال العنف المرتكبة في سوريا من قبل "جميع الأطراف، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية" . و قال المندوب الروسي في مجلس الأمن " فيتالي تشوركين " إن مشروع القرار يحض على إنهاء العنف، الذي أسفر عن مقتل 5000 شخص خلال تسعة أشهر، حسب تقديرات الأممالمتحدة .و أوضح تشوركين أن مشروع القرار لا يتضمن أية عقوبات، مشيرًا إلى أن روسيا ترى أن فرض عقوبات على دمشق سيؤدي إلى نتائج عكسية. و يذكر أن زيارة الشرع إلى موسكو حال إتمامها ستكون الزيارة الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية؛ منذ اندلاع الثورة السورية في مارس الماضي. و علمت " المشهد " من مصادر مطلعة أن زيارة الشرع تهدف فيما تهدف إلى التأكد من أن موسكو لن تغير موقفها المؤيد للنظام السوري، و الرافض لفرض عقوبات عليه، و الرافض أيضًا لإزاحة بشار الأسد من السلطة بجانب التشاور؛ بشأن القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي - 15 ديسمبر -، و الذي كان مفاجأة بالنسبة لعدد من الدول الغربية. و يبدو أن دمشق باتت تشعر بأن موسكو قد تغير من موقفها المتصلب تجاه الثورة السورية تدريجيًا، و خاصة في ظل التوتر السياسي الداخلي الذي تعاني منه روسيا، و الذي تجلى في مظاهرات شعبية ضخمة احتجاجًا على تزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 4 ديسمبر الجاري لصالح الحزب الحاكم "حزب روسيا الموحدة "، الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. و كان بوتين في لقاء للتواصل مع المواطنين الروس أمس - الخميس - بُث على الهواء من خلال عدة قنوات تلفزيونية روسية؛ و بدا مرتبكًا و حاول تقديم بعض التنازلات الطفيفة للمحتجين؛ بالرغم من أنه أصر على أن الانتخابات البرلمانية جرت بشكل نزيه، و أن نتائجها عكست في رأيه - توازن القوى السياسية في روسيا. و يبدو أن سوريا تخشى بالفعل من أن يتغير الموقف الروسي تحت ضغط التوتر الداخلي في روسيا، و نتيجة لمساومات مع الغرب، و خاصة في ظل سعي بوتين للعودة إلى عرش الكرملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مارس 2012 . كما أن بعض المراقبين ينظر إلى انضمام روسيا اليوم - الجمعة 16/12- إلى منظمة التجارة العالمية بعد انتظار طال لمدة 18 عامًا على أنه مؤشر لاحتمال أن تلين موسكو لموقفها تجاه الوضع في سورية.