قال سياسيون وحقوقيون مهتمون بالشأن السوداني أن استفتاء السودان المزمع إجراؤه في التاسع من يناير المقبل، سوف تكون عواقبه شديدة على مصر، وتوقعوا أن يجرى استخدام جنوب السودان في حال انفصاله كورقة ضغط تساوم بها إسرائيل مصر، مع الإدراك المتأخر للدبلوماسية المصرية بتقصيرها تجاه السودان وإفريقيا. و قال محمد سيف الدولة مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، إن الاستفتاء الذي سيتم مطلع العام المقبل، سيخلف ورائه الكثير من المشكلات للجانب المصري وستكون عواقبه وخيمة على مصر. وأضافً خلال ندوة” تقسيم السودان.. مخاطرة منتظرة على مصر والمنطقة” الذي نظمه مركز هشام مبارك مساء اليوم، بالتعاون مع إتحاد الجمعيات الأهلية في العالم الإسلامي، أن انفصال جنوب السودان عن الشمال من المتوقع أن يؤدى لظهور دولة ذات طبيعة عدوانية، تتسبب في الكثير من المشكلات للمنطقة العربية خاصة مصر. وتابع قائلاً : جنوب السودان دولة حبلت فيها أمريكا و إسرائيل مستغلة التخلف الحضاري والسياسي للسودان والدول العربية”. وأشار سيف الدولة إلى أن خيار الانفصال يلقى دعماً أمريكياً وإسرائيلياً، كما ترعاه الدول العربية بتخاذلها و انقسامها على نفسها، مؤكداً أن جنوب السودان لا يمكن التعامل معها بمعزل عن محاولات تقسيم العراق ولبنان، وما قد يؤدى إليه من محاولات شبيهة لها في مصر، بأن يقوم النوبيون و الأقباط بالمطالبة بحق تقرير المصير، مثلما يطالب الأكراد في العراق الآن. ووصف مؤسس حركة “مصريون ضد الصهيونية” ما يحدث بأنه بمثابة “حالة جديدة من الإكراه الأمريكي” الذي تمارسه على السودان وجامعة الدول العربية لتمرر الاستفتاء، في ظل تحذيراتها للدول العربية بعدم تخطى “الخطوط الحمراء.. فلولا الضغط الأمريكي ما كان الاستفتاء ليحدث وما كان خيار الانفصال مطروحاً”، واصفاً المواثيق الدولية بأنها تشبه “جراب الحاوي” التي تستخدم بالطريقة التي تتحقق عبرها المصالح الأمريكية. وشدد أشرف ميلاد مسئول وحدة سيادة القانون بالبرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة السابق ومحامى اللاجئين السودانيين على أن تقسيم السودان لن يؤدى إلى استقراره ، و اعتبر أن جنوب السودان ليس مؤهلاً للانفصال مع عدم توافر مقومات الدولة به حيث لا تتوفر به الخدمات الرئيسية، رغم تسارع وتيرة التنمية فيه وتسجليه لأعلى معدل للتنمية في العالم، ” لغاية وقت قريب كنا لما نروح جنوب السودان نستأجر خيمة ب 180 دولار علشان ننام فيها”، حسب قوله. ” تحاول الحكومة المصرية تدارك الموقف بعد أن أيقنت 70 % من الاتجاهات تميل نحو خيار الانفصال عند الاستفتاء ” بحسب ميلاد الذي لفت إلى أن الدبلوماسية المصرية أدركت مؤخراً تقصيرها الواضح مع السودان. وفى ذات الوقت الذي ستكون فيه ” جنوب السودان لن يكون لديه حرج من التعامل مع إسرائيل لأنه لا يعنيه الصراع العربي الإسرائيلي ف 55 % من المهاجرين السودانيين لإسرائيل من الجنوب “. و حذر محمد أبو العز المستشار الإعلامي لاتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي، من أن تتحول دولة الجنوب في حال انفصالها لدولة مساومات تستخدمها إسرائيل كورقة ضغط على الحكومة المصرية، وقد يجرى تسليحها نووياً، معتبراً مخططات تقسيم السودان بأنها “سايكس بيكو” جديدة. أما حسن الشامي عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان، فانتقد عدم قيام حكومة الرئيس عمر البشير بالعمل على إحداث تنمية بالجنوب من أجل جذب الجنوبيين إلى خيار الوحدة بعد توقيعه لاتفاق نيفاشا الذي نص على إجراء الاستفتاء في 9 يناير 2011. مواضيع ذات صلة 1. طبقا لساعة جوبا :انفصال جنوب السودان قادم بعد أقل من 80 ألف دقيقة 2. أبو الغيط ل”حالة حوار”: انفصال جنوب السودان قادم ومصر حاولت حل المشكلات قبل الاستفتاء 3. حكومة جنوب السودان تتهم الجيش السوداني باختطاف مدنيين 4. الميرغني يطالب بالكونفيدرالية ويعتبر أن العمل من أجل وحدة السودان “لم ينته وقته” 5. مفوضية استفتاء جنوب السودان تحقق في عرقلة الشمال لتسجيل الناخبين ..وأحزاب سودانية تدعو لتأجيل الاستفتاء