o نبيل زكى: سألت أبو الغيط عن اتفاقية لإدارة الموارد المائية وقعتها إسرائيل مع أوغندا قال لي “ما نعرفش عنها حاجة!” o إجلال رأفت: “آبيي والحدود” يمكنهما إشعال الحرب مرة أخري بين الشمال والجنوب o إبراهيم النور: انفصال جنوب السودان قد يتحول لنموذج داعم للانفصال في دول مجاورة كتب – محمد كساب وجازية نجيب: أكد خبراء سياسيون أن انفصال جنوب السودان سوف يخلف ورائه الكثير من التداعيات التي من شأنها أن تؤدي لتجدد واندلاع الحرب بين الشمال والجنوب مرة أخرى، وحرمان مصر من فائض نصيب السودان من مياه النيل، وتحول السودان إلي نموذج لدعم اتجاهات الانفصال في عدد من الدول الأفريقية والشرق أوسطية، حيث حملوا الحكومة السودانية مسؤولية ما حدث، محذرين في الوقت ذاته من المساعي الإسرائيلية لبسط نفوذها بالجنوب للسيطرة علي مياه النيل. ووصف نبيل زكي الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأهالي السابق، خيار الانفصال بالسيئ، حيث حدد خطورته في كونه يأتي في ظل أوضاع عربية تهدد بالتمزق الكامل للمنطقة، على سبيل المثال ما يجرى في لبنان والعراق واليمن مع الحوثيين، وكذلك في الكويت والبحرين. وتابع: “والظاهر أن التقسيمات الطائفية والمذهبية التي تمر بها المنطقة العربية وصلت مصر بعد نفى شعار مفهوم الوطن الواحد والدين لله والوطن للجميع الذي كانت ترفعه دائماً الحركة الوطنية المصرية”، على حد تعبيره. وأكد زكى خلال الندوة التي نظمها مركز الجنوب لحقوق الإنسان مساء اليوم، بمركز هشام مبارك للقانون حول “مستقبل السودان والآثار الناتجة عن استفتاء تقرير المصير في الجنوب” علي أن حكومة الرئيس عمر البشير لم تقم بأي خطوة لجذب الجنوبيين نحو الوحدة عبر الاهتمام بتنميته، رغم أنها أعطيت فرصة منذ 6 سنوات مع توقيع اتفاقية السلام، حتى توصل الجنوبيون إلي أن الشماليين طائفيين وعنصريين، وأنهم أعداء للتنوع الثقافي والتعددية السياسية والدينية وحرية الرأي والتعبير، ولم يستبعد أن تشهد الفترة المقبلة حروباً جديدة بين الطرفين. وأشار نبيل زكي إلي أن إسرائيل تستعد من الآن لإقامة علاقات مع الدولة الجديدة، وتحاول فرض نفوذها بجنوب السودان، محذراً من أن وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان قام خلال في شهر أغسطس الماضي بزيارة عدة دول أفريقية من بينها دولة أوغندا من دول حوض النيل التي وقع معها اتفاقية لإدارة مواردها المائية، وأنه زكى عندما سأل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن هذه الاتفاقية التي قد تكون خطيرة قال “مانعرفش عنها حاجة”. وطالب رئيس تحرير جريدة الأهالي السابق الشعب السوداني بمحاكمة المتسببين في ما يحدث للسودان، وتشكيل جبهة ديمقراطية عريضة لإقرار حكم وطني ديمقراطي، بما قد يؤدى لهدوء العلاقات بين الشمال والجنوب ويقلل من تداعيات الانفصال. ومن جانبها، قالت الدكتورة إجلال رأفت أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه في حال إذا قرر الجنوب الانفصال، فإن القضايا التي ما تزال عالقة بين شمال وجنوب السودان يمكنها أن تشعل حرباً أهلية بين الطرفين لعدم التوصل إلي اتفاق حولها، ومنها النزاع علي منطقة آبيي الغنية بالنفط التي سلم الاحتلال الانجليزي سلطاتها للشمال في عام 1905، إلى جانب عدم ترسيم الحدود بينهما حتىالآن، مؤكدة على أهمية حل هذه القضايا قبل انتهاء استحقاقات اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة في يناير 2005 بعد 6 أشهر أي في يوليو المقبل. لافتة أن هناك آثاراً عدة من المتوقع أن تنعكس علي جنوب السودان إذا انفصل عن الشمال، في ظل معاناته من الفقر واعتماده في 98 % من موارده علي عائدات البترول ما دفع البنك الدولي إلي نصيحة حكومة الجنوب بتنويع مصادر الدخل والثروة، فضلاً عن انعدام البنية التحتية، كما ستواجه مشكلات كبيرة بسبب غياب المؤسسات، وانتشار المشكلات القبلية والأمية التي تصل نسبتها به ل 80 %. ومن جانبه، حمل الدكتور إبراهيم النور أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الأنظمة السودانية مسئولية ما يحدث في السودان، مضيفاً ” علي الخرطوم أن تكون حزينة بعد ما فشلت النخبة في الحفاظ على وحدة السودان.. والمواطنين في السودان يملأهم الحزن بفرحة ما يحمله الانفصال من تحرير بلغة الجنوب”، موضحاً أن جنوب السودان سيواجه تحديات كبيرة مصاحبة للانفصال تتمثل في بناء دولة من الصفر، كما أن الشمال سوف يحصل علي ثلث عائدات النفط في حين يحصل الجنوب علي الثلثين بعد أن كان يحصل علي عائداته مناصفة مع الأخير، ليشكل 60 % من ميزانيته. وأعرب النور عن تخوفه من أن يتحول انفصال السودان إلي نموذج لدعم الاتجاهات الانفصالية في دول مثل العراق ونيجيريا، بينما طالب بضرورة إعادة النظر في اتفاقية تقسيم المياه التي وقعت في بين دول حوض النيل في عام 1959، لأن سكان هذه الدول تضاعفوا 5 مرات وهو يؤكد وجود مشكلة وأزمة حقيقية بالنسبة لمياه النيل. وحذر من أن التنمية في جنوب السودان سوف تجعل فائض السودان من المياه والذي تحصل عليه مصر متلاشياً، مع إنشاء مشروعات مائية هناك مثل سد مروي. يذكر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والجبهة الشعبية لتحرير السودان كانا قد وقعا اتفاقية السلام المعروفة باتفاقية نيفاشا في يناير 2005، لينهى الطرفان قرابة النصف قرن من الحروب الأهلية التي راح ضحيتها 2 مليون قتيل ونزوح 4 ملايين آخرين يتركز معظمهم بدول شرق إفريقيا. ويعد استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان أحد استحقاقات اتفاقية نيفاشا، الذي يبدأ منذ اليوم لمدة أسبوع حتىيوم 15 من الشهر الجاري، وسط توقعات باتجاه الجنوبيون لخيار الانفصال لينهي عهداً من الوحدة بين الشمال والجنوب دام لحوالي 55 عاماً بعد استقلال السودان في عام 1959. مواضيع ذات صلة 1. طبقا لساعة جوبا :انفصال جنوب السودان قادم بعد أقل من 80 ألف دقيقة 2. خبراء: جنوب السودان ليس مؤهل للانفصال و إسرائيل ستستخدمه كورقة ضغط على مصر 3. أبو الغيط ل”حالة حوار”: انفصال جنوب السودان قادم ومصر حاولت حل المشكلات قبل الاستفتاء 4. البشير يقر بحتمية انفصال جنوب السودان ويشدد على أهمية نقل النفط عبر الشمال 5. حكومة جنوب السودان تتهم الجيش السوداني باختطاف مدنيين